السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / Uncategorized / فخر وخوف.. هذه هي أحاسيسنا نحن زوجات الأطباء

فخر وخوف.. هذه هي أحاسيسنا نحن زوجات الأطباء

في‭ ‬غضون‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬والخوف‭ ‬والهلع‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بسبب‭ ‬عدو‭ ‬لا‭ ‬مرئي‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مسموع‭ ‬والمسمى‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬شل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين‭ ‬سواء‭ ‬الإقتصادي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحتى‭ ‬السياسي،‭ ‬وبات‭ ‬التفكير‭ ‬مركزا‭ ‬فقط‭ ‬كيف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العدو‭. ‬و‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬لنا‭ ‬سوى‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬و‭ ‬انتظار‭ ‬الفرج‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬وأمل‭ ‬التجارب‭ ‬العلمية‭ ‬والطبية‭.‬

بالطبع‭ ‬هناك‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لخطر‭ ‬العدوى‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬او‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭. ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الأطر‭ ‬الطبية‭ ‬والمختبرية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الأولى‭ ‬المعرضة‭ ‬للخطر‭. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬شريحة‭ ‬أخرى‭ ‬مرتبطة‭ ‬بهاتة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ومعرضة‭ ‬لنفس‭ ‬الخطر‭ ‬بحكم‭ ‬المعطيات‭ ‬الوبائية‭ ‬الخطيرة‭ ‬لمرض‭ ‬الكورونا‭ ‬فيروس‭ ‬19،‭ ‬وهي‭ ‬عائلات‭ ‬هاته‭ ‬الاطر‭ ‬الصحية‭ ‬وأطر‭ ‬البيولوجيا‭ ‬المختبرية‭. ‬

أنا،‭ ‬حفيظة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭..  ‬أم‭ ‬لولدين‭ ‬19سنة‭ ‬و‭ ‬11سنة‭ ‬و‭ ‬زوجة‭ ‬لدكتور‭ ‬تخصص‭ ‬في‭ ‬البيولوجيا‭ ‬الجزئية‭ ‬والطبية،‭ ‬ويشتغل‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬جهوي‭ ‬بفرنسا،‭ ‬وخاصة‭ ‬بالمختبرالذي‭ ‬تتم‭ ‬فيه‭ ‬التحاليل‭ ‬المختبرية‭ ‬لفيروس‭ ‬الكورونا‭ ‬19‭. ‬حياتنا‭ ‬تغيرت‭ ‬360‭  ‬درجة‭ ‬و‭ ‬لو‭ ‬أني‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬حياة‭ ‬عادية‭ ‬مع‭ ‬الأولاد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تغير‭ ‬حتميا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.. ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أطمئن‭ ‬أولادي‭ ‬بحكم‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بمخلفات‭ ‬الوباء‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬أباهم‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬مع‭ ‬الخطر‭ ‬وأن‭ ‬أحدا‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬قد‭ ‬أصيب‭ ‬بالفيروس،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬أكرر‭  ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬أباهم‭ ‬ملتزم‭ ‬بالسلوك‭  ‬المختبري‭ ‬الجيد‭ ‬ومواضب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التعليمات‭ ‬وشديد‭ ‬الصرامة‭  ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التعقيم‭ ‬مما‭ ‬يستحيل‭ ‬نقل‭  ‬الفيروس‭ ‬للبيت‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭.‬

أولادي‭ ‬يعدون‭ ‬أيام‭ ‬الحضر‭ ‬بالتصفيق‭ ‬من‭ ‬النوافذ‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬والمخصص‭ ‬لجنود‭ ‬البدلة‭ ‬البيضاء،‭ ‬و‭ ‬الإحساس‭ ‬فيه‭ ‬بالافتخار‭ ‬بأبيهم‭ ‬ممزوج‭ ‬بالخوف‭ ‬و‭ ‬الانتظار‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭ ‬الغريب‭ ‬وشبه‭ ‬المزمن،‭ ‬إحساس‭ ‬ممتزج‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬أننا‭ ‬فخورين‭ ‬به،‭ ‬الا‭ ‬أننا‭ ‬نخاف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يصاب‭ ‬بالفيروس،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نخاف‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬ولو‭ ‬أنه‭ ‬يلتزم‭ ‬معنا‭  ‬بعملية‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬واحترام‭ ‬التعاليم‭ ‬بجدية‭ ‬أكثر‭ ‬حتى‭ ‬نجتاز‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭  ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬مصيرها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ .‬رحم‭ ‬الله‭ ‬أعلامنا‭ ‬وعلماءنا‭ ‬وشيوخنا،‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬علينا،‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬

حفيظة خبولي

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى