الثلاثاء , أبريل 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار اليوم / فاطمة العمراني: فنانة خلقت أول مقهى/مطعم/ متحف من نوعه بالمغرب..

فاطمة العمراني: فنانة خلقت أول مقهى/مطعم/ متحف من نوعه بالمغرب..

هي فنانة تشكيلية، ونحاثة، وشاعرة وباحثة في الحضارة الفرعونية، وإعلامية… ريشتها الفنية تلامس البعد النفسي الشفيف لتنقل حالات من التصوف الروحي والجمال الجسدي المتمثل في الأنثى التي نشهدها في العديد من لوحاتها.. أما قلمها فيبحر بنا بعيدا إلى عالم الحب العذري وآلام النفس الجامحة التي تسعى لكسر قيودها والتحرر من الجسد لمعانقة عالم لا مادي عنوانه الحب؛ حب الله، حب الكون وحب الإنسان.. وأناملها الرقيقة تنحث لنا من الطين و«الفيبر جلاس» عوالم أخرى بدءا من جنود فرعون وحاشيته وصولا إلى شخصيات بصمت تاريخ الإنسانية.. وكأنها مؤرخة توثق بذلك حقب مرت على أرضنا هاته.. هذا ليس إلا غيض من فيض من جوانب فنية في حياة الشريفة فاطمة العمراني التي يمتد نسبها الشريف ليصل إلى مولاي إدريس الأول.

&

الإنطلاقة.. من «أبو الفنون»

الكل كان يتنبأ بمستقبل فني زاهر للطفلة فاطمة ذات الثماني سنوات، التي كانت مواظبة على التمرن على أدوار صعبة بالمسرح بمدينتي وزان وشفشاون.. حيث احتكت خلال تجربتها هاته برواد المسرح المغربي.. إلى أن تبناها المخرج المغربي نبيل لحلو الذي أسند لها دورا محوريا في مسرحيته الشهيرة «الملك شيماشوري»، لتتوالى العروض المسرحية بعد ذلك على فاطمة وتجول مع الفرقة في مختلف أنحاء المغرب… لتتلقفها بعد ذلك اهتمامات أبيها الروحي محمود ميكري الذي قدمها لأبرز المخرجين وسهر على صقل موهبتها الفنية أكثر..

متعددة المواهب

«ليس للفنان وطن، فكل الفنون وطن له».. هذا ما أكدته فاطمة العمراني التي تنقلت بين الفنون البصرية والسمعية والإيحائية كفراشة تنهل من بستان الزهور، فهي شاعرة وزجالة تتلمذت على يد الشاعر أحمد البوقيدي، وإعلامية اشتغلت بعدة قنوات تلفزية وطنية وعربية، ورسامة تشكيلية انفجرت موهبتها الفنية هاته وهي ما تزال طفلة في عمر 12 سنة حيث كانت ترسم المناظر الطبيعية لمحيطها الرائع (مدينة وزان) وتسرق لحظات تأمل لشيخ يجلس على قارعة الطريق أو نسوة وهن متجهات للسوق فتحولها للوحة فنية ساحرة.. وقد شاركت فاطمة العمراني في عدة معارض عالمية إلى جانب كبار التشكيليين المغاربة أمثال حميد وهالي وبنحيلة الركراكي..

فاطمة العمراني.. ونطق الثماتيل

عند مشاهدتنا لمنحوثاث فاطمة العمراني وهي تملئ فضاء مشغلها وكذا الفضاء الثقافي الفني الذي أنشأته ليكون ملاذا لكل نفس تسعى للانعتاق من زحمة العالم المعاش.. تبادر إلى ذهننا سؤال ألح علينا كثيرا لنطرحه على فاطمة؛ وهو ما علاقة امرأة رقيقة بالطين وكل هاته الأدوات التي تبدو خشنة من أزاميل ومطارق؟… لتجيبنا عن عشقها للحوار مع المادة الخام، فهي لا تفكر إلا بشيء واحد: هل سيقودها الطين إلى الشكل الذي سيولد أم هي من ستقود هذا الطين؟ شغفها بالنحث جعلها تسافر إلى أرض الكنانة لتلتقي بأمهر النحاث على هذه المادة الزجاجية، لتنهل من علمهم وتنقله في عملها.. وهي في رحلتها العلمية هاته جذبتها الحضارة المصرية القديمة فسعت لمعرفة كل شيء عنها حتى صارت باحثة متخصصة في كل ما يهم الفراعنة من تاريخهم وطريقة تحنيطهم إلى أنسابهم وكيفية عيشهم..

مشروعها الثقافي الفني

عشقها لمدينتها وزان وشغفها بالحضارة المصرية القديمة جعلها تقدم على تبني مشروع هو الأول من نوعه بالمغرب، والذي يتمثل في خلقها لاستراحة «واد الزين»، وهو عبارة عن «مقهى/مطعم/ متحف الأول» من نوعه بالمغرب، يحج إليه مجموعة من الفنانين والأدباء وتلامذة وطلبة المدارس للتعرف على الحضارة الفرعونية وطرق التحنيط الفرعوني كما يستفيذ التلامذة الزائرون من حصص ودروس في النحث وصب مادة «الفيبر غلاس». وتأتي هذه الاستراحة وسط منظر خلاب محاط بالسهول الخضراء وعلى مقربة من «واد الزين» الذي اشتق منه اسمه. وتصل مساحة هاته الاستراحة إلى ثلاثة آلاف متر مربع، تضم قاعة شاي وحفلات كبيرة بنيت على الطراز الفرعوني، و«تيراس» فوقي يطل على منظر ساحر وحديقة جميلة تضم تماثيل فرعونية ورومانية ترجع بزوار الاستراحة إلى عصور غابرة.

 

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى