المغرب هو أرض الأنوار والتمايز واللقاء بين اﻷجناس والعناصر ولكنه أيضا أرض الإبداع الفني الخصب وهو ما تعبر عنه الصناعة التقليدية وكل أشكال التعبير الأخرى التي تحظى باعتراف عالمي ولذلك أصبح من الضروري والواجب إبراز هذه القوة الإبداعية التي يتمتع بها الفنانون المغاربة المعاصرون على شكل كتاب وهو العمل الذي أنجزته دار النشر ” لغات الجنوب Langages du Sud” بإصدارها كتاب Lumières Marocaines “أنوار مغربية ” بعد أن سبق لها وأصدرت كتاب Lumières africaines, l’élan contemporain في شهر فبراير 2018 ، هذا الكتاب الجديد يأخذ القارئ في جولة ممتعة عبر الإبداعات المغربية الحديثة لكوكبة تضم، رجالا و نساء، من المصورين والرسامين والنحاتين والفنانين الذين استطاعوا بأعمالهم المتنوعة والغنية أن يقدموا صورة بهية عن الفن المغربي المعاصر.
يستلهم هؤلاء الفنانون إبداعاتهم من ألوان الطبيعة والاشتغال على المواد الطبيعية ومن تقاليد الحرف اليدوية التي تتأثر بدورها بالتعدد الثقافي وبالانفتاح على العالم و على التكنولوجيات الحديثة مما سمح للفن المغربي المعاصر أن يصبح له حضور متميز على الساحة الدولية ولذلك فإن إصدار هذا الكتاب الجديد ” Lumières Marocaines ” يعتبر تكريما للفن المغربي كما عبر عن ذلك مؤلفه فؤاد العروي وهو في نفس الوقت مهندس وشاعر و عالم اقتصاد وكاتب مقالات الرأي وأستاذ الأدب وحاصل على عدة جوائز عالمية بعد أن أصدر كتبا ودواوين شعرية تمت ترجمتها إلى عشرات اللغات في العالم ، وإذا كان هذا المغربي الشغوف بالإبداع الفني المعاصر قد حرص على أن يوقّع هذا الكتاب المتميز فلأنه أدرك أن صفحاته “تتضمن دروسا بليغة في فن العيش و شهادات حية عن عالمنا المعاصر وعن حضور الذاكرة التاريخية المغربية التي تشهد على التنوع والتعدد والثراء الذي يميز هذا الوطن المغربي الذي ظل عبر الزمان منفتحا على التأثيرات العالمية وأرضا للحرية والإبداع الخلاق…”
‘إن كتاب ” Lumières Marocaines ” الذي يحمل توقيع كاتب مغربي له شهرة دولية سيصبح مرجعا على الساحة الفنية المغربية المعاصرة التي يشهد على ثرائها وتفردها وتعدد ملامحها وهو أيضا إضاءة أساسية تتناول أمكنة الإبداع في المملكة كما تتناول مجهودات الفنانين المغاربة الشباب الذين يبدعون في فضاءات الفن الجماعية.