كثيرا ما تقع الأم فريسة غضب طفلها، وتصدر منها تصرفات خارجة عن السيطرة، مما يدفع الطفل إلى العناد أكثر وقد يثار غضبه بشكل أكبر، ومن بعدها تؤنب الأم نفسها وتندم على فعلها ذاك، خصوصا إذا قامت بضرب طفلها تأديبا، لذا إن كنت سيدتي تودين امتصاص غضب طفلك عليك أن تبدئي بنفسك أولا، حتى يبعث ذلك السكينة في نفس الطفل ويحذو حذوك.
عليك سيدتي أن تمتلكين نفسك عند غضب طفلك، فإن بادرت تصرفه بذات الشيء يكون من الصعب الوصول إلى حل أو معرفة السبب وراء هذا الغضب، وقد تتفاقم المشكلة بشكل أكبر وهذا يؤذي الطفل ونفسيته بشكل كبير، وفي النقاط التالية نصائح لك لتتمالكين نفسك ما إذا غضب طفلك:
أولا: عليك وضع نفسك مكان طفلك، ولا بأس إن تذكرت بأنك كنت يوما مثله وكانت أمك تصبر عليك وتتغاضى عن أخطائك، فهذا من شانه أن يجعل الطفل أقرب لك، وبذلك يتخطى عصبيته.
ثانيا: لابد لك من طرح الأسئلة التالية على نفسك، لماذا ضربت طفلي.. أهو انتقاما لنفسك أم رغبة في تأديبه؟
إن كانت إجابتك هي أن تشفي غليلك من إزعاجه وتصرفاته السيئة، فهذا مرفوض تماما، لأن طفلك لم يكن ولن يكن إلا أمانة من عند الله أودعك إياها لتربيها وتحافظي عليها، أما إذا كنت تريدين تأديبه فهذا من حقك، لكن عليك باستخدام أساليب تربية أخرى أقل عنفاً وأكثر أثراً.
ثالثا: تذكري كم ندمت في المرات السابقة على ضربك له، وكم تمنيت لو أنك لم تفعلي ذلك.
رابعا: استخدمي أسلوب التركيز على نقاط ضعفه فهو مهما قابلك بالرد لن يقوى على أن يتجاوز حدوده معكِ فأنت أمه، مثلا لا تتكلمي معه وانظري له نظرة أنك لا تكترثين فهذا من شانه أن يستفزه ويدفعه لسؤالك أو للتودد لك.
خامسا: تذكري دوما أنك قدوته، وأنه سيقلدك في أي تصرف أو ردة فعل، لذا تجنبي أي أسلوب يضر به وبشخصيته.
وأخيرا، تذكري سيدتي بأنك تربين جيل المستقبل، وأنك تزرعين بطفلك الأسس السليمة ليتفادى أي آثار سلبية بعد أن يكبر ويتعلم من أخطاءه، ولابد لك أن تكوني قدوته الأولى في ذلك وأن العنف في المراحل العمرية الأولى للطفل سيء جدا لا ديينا ولا مجتمعنا يقبل به.