الجمعة , أبريل 19 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / مجتمع / تحقيقات / بدأت من أوكرانيا ثم فرنسا.. لنتقل إلى مصر وتونس والمغرب.. فتيات Femen يكشفن عن أثدائهن ويكتبن شعارات مناهضة للسلطة..

بدأت من أوكرانيا ثم فرنسا.. لنتقل إلى مصر وتونس والمغرب.. فتيات Femen يكشفن عن أثدائهن ويكتبن شعارات مناهضة للسلطة..

ظاهرة استفزت الرأي العام العربي من الأعماق، وخدشت معالم الإسلام ووضعت صورة الفتاة العربية في قفص الاتهام، حار الإعلام في وصفها وعجز الناس عن استيعابها، هل هي ثورة فعلا أم أنها سياسة تستهدف الإسلام بالدرجة الأولى؟ أم أنها بالفعل فكرة تبنتها حركة نسائية لإيصال مطالب معينة؟ كيفما كان الحال وكيفما كان السبب، تبقى ظاهرة أوربية تسللت اليوم لديارنا العربية، تسللت كما تسللت إلينا ثقافاتهم وحضاراتهم، وقسمت آرائنا كما سبق وأن فعلت في السابق.. حديثنا هذا الشهر هنا عن التظاهر بالتعري، عن فتيات يكشفن عن أجسادهن ويجعلن منه لوحا لإيصال رسائلهن.. قد يكون ذلك بحثا عن الإثارة أو الشهرة.. أو قد يكون الهدف شيء آخر غير المعلن من شعاراتهن؟
والسؤال هنا هل عدوى ظاهرة «فمين» انتقلت للوسط العربي؟ أم هي حركة جديدة بخاصية عربية؟ وكيف يقيمها الشارع العربي والدين والمجتمع؟ وما السبيل والحل لإيقافها؟

فتيات Femen المصرية علياء تفتح الباب…

خرجت المصرية علياء المهدي عارية في مدينة ستوكهولم، لتعبر عن اعتراضها على عملية استفتاء الدستور المصري، أمام مبنى في العاصمة السويدية، خلعت ثيابها ووقفت عارية وإلى جانبها كانت نساء من حركة فيمين الأوكرانية يتضامن معها، ومحتفلين في نفس الآن بالصرخة العربية الأولى التي أطلقتها زميلتهن في التعري علياء، لتكون الحركة الفيمنية الأوكرانية قد وسعت نشاطها وتحركاتها الاحتجاجية خارج حدود الاتحاد السوفياتي، ولتصل اليوم إلى تركيا ومصر وإيران وإيطاليا وتونس بل وحتى السعودية.. علياء كانت صدمة صفعت شباب الثورة الذين احتفلوا بسقوط مبارك، الشباب الذين لونوا الربيع العربي بأرواحهم وغامروا بكل ما يملكون.. وعلياء بجسدها جاءت لتعبر عن رأيها في الاستفتاء بطريقة شاذة لم يشهدها المصريون من قبل بل ولم يشهدها الوطن العربي ككل، في تصرف لم يكتفي بخدش الحياء العربي ولا فقط بمس الدين الإسلامي، بقدر ما أقحمت «فيمين» وسط العالم العربي لتصبح اليوم موضة جديدة تكسو شوارعنا العربية.

انتقال العدوى لتونس..

في تونس الخضراء، وضعت ظاهرت «فيمين» الأوكرانية رحالها، لتحمل المراهقة أمينة ذات التسعة عشرة من عمرها على عاتقها مهمة المبادرة، فشكلت صدمة حقيقية لأسرتها ولمحيطها، وهي التي لم تتجاوز بعد مرحلة الثانوية، مما يوضح عدم اكتمال الوعي الكامل لديها وجهلها لحقيقة ما قامت به لحظة خروجها عارية، الأمر الذي فسره الإعلام التونسي بالاضطراب النفسي لدى الفتاة الذي يحتاج علاجا ملحا، فأمينة التي أقدمت على التعري لكي تحتج على الوضع المتردي لحقوق النساء في بلدها، لم تكن في الواقع سوى ضحية لتأثير سلوكي مورس عليها عبر الشبكة الافتراضية عن طريق الدعاية التي أطلقتها ناشطات «فيمن» استعدادا لاقتحامهن المجال التونسي، الذي يعيش على وقع الصخب السياسي وصدام ما بعد الثورة بين التيارات العلمانية والدينية، فكانت أمينة أول الضحايا في نظر الإعلام التونسي، لتستلم بعدها المشعل الناشطة مريم التي لجأت لنفس الأسلوب في التظاهر قبل أن يسقط القناع على مجموعة من التونسيات اللواتي أكدن أن المشكل لا علاقة له بالتظاهر ولا بالحقوق، بقدر ما يستهدف الدين الإسلامي ولعل إقدامهن في باريس على حرق علم الإسلام أمام مرئى من الناس في منظر اقشعرت له أبدان المسيحيين الفرنسيين، قبل المسلمين خير دليل على عدم صدقية رسالتهم وأهدافهم. فهل هي البداية الحقيقية للاحتلال العلماني؟ وإن كان الأمر كذلك، فإلى أي حد سيبقى الإسلام صامدا أمام كل هذه الحروب المباشرة وغير المباشرة…

 فتيات Femenضدا على «فيمين».. حملة الحايك الجزائري والسفساري التونسي

لم تدم فرحة «فيمين» في الوطن المغاربي كثيرا، وسرعان ما عرفت أفولا مبكرا بعدما خرجت نساء جزائريات غير متحجبات في الأصل وهن مرتديات ما يعرف بالحايك والذي يرمز للهوية العربية الإسلامية بالجزائر، في جواب منهن على ظاهرة «فيمين»، جاء الدور بعده على التونسيات بالعودة للسفساري وهو رداء يغطي كل جسد المرأة كما الحايك الجزائري، وإن تعلق الأمر في تونس ببعض فتيات اتبعن ظاهرة «فيمين» فالأمر هنا شمل مجموعة من النساء وبمختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، نساء شعرن بالغيرة على أصالة الأنثى العربية المسلمة، ورفضن أن تكون بتلك الصورة التي ظهرت بها كل من علياء وأمينة وغيرهن، وهي حركة عرفت تجاوبا كبيرا مع سائر مكونات المجتمعات العربية، واعتبرها البعض بمثابة رد اعتبار لقيمة وكرامة الفتاة العربية.
كما خرجت مجموعة من الفتيات من مختلف الدول العربية واضعات صور لهن على الفيسبوك حاملات لوحة تغطي صدورهن مكتوب فيها شعارات مثل «جسدي ملك لله وهو شرفي ولن أفرط فيه..»..

 كيف يرى شباب وفتيات المغرب ظاهرة الاحتجاج بالتعري؟

خديجة طالبة جامعية تقول «لن أخفيكم القول أننا بالفعل نتعرض لظلم اجتماعي كبير وانتهاك لحقوقنا، ولعل تواجد امرأة واحدة في الحكومة المغربية خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى الهجوم الذي بات يعتمده مجموعة من الشباب في تشويه صورة الفتاة المغربية دون نسيان العنف الجسدي والتحرش وزواج القاصرات والاغتصاب والسرقة في الشارع أمام الملأ دون تحريك ساكن، كلها أشياء تؤكد أن المرأة في المجتمعات العربية لا تزال تعاني، وأنه لا وجود هنا لحرية الرأي ولا حتى الحرية في اللباس، لكن مع ذلك أؤكد على أن ظاهرة «فيمين» تبقى دخيلة على مجتمعنا المحافظ نوعا ما، وإذا أردنا الاحتجاج على وضعنا فلابد أن تأتي المبادرة من عندنا وبأفكارنا ولا تتخطى قيمنا، فنحن نبحث عن حل لا عن تفاقم المشكل، كما أننا قبل كل شيء نبقى مسلمين، والإسلام كرم المرأة وأعطاها حقها، ومن ينتهك هذا الحق ليس الدين طبعا، بل أناس آخرون.. وهم من علينا محاربتهم لا محاربة الدين الذي أنصفنا».
أما حسام الدين، موظف بنكي، فيقول «لأن الحياء نعمة أنعمها الله على المرأة المسلمة دون غيرها، ولأن السترة والاحترام والوقار ومواصفات راقية يحلم بها كل رجل كيفما كان دينه، وكيفما كانت حضارته، صفات جعلت المرأة المسلمة مميزة في نظر العالم، امرأة مختلفة عن غيرها، لها مبادئ وتعترف بالقيم.. وكلها مواصفات لن نجدها في غير المرأة المسلمة، ولعل ارتفاع زواج الأجانب بالمسلمات وإعلانهم للإسلام دليل على كلامي، فمؤكد ومن الطبيعي أن تسعى المرأة الأجنبية لجلب المسلمة لمستواها، حتى تكسر ذلك الفارق الشاسع بينهما، وحتى لا يبقى تميز للمسلمة على الأجنبية، فجاءت الطريقة بالتظاهر بالتعري، لكن ما يمكن تأكيده أن من اتبعنهن لسن إلا قلائل ممن يفتقرن لمبدأ في الحياة ويركضن وراء أي موضة جديدة، وعددهن قليل وقليل جدا، فالمرأة العربية المسلمة أكبر من أن تقع في هذا الفخ، فهي مدرسة قبل أن تكون جسد.
فيما ترى خلود، طالبة في قسم الفلسفة، أن الاحتجاج بالعري له مغزى عميق، خاصة في البلدان التي تقمع حرية المرأة وتفرض عليها ملابس معينة كأفغانستان والسعودية وإيران.. وأن «فيمين» استطاعت كسب تعاطف الكثيرين بسلميتها، خاصة وأن من يقوم بها نساء جميلات..»

رأي  علم النفس ذ. محمد الوزاني باحث في علم النفس

فتيات «فيمين» لديهن مشاكل نفسية وجنسية وحرمان عاطفي..

إن تظاهر الفتيات بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة له علاقة بالباطنية الإباحية، أو الشخصية الإباحية، كما يصطلح عليها في علم النفس، وهي التي تسمح للفتاة بالتمرد عن القيود الخارجية بحتا منها عن التميز وفرض الوجود، وفي غالب الأحيان يكون عامل الشهرة حاضرا، والفتيات ممن يتظاهرن بهذا الطريقة غالبا لديهن مشكل نفسي وحتى جنسي، ويوجد في علم النفس مرض يعرف بالاستعراء تلجئ إليه الفتاة التي تعاني كبتا جنسيا  يجعلها تلجئ لأسلوب الإغراء، وما تقوم به هذه النساء ليس إلا نوعا من أنواع الإغراء، فمجرد التفكير باتخاذ التعري كظاهرة للاحتجاج بعيدا عن كل أنواع الإحتجاج الأخرى تؤكد هذا الكلام، كما أننا لا يجب أن نغفل عن جانب مهم وهو التقليد الأعمى الذي يصدر غالبا عن الشخصيات الضعيفة التي تعجز عن فرض وجودها بطريقة خاصة بها، فتلجأ للتقليد، وهي شخصية قابلة للتأثر بأي فكر وأي مفهوم تماما كالخشب الذي يمكن المرء أن ينحث عليه ما يشاء وأن يصنعه على الشاكلة التي يريد، من جهة أخرى يمكن ربط الظاهرة بالحرمان العاطفي الذي تعاني منه بعض النساء، وهذه الشخصية تسمى بالهيستيرية، وهي شخصية تعشق جذب الأنظار والشهرة والأضواء، وقد تفعل أي شيء في سبيل تحقيق ذلك، كما أن النومودانيا أو «هوس العرى» أصاب معظم المراهقات في العالم العربي، ونلحظ هذا بانتشار الصور الشبه العارية للفتيات على صفحات التواصل الاجتماعي، وانتقاد الشباب لهن أو تجريحهن يدفع بدوره إلى خلق مشكل نفسي يصل للتظاهر بالتعري بحثا عن الحرية في التواصل.

عن adminOsra

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى