«مسواتي» هو الابن الوحيد لوالدته (أنتونبي) المعروفة أيضا باسم «أنغوسيكاتي لاتفاولا»، وكانت أصغر زوجات الملك، كما أنه أحد أبناء الملك سوبوزا الثاني (والذي كانت له 70 زوجة، و210 أطفال، وعند وفاته كان لديه حوالي 1000 حفيد).
حيث تولت أمه «الوصاية» على العرش لحين إكمال دراسته في بريطانيا؛ ليعود بعدها ويتولى شؤون البلاد.
موقف ملكي
تشير الأرقام الرسمية إلى أن شخصاً من كل أربعة مواطنين يعاني من فيروس الإيدز في تلك المملكة، والأرقام السيئة تكون بين الحوامل؛ التي أثبتت دراسة أن 41% منهن مصابات بالمرض، ولهذا السبب فإن ثلث أطفال البلاد أصبحوا أيتاماً. هنا أخذ الملك موقفه في العام 2001، وحاول الحد من انتشار مرض الإيدز، ودعا إلى ممارسة طقوس (العفة القديمة) المعروفة باسم (أمتشواشو)؛ والتي تمنع المرأة تحت سن الـ18 من ممارسة الجنس.
ورغم أن شرطة سوازيلاند طبقت قانون حظر ارتداء التنورات القصيرة جداً والسراويل المنخفضة الخصر؛ لأنها تسهل عمليات الاغتصاب -حيث اعتبرت المرأة التي تتعرض للاغتصاب وهي في هذه الملابس هي المسؤولة- فإن الحظر لم يشمل الملابس التقليدية التي ترتديها الشابات في الاحتفالات السنوية، التي تقام في سبتمبر من كل عام، وترقص خلالها الفتيات اللاتي يتجاوز عددهن الـ20 ألفا، ويفترض أن يكن عذراى، شبه عاريات أمام ملك البلاد؛ ليختار منهن زوجة له.
تقليد أنثوي
من وجهة نظر الملك أن رقصة «أوملانجا ريد» التقليدية هي تعبير عن الأنوثة والعذرية، لكن الجماعات النسائية في البلاد ترى أن ولعه بتعدد الزوجات يلحق الضرر بالبلاد، التي تعاني أعلى معدلات إصابة في العالم بفيروس نقص المناعة المكتسبة، ولمجابهة اعتراضاتها يردد الملك: «كل ما أسعى إليه هو تقوية الوحدة الوطنية».
ورغم التطور الذي يشهده العالم، فإن الملك -الذي قدرت مجلة فوربس ثروته بـ200 مليون دولار أميركي- يصر على البقاء بملابسه التقليدية؛ المكونة من جلود الفهود والأسود، وأن يكون زوجاً لـ13 امرأة، كل ذلك بينما ثلثا سكانها يعيشون تحت خط الفقر، و40% منهم يعانون من البطالة، بالإضافة إلى قرارات حكومية بخفض الإنفاق وصلت لإطفاء أضواء الشوارع، وإغلاق المدارس، حتى طعام السجناء تم تقليله!
360 مليون دولار!
لكن أصوات الانتقادات ترتفع كل عام، عندما تمضي ملكات سوازيلاند الـ13 عطلتهن السنوية الفاخرة، وهن يتجولن في طائرة اشتراها لهن بتكلفة 360 مليون دولار، كل هذا بالإضافة إلى تكلفة الرحلة نفسها، حيث يمضين أسبوعين في آسيا، ثم جولة بالمحيطين الباسيفيكي والهندي. وقد ذكرت صحيفة بريطانية أن الحاشية وحدها كانت تضم 100 فرد خدموا الملكات في جولاتهن في اليابان، وأستراليا، والمحيطين الباسيفيكي والهندي، وتجاوز العدد هذا الرقم؛ عندما سافرن في العام الذي يسبقه إلى الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وعادة ما تكون رحلة العطلة الملكية سرية جداً، حتى إن وسائل الإعلام في سوازيلاند لا تتطرق لها على الإطلاق!
هروب العروس
كل تلك السرية في المملكة لم تكن قادرة على إخفاء أخبار من يحاولن الهرب من الزواج من الملك، فعندما طلب يد الشابة «تنتسوالو نغوبيني»، طلبت الأخيرة اللجوء إلى بريطانيا. تعلّق نغوبيني: «أرفض أن أكون زوجته الرابعة عشرة».
يسمح للملك مسواتي أن يختار زوجة جديدة سنوياً، بعد الحفل الراقص، لكنه كان قد قرر واختار الآنسة نغوبيني منذ سن الخامسة عشرة؛ بعد أن رآها في قصر زوجته الرابعة. تقول الفتاة: «أصبت بالرعب عندما بدأ يتصل بي في المدرسة، ويسألني عما إذا كنت أريد أن أكون من ضمن عائلته الملكية».
لم يخطر ببال نغوبيني أنها ستكون داخل قصر محاطة بالحراس، ولا تستطيع الذهاب إلى أي مكان -إلا بعد موافقة الملك- سوى الذهاب إلى أميركا مرة سنوياً؛ للتسوق، مهما بلغت النفقات، فتركت مدرستها الداخلية الخاصة، بمساعدة عمتها، وهربت إلى بريطانيا؛ لتنضم إلى أمها، التي انتقلت إلى برمنغهام، قبل خمس سنوات من هذا التاريخ؛ هرباً من زواج مماثل. تقول نغوبيني: «ليس هناك من يجرؤ على رفض طلب الملك، أو أن يرفض إطاعة أوامره، ولذلك فضلت الهرب».
خيانة زوجة
حسب صحيفة «التليجراف» البريطانية أن الملك طرد وزير عدله، بعد أن زعم أنه قبض عليه بالجرم المشهود وهو يقيم علاقة مع الملكة نوتاندو ديوبي -(الزوجة الثانية عشرة)- التي فازت بمسابقة ملكة جمال المراهقات وهي في سن السادسة عشرا!
يومها وضع الوزير «ندوميسو مامبا»، قيد الحجز حالياً، الملكة تحت الإقامة الجبرية طوال حياتها، لكنها استطاعت -وهي في سجنها- الوصول لإحدى صحف جنوب أفريقيا؛ لتشكو زوجها الملك، الذي يحتفظ بها سجينة إلى الأبد في قصرها الخاص.
في أبريل من كل عام يحتفل الملك بعيد ميلاده، وعادة ما ينظم زعماء القبائل التقليدية في منطقة (شيسيلويني) الاحتفالات هذا الشهر، وقد يكلفون أيضاً بتقديم المواشي له، يومها قال وزير الداخلية «الأمير جكوكوما» جملته: «يدركون تمام الإدراك الدور المرجو منهم؛ إذ إنهم سيستقبلون الملك في هذا اليوم المشهود».
وقد تخصص الحكومة مبلغ خمسة ملايين راند من ميزانيتها (652 ألف دولار)؛ لإحياء الحفل.