محمد الحداد من المصورين البارزين بالشمال، هلا قربت القراء منك أكثر..
محمد الحداد، من مواليد المضيق في 30 مارس 1974، الأب: أحمد الحداد، الأم: فاطمة حجاج، متزوج وأب لثلاثة أطفال: الإبن البكر طه تسع سنوات، ورؤى سبع سنوات ونصف وريم شهر..
مستواي الدراسي بكالوريا آداب.. رئيس جمعية المصورين المحترفين بالفنيدق نائب رئيس الهيئة العليا لقطاع التصوير بالمغرب .. ترعرعت في أسرة محافظة، أبي كان يشتغل بسلك التعليم بينما أمي كانت ربة بيت..
حدثنا عن مسيرتك العملية، كيف ومتى ولجت عالم التصوير؟
كما قلت، والدي كان أستاذا وكان يمتلك آلة تصوير.. كنت أسرقها له لكي أتمكن من أخذ بعض الصور لبعض الأماكن التي كنت أحبهاكان شغفي الأكبر هو انتظار لحظة إخراج صور أبي وبينها صوري، وهنا تم عشق كبير بيني وبين هذه الآلة.. كيف سألج ميدان التصوير، بعد مغادرتي للمدرسة اشتغلت بمخبزة بعدها بفترة جاءتني فرصة لعمل بفندق سياحي مدة سنة وسنة..
اتصل بي أحد الأصدقاء وطلب مني العمل معه بمختبر للتصوير والذي كان أول مختبر للتصوير بالمضيق وكان ذلك في 1996 خضت التجربة بل واجتهدت فيها لعشقي الشديد لها.. اشتغلت في ذلك المختبر سبع سنوات ونصف، تعلمت خلالها العديد من الأشياء فقد كنت أساس المختبر، حيث كنت أتكلف من التصوير إلى سحب الصور.. أيضا حظيت بشرف تصويردد كبير من الشخصيات أبرزها الأميرة للا عائشة رحمها لله، حيث كنت مصورها كلما طلبت ذلك.. كنت أصور أيضا في العمالة وكلما أتت شخصية وازنة للمدينة كنت المكلف بتصويرها.بعد سبع سنوات ونصف، التحقت بمختبر سمير SMIR بالمضيق لمدة أربع سنوات ونصف.. بعد ذلك فتحت محلي الخاص وأطلقت عليه اسم استوديو الحداد..
البداية طبعا لم تكن مفروشة بالورود، فقد واجهتنا العديد من المشاكل خصوصا في السنة الأولى، لكن مع الاجتهاد وإيماني القوي بعملي استطعت كسب ثقة الناس من المدينة وايضا من نواحيها وأبرزها سبتة.. وهكذا بدأ اسم استوديو الحداد يحفر اسمه على الساحة، وفي ظرف وجيز استطاع الأستوديو أن يكون له مكانة متميزة..أمام الضغط المتزايد اضطررت لفتح محل أكبر في شارع آخر، أكبر مساحة والحمد لله استطعتتزويد المحل بآلات إخراج الصور وأيضا بعدد من الآلات الخاصة بالتصوير وأحمد لله على فضله.
ماهي الأشياء التي جعلت مشروعك ناجحا؟
من بين الأشياء التي تجعل الإنسان ناجحا ويتقدم نحو الأمام دائما هي الاجتهاد والثقة في النفس والبحث عن الجديد والصبر.. الإنسان يجب عليه أن يرى دائما نحو الأمام وألا ينظر إلى الخلف.. أن يغلق أذنيه..
لم يقتصر عملك على تصوير الأفراح بل خضت العديد من التجارب، حدثنا عن ذلك؟
بعد أن أصبح للاستوديو إسما ومكانة بدأت العروض تتوالى علي بتصوير «الشوتينغ» والفيديو كليبات، عروض تصوير الأفلام السينمائية أبرزها فيلم “موعد مع الموت“ الذي صور بطنجة لمخرجه عبد اللطيف العرش.. أيضا جاءت عروض تصوير المهرجانات أذكر منها مهرجان قفطان فاشن ويك الذي تنظمه مجلة أسرة مغربية والذي ينظم بالدار البيضاء أيضا هناك مهرجان أتولى تصويره ويقام بمدينتي الفنيدق وهو مهرجان الأحجار الثلاثة.. تأتي أيضا عروض خاصة لحفلات أعراس في سبتة لنصارى أجانب والتي تختلف عن أعراسنا المغربية حيث تلبس العروس “لبسة“ واحدة وأخذ أيضا لقطات عندما تخرج العروس من الكنيسة وبعدها يكون الشوتينغ بالنهار..
كيف ترى اللقطة ومتى تولد الصورة الفوتوغرافية لديك؟
فلسفتي في التصوير بأن لا أضغط على الزر وألتقط الصورة فقط بل أن أقتنص الزمان والمكان، والنظرة للشخص المراد تصويره، فإذا كنت تريد تصوير العروس والعريس فيجب ألا تغفل لقطات أخرى للفرح وغيره لأن كل لقطة لها زمنها، وهي كالصياد حين يطارد فريسته لاقتناصها، وأن اللقطة عندي لها زمانها ومكانها، فالصورة الناجحة عندي هي محاولة لسرد تاريخ وحكاية لزمن ومكان.
إلى أي مدى يصل طموحك؟
طموحي ليس له حدود، فكل مرحلة من النجاح سأصل إليها ستنتابني رغبة للنجاح في المرحلة القادمة، ومجال التصوير الفوتوغرافي كما هو معروف دائما هناك جديد وتقنيات جديدة وأفكار جديدة..لا يمكن لأي مصور كيفما كان وأينما كان أن يقول أنه وصل إلى القمة، فكما نقول نحن المصورون، نحن كبحر مهما سبحنا داخله فلن إلى مبتغانا.. لأن كل مرة تخرج أشياء جديدة وآليات جديدة.. فكل يوم هناك الجديد.. في الماضي الآل كانت ميكانيكية لا يستطيع أي كان أن يكون مصورا لكن مع التقدم العلمي وتطور الآلات أصبح كل من يمتلك آلة تصوير يعتبر نفسه مصورا، وأصبح عددهم كبيرا، لكن بمجرد تصفيتهم بالغربال ستجد عددا قليلا للمصورين الحقيقيين..للأسف أننا لا نتوفر على مدارس للتصوير بالمغرب صحيح أن هناك عدد يعد على رؤوس الأصابع لكن في المدن الكبرى خصوصا الدار البيضاء والرباط ويطلبون ثمنا خياليا.. ونحن الآن كهيئة للتصوير نحاول تقريب المصور أكثر وأن نمكنه من بعض التكوينات خصوصا لمن يحتاج إلى تكوين في هذا المجال..
الأنترنت أسهمت في تطوير التصوير الفوتوغرافي والتعريف به بشكل كبير ماذا قدمت لمحمد الحداد؟
الأنترنيت سيف ذو حدين، وقدم لي الكثير جدا، فالحداد لم يدرس في كلية التصوير بل حاول أن يعلم نفسه بنفسه بداية من الميكانيك، لكن عندما أتى الأنترنيت تعلمت منه كيفية عمل الرتوشات على الصور عبر تقنية الفوتوشوب، أيضا تعلمت برنامج المونتاج وخصوصا اليوتوب فهو مدرسة تعلمنا أشياء كثيرة جدا.. لكن السلبي في نظري هو أنه النت يعرفنا بالجديد والمصور الحقيقي لابد أن يجري وراء الجديد وكل يوم آلة وزوم مختلفين فما إن تشتري آلة تصوير جديدة وتبدأ العمل بها تخرج أخرى أكثر ثمنا وأفضل منها.. أيضا اليوتوب جعل الذي يدرس وغير الدارس للمهنة شخصا واحدا في الخبرة، فيكفي أن تفتح برامج على النت حتى تتعلم كل ما تريده..
أكيد أنك تواجه بعض الطرائف أثناء ممارستك لعملك.. حدثنا عن بعض منها..
هي طرائف لا تعد ولا تحصى تحدث معنا في كل حفل زفاف. فمثلا كنا نصور لقطة استقبال العريس لعروسه بالقاعة والمفروض ان العريس يقبل رأس العروس، هنا عريس حفلتنا بدل أن يقبل رأس عروسه قبل عروس “النكافة“..
نتحدث الآن عن تأثركم بجائحة كورونا.. كنائب رئيس الهيئة العليا لقطاع التصوير بالمغرب رئيس جمعية المصورين المحترفين بالفنيدق.. ماهو حجم الضرر الذي لحق بقطاع التصوير بالمغرب؟
صراحة، قطاع التصوير بالمغرب أو كما نسميه قطاع الحفلات بصفة عامة هو الوحيد الذي تضرر لدرجة أن بعضا من إخواننا بالقطاع منهم من يبيع أجهزته وآلياته ومنهم من لم يجد حتى تسديد لقمة عيشه، له ولأولاده، ومنهم من عليه أربعة أشهر لدفع الإيجار وكل واحد “الله يحسن عونه“.. نحن قطاع نشتغل لنعيش.. نشتغل برزق يومنا.. كيف يعقل أن يكون أول قطاع يتم إيقافه هو هذا القطاع؟ تصوروا من شهر مارس إلى غشت والمصور والموسيقي وجميع من يرتبطون بهذا القطاع لم يشتغلوا ولو ساعة.. بالله عليكم هذا الشخص ماذا سيأكل؟ من أين سيعيش؟
هذا موضوع مهم.. نرى الشواطئ حدث ولا حرج، لا تباعد ولا كمامات.. الأسواق كما شاهدنا جميعا على النت كلها ممتلئة، كيف يعقل أن يتم فتح الأسواق والمقاهي والمطاعم والحمامات إلا قطاع الحفلات، علما أننا قدمنا نموذجا لكيف ستكون قاعة الأفراح في زمن الكورونا؟ صورناها بالمائدات وبكل تفاصيل الفرح وقدمنا عرضا أن نخفض القاعة للنصف المعتاد من الأشخاص، المهم أن يشتغل القطاع، فأكثر من مليوني شخص يشتغلون به.الحكومة لم تفعل معنا أي شيء، لم تخبرنا حتى بمواعيد فتح القطاع أو ماهي مخططاتها بالنسبة له، لم تترك لنا أي فرصة لإدخال أي مصروف لعائلاتنا.. راسلنا الحكومة عدة مرات ولا من مجيب رغم أننا عملنا لقاءات وقد وعدنا رئيس الحكومة أنه سينظر لملف مطلبنا بعد العيد ومازلنا ننتظر..
كيف ترى قرار الحكومة الأخير؟
أود أن أقول: ماجدوى فتح الشواطئ والمقاهي والأسواق للعموم، وهي التي يكثر فيها الازدحام ويقل فيها النظام، في الوقت الذي استثنيت فيه المهن المرتبطة بالأعراس والحفلات من مباشرة عملها، رغم إمكانية التحكم فيه وفق الضوابط المطلوبة. كذلك أقول إننا نشعر كقطاع حفلات ومصورين بالخصوص أننا الأفراد الوحيدون الذين تضرروا أكثر من باقي القطاعات.. أدعو رئيس الحكومة أن يجلس في مكاننا كي يشعر بمأساتنا.. كنا نطمح قبل الجائحة أن نشتغل في الصيف وندفع ديوننا التي علينا، لكن الجائحة قلبت الموازين والحكومة لا توفر لنا أبسط حاجيات العيش، ماذا نفعل، هل نسرق؟
أيضا قرار الحكومة الأخيرة بإيقاف السفر عبر المدن هو قرار خاطئ مائة بالمائة، كيف يعقل أن تصدر قرارا في منتصف الليل وتخلق ذعرا بين الناس وتجعلهم يخرجون وتنتشر كورونا بسبب الفوضى؟.. متمنياتي وقبل إصدارها أي قرار، يجب على الحكومة أن تناقشه من كل الجوانب فهي تتعامل مع مليون مغربي.. وبالنسبة لقطاعنا أتمنى أن تنظر الحكومة إلى ملفنا لأن هناك من يتوفون ببطء بسبب الحاجة والديون..