الجمعة , مارس 29 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مجتمع / جس نبض / الترامواي بأعين البيضاويين..

الترامواي بأعين البيضاويين..

73% من البيضاويين وجدوا أن الترامواي وسيلة نقل فعالة.. و 57% عبروا عن كونهم سيستعملون الترامواي في تنقلاتهم

شرعت أخيرا عربات التراموي في العمل بمدينة الدار البيضاء بعد أشغال دامت قرابة السنتين، ويشتغل الترام منذ الخامسة صباحا إلى الواحدة من صباح اليوم الموالي قاطعا الطريق البالغ طولها 31 كلم من حي سيدي مومن إلى حي الكليات أو في اتجاه عين الذياب، عابرا لأهم شوارع البيضاء في رحلة حددت تسعيرتها في 6 دراهم، وأمام مولود النقل الجديد هذا انقسم البيضاويون إلى فئة ترى فيه وسيلة جديدة للتخفيف من معاناتهم اليومية مع وسائل النقل الأخرى، وفئة أخرى تعتبره وحشا ضاريا يهدد مستقبلهم ومستقبل أبنائهم…
«أسرة مغربية» انتقلت إلى الشارع، واستقصت آراء المواطن البيضاوي وعاينت كيفية استقباله لوسيلة نقلهم الجديدة.
أخيرا أصبحت مدينة الدار البيضاء تتوفر على وسيلة نقل جديدة بدل الحافلات والطاكسيات، وهي «الترامواي». ويبلغ عدد عربات الترامواي 74 عربة «ترامواي» من نوع «سيتاديس» مكيفة، وسهلة الولوج بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويصل طولها إلى 65 مترا، وهي قاطرات مزدوجة تستطيع استيعاب ما يزيد عن 600 راكب دفعة واحدة، أي ما يعادل طاقة 10 أو 12 حافلة.
ويأتي اشتغاله بعد معاناة ساكنة العاصمة الاقتصادية من ضجيج واختناق السير، وإغلاق العديد من الشوارع بسبب أشغال تهيئته، ناهيك عن المعاناة النفسية والمادية.. وهي عوامل ساهمت في توجس البيضاويين والخوف من هذا الوافد الجديد، إلا أنه وبمجرد اشتغاله بدد كل تلك المخاوف.
حيث وجدت فيها شريحة مهمة من الساكنة وسيلة لتخفيف العبء المالي الذي كان يمس جيوبهم يوميا خلال معركة البحث عن وسيلة تنقل, ولنهاية ماسيهم الماضية مع أسطول النقل في المدينة، لاسيما الازدحام وغياب الأمن وضعف الخدمات. بالإضافة إلى أنها مكنتهم من سهولة التنقل بين هوامش الدار البيضاء ومركزها في مدة معقولة وبتكلفة بسيطة، وهو ما سينعكس طبعا بالإيجاب على حياة البيضاوي، فضلا عن التخفيف من تلويث سماء البيضاء مقارنة بباقي وسائل النقل.
في حين تتخوف فئات كثيرة من التهديد الذي باتت تستشعره من هذا «الثعبان الضاري»، الذي قد يضر بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، خصوصا أصحاب الطاكسيات الكبيرة والصغيرة, والذين يعيلون آلاف الأسر، وكذلك أصحاب بعض المحلات التجارية التي تضرر نشاطها التجاري بفعل مرور الترامواي من أمامها، وكذا تلاميذ المؤسسات العمومية الذين يضطرون إلى قطع مساره صباحا ومساء.

القاسمي القاسمي 36 سنة، سائق طاكسي كبير
الترامواي… بداية أزمة؟!

بدل الترامواي كان يجب زيادة الحافلات والطاكسيات، دون تحمل عناء حفر الطرقات وتبذير المال وغيره لإنجازه، لقد عانينا من أشغاله قبل اشتغاله أولا، بالإضافة إلى أن بعض سائقي الطاكسيات في بعض المحاور بدؤوا يعانون من نقص في «الروسيطة» أي المداخيل بسبب منافسة الترامواي من جهة، وغلاء البنزين من جهة أخرى، أضف إلى ذلك أن البعض صار يبحث عن بعض الخطوط التي لا يمر عبرها الترامواي حاليا، لأننا سمعنا أنهم يريدون إنجاز خطوط أخرى في المستقبل القريب.. كما أنه حصد أرواح كثيرة بالرباط، وأبنائنا المتمدرسون يجب عليهم قطع سكته ذهابا وإيابا.. «الله يسترنا ويستر أولادنا وصافي»..

 صلاح صلاح 30 سنة، سائق طاكسي صغير
اختناق السير.. جديد الترامواي..

الترامواي لم يأت بالجديد، حيث لم نلمس أي تغيير قط، فمن كان يمتطي تاكسي صغير ما زال يمتطيه، ومن كان يمتطي سيارته مازال يمتطيها، إذن ما الفائدة منه؟.. المصيبة أنه استحوذ على مساحة شاسعة في بعض الشوارع التي لم تكن تكفي أصلا للعربات التي تعبر منها، فكيف الآن بعد أن أضيف الترامواي، فالشاحنات وعربات النقل الثقيلة أصبحت ممنوعة من ولوج بعض الطرق والشوارع، التي احتلها بشكل كامل، في وقت كان يستحسن التفكير في دعم النقل الحضري بحافلات صغيرة وتأهيل قطاع الطاكسيات وتنظيمه، أما الترامواي فلم يزد المدينة إلا مشاكل الاختناق المروري، وساهم في عرقلة السير، مطبقين مقولة «لم يكفيهم فيلا فأتوا بفيلة».

 سعيد 26سنة، صاحب محل
ليس أمامي إلا الهروب من الترمواي…
أصحاب الترام  لم يفكروا فينا ولم يضعونا في الحسبان، فمنذ بدء الأشغال معاملاتنا التجارية بدأت في الانخفاض، أما الآن فحدث ولا حرج، وذلك لكون أصحاب السيارات لا يجدون أماكن للوقوف، وبالتالي لا يستطيعون التوقف قرب المحل لقضاء بعض الحوائج لدينا، لذا بات علي الآن البحث عن محل آخر لن تصله سكة الترامواي.. هذا ما أضافه لي الترامواي.. ومن استفاد منه هم المقاهي التي استفادت من توسعة وتهيئة الرصيف بشكل عصري.

هشام هشام 28 سنة، عامل
الترامواي نعمة أنهت مسلسل المعاناة…
أتذكر بكثير من الحسرة أياما لم يمر عليها وقت كثير، عندما كنت أضطر إلى استقلال حافلتين، لكوني أقطن بحي مولا ي رشيد وأشتغل بالمعاريف، معاناتي مع الازدحام وقلة المواصلات استمرت 8 سنوات، حيث كنت أضطر في بعض الأحيان لاقتناء سيارتي أجرة مع التأخر المتكرر عن العمل، لكن الآن مع الطرامواي صار بإمكاني الوصول في الوقت المحدد وكل ذلك بـ 7 دراهم للرحلة الأولى و6 دراهم لـ 10 رحلات. كما أننا لم نعد نشهد حالات التدافع للركوب، بالإضافة إلى أن له منافع بيئية، أهمها عدم تلوث الجو مقارنة مع الوسائل الأخرى، وأنه أعطى لمدينة البيضاء جمالية، مع أنه وفر فرص عمل كثيرة، حيث اشتغل أخي ضمن حراس الأمن.

محمد 18سنة، طالب
الترامواي… ملتقى الشرائح الاجتماعية
لا مشكلة لدي في قضاء الرحلة واقفا، على الأقل الترام نظيف وآمن، أما الازدحام فليس بالأمر الجديد على مستعملي وسائل النقل العمومية، هناك أيضا بعض التأخيرات، غير أنها لا تقارن بمثيلاتها في حافلات النقل الحضري,وستتجاوز مستقبلا. كما أنه خلصنا من أنانية أصحاب التاكسيات ولا مبالاة سائقي الحافلات، ومن جهة أخرى فهو يشكل تلاقحا بين الطبقات الاجتماعية… لكونه يمر عبر محطات يتزاوج فيها الراكبون من نسيج اجتماعي متنوع، ما يجب الآن هو نشرات تكوينية في وسائل الإعلام لإرشاد المواطن البيضاوي (راجلا أم سائقا) عن كيفية التعامل معها حتى تعم ثقافة الترامواي ويتأقلموا أكثر مع هاته الوسلية الجديدة.

سكينة سكينة 22 سنة، طالبة
الترامواي.. أعلن نهاية زمن السرقة والتحرش..

الترامواي يعتبر رحمة إذا ما قورن بحافلات النقل الحضري، فلقد تعرضت مرات عديدة للسرقة، ولم أستطع حتى الصراخ لطلب النجدة، بل كانت تتم بمرأى ومسمع من البعض، دون أن يحركوا ساكنا، زيادة على التحرشات الجنسية، حيث كنت شاهدة لأكثر من مرة على تحرشات المرضى والسكارى والمشردين بفتيات ونساء لا حول لهن ولا قوة داخل حرمة الحافلة.. اليوم كل هذه المظاهر انتهت..
بالإضافة إلى أنه بإمكاننا الاستفادة من بطاقة الاشتراك، والالتقاء بصديقاتي اللواتي يركبنه كذلك  على طول الطريق، حيث أركب من أول محطة بأناسي وأنزل بآخر محطة، أي محطة كلية طريق الجديدة.

 جواد 26 سنة، تقني
وسيلة نقل اقتصادية… وتوفيرية

رغم أن تسعيرة الطرامواي التي تظل مرتفعة نسبيا بالنسبة إلى شرائح عديدة، غير أن هذا المبلغ يتحول إلى منحة عندما يتعلق الأمر برحلة طويلة، كما أنني كنت سابقا أخصص ميزانية شهرية تفوق بحوالي الضعف مما يستنفده مني شراء تذكرتين ذهابا وإيابا في الترامواي، هذا في ظروف عادية، أي عند وجود حافلات النقل الحضري والطاكسيات الكبيرة، فيما تتضاعف هذه الميزانية أكثر في حالات الإضراب.. الآن صار بإمكاننا توفير هدا المال لانجاز أمور أخرى… غير أن المشكل يبقى في تعود الساكنة والراجلين عليه، حيث لا نتمنى أن نشهد حوادث ترامواي كتلك التي حصلت بالرباط.

 عين على ترامواي المغرب..

أولى التجارب الناجحة للترامواي كانت بترامواي الرباط سلا، حيث يمتد الخط الأول على مسافة 7 كلم من حي كريمة بسلا إلى حي أكدال بالرباط، شاملا مساره للأقطاب الرئيسية للمدينتين، ثم  يأتي ترامواي البيضاء الذي يربط بين حي أناسي وحي الكليات وعين الدياب، كذلك رابطا بين غرب وشرق المدينة الاقتصادية، فيما تم الإعلان عن نية إنشاء خطوط أخرى للترامواي في القريب العاجل بالمدن الكبرى كفاس، مكناس، مراكش والناظور.. كأحد الحلول العملية لإشكالية النقل على الصعيد الوطني  من طرف وزير النقل عزيز الرباح، وكذلك من طرف «أريك ديبو» مدير الاستغلال بشركة «ألسطوم».

 مزايا الترام..

في أفق دخول «الترامواي» حيز الخدمة، كانت شركة «كازا ترونسبور»، ارتأت بتنسيق مع الجهات المختصة والمتدخلين، إحداث 5 أقطاب للتبادل مع وسائل النقل العمومي الأخرى، الموجودة في الحي المحمدي وساحة سيدي محمد أمام محطة قطار الدار البيضاء /المسافرين، وساحة الأمم المتحدة وعلى مستوى ملتقى الطرق باشكو، ويوجد القطب الأخير في منطقة الكليات في طريق الجديدة.
ومن مزايا الترامواي، التي انعكست على شكل وواقع مدينة الدار البيضاء، تهيئة حضرية على طول مسار الترامواي (31 كيلومترا)، من خلال إعادة تهيئة الطرق المجاورة لبنية الترامواي، وإعادة تأهيل وتبليط الأرصفة، وتجديد شبكات التطهير السائل، وتجديد شبكات الإنارة العمومية، وتأثيث الفضاء الحضري بأحدث التجهيزات، ثم غرس ألفين نخلة وألفين شجرة متنوعة.
أما بخصوص المزايا التي همت تهيئة بعض الفضاءات العمومية، مثل تهيئة ساحتين كبيرتين، وهما ساحة الأمم المتحدة وساحة سيدي محمد أمام محطة القطار (الدار البيضاء – المسافرين)، وتهيئة منطقة خاصة بالراجلين في شارع محمد الخامس من السوق المركزي إلى ملتقى طريقي شارع الحسن الثاني وشارع باريس، وإنجاز 5 أقطاب للتبادل مع الوسائل الأخرى للنقل العمومية.
كما مكن إنجاز الترامواي من إعادة تنظيم المرور في محيطه، بوضع معدات جديدة وحديثة خاصة بالتشوير الطرقي ملائمة مع التغييرات التي تشهدها المدينة، وكذا إعادة تهيئة 90 محورا طرقيا، ثم الاحتفاظ بعدد الممرات نفسها، الخاصة بمرور السيارات في 80 في المائة من مسار الترامواي.

 ستة دراهم للتذكرة

قرر مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء حصر التسعيرة المتعلقة بالاشتراكات لمدة أسبوع في ستين درهما و230 درهما بالنسبة لشهر واحد وبـ150درهما للطلبة وتلاميذ المؤسسات العمومية والخاصة.
ودعا الأعضاء خلال هذه الجلسة إلى الإبقاء على هذه التسعيرة (ستة دراهم) لمدة خمس السنوات المقبلة (دون احتساب ثمن التذكرة) مع تمتيع عدد من الموظفين بتخفيض بالنسبة للنقل عبر الترامواي يحدد في 30 في المائة والرفع من واجبات وقوف السيارات وسط المدينة من أجل تشجيع المواطنين على استعمال الطرامواي والحفاظ على البيئة.
وتصل الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي يعتبر رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة إلى 5 آلاف و900 مليون درهم، علما أن الميزانية المبدئية كانت حددت في 6 آلاف و400 مليون درهم.

 الركاب تحت حماية الأمن

اتخذت شركة «كازاترتنسبور»، المكلفة بالترامواي بالدار البيضاء، قرار توظيف 250 حارس أمن خاص لتأمين رحلات الترامواي بشوارع المدينة، من أجل حماية الركاب من حوادث الاعتداء التي تستهدف عادة مستعملي وسائل النقل العمومية.
من جهة أخرى، نسقت الشركة المذكورة مع ولاية أمن العاصمة الاقتصادية، للعمل على تأمين رحلات خطوط الترامواي، وتكليف رجال أمن وعناصر من فرقة «الصقور» بالقيام بحملات في عدد من النقط السوداء، التي سيمر عبرها الترامواي، حيث سيقومون بمهام الحراسة اليومية داخل القاطرات وخارجها، أي بمعدل رجلي أمن في كل قاطرة كل يوم, كما خصصت دورية أمنية قارة بمركز الترامواي بسيدي مومن بالدارالبيضاء، إضافة إلى ذلك سيتكلف رجال الأمن، إبان الشهور الأولى بالتتبع اليومي لسير الترامواي عن طريق الكاميرات وكذا وسائل التواصل الداخلي.

 قواعد احترام الترامواي

تظهر ضرورة اكتساب سلوك سليم من خلال معرفة القواعد الخمس للترامواي، وتتجلى الأولى في احترام الإشارات المخصصة للترامواي، والثانية تهم منع التجول على مساره، والثالثة منع الوقوف على مساره، بينما القاعدة الرابعة تدعو إلى توخي الحذر بالقرب من سكة الترامواي. فيما تنص القاعدة الخامسة على احترام ممر الراجلين لعبور مسار الترامواي، خاصة أن «الترامواي» وسيلة نقل صامتة ولا تحدث ضجيجا من شأنه أن يثير انتباه المارة والعابرين للطريق.

عن adminOsra

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى