تعد الفلسطينية جوري كحل نموذجا مشرفا للمرأة العربية مما يعكس فكر المرأة العربية الواعي الناضج المواكب للأحداث والمحاصر للحلول التي تولدها بعض المشاكل وقدرة الشباب العربي المتسلح بسلاح العلم والثقافة والانتماء والحب لبلده. تعزيزا لمكانة المرأة العربية، وتكريما لإرث إنجازاتها وسعيها الدؤوب للوثوب نحو القمة، وحضورها المشرف في كل المحافل الدولية.
أعربت جورى كحل عن سعادتها باختيارها سفيرة للنوايا الحسنة، وقالت: يشرفني جدا أن أكون سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية السامية. إنه من الصعب تفسير الشعور بالغربة من الوطن وتركك للأحباب والذكريات إلى الوراء. وأرغب في استخدام تجربتي الشخصية وخبرتي وقدرتي كشاعرة وكاتبة للمساعدة في رفع مستوى الوعي والدفاع عن الآخرين وخاصة النساء واللاجئين، وإلهام العالم للوقوف إلى جانبهم.
وتعتبر جوري كحل من النشطاء اجتماعيا على مستوى الوطن العربي دوما تواصل أعمالها الإنسانية التي بدأتها منذ ٢٠ عام دون كلل أو ملل وهي تسعى جاهدة لزرع قيم الإنسانية بكل معانيها السامية، وهيصاحبة فكرة السلام المجتمعي والتي تحلم أن يُمد أواصره إلى أصقاع الأرض كي تتحقق رسالة السلام المجتمعي المنشودة.
جوري كحل …. فلسطينية خاضت قصة كفاح لتحقيق حلم الطفولة في أن تصبح واحدة من المطربين المشهورين، فلم تستسلم لظروف الغربة والعيش في بلد أوروبي، تنهي ساعات عملها كسائقة على إحدى الحافلات، تتدرب ليلا لساعات طويلة في سبيل تحقيق الحلم الذي أوشك على الاكتمال.
تروى جوري كحل، قصة كفاحها بين الدراسة والعمل والعائلة، من قطاع غزة، وتغلبها على ظروف العدوان بعد انتهاء المرحلة الثانوية والدراسة في جامعة القدس المفتوحة، ورفضها الانغلاق الفكري .
سنوات من الكفاح حتى تتمكن من تحقيق حلمها في الغناء، فقررت الانتقال لأوروبا وبدء حياة مختلفة بالسويد فدرست اللغة السويدية ثم عملت في مجال المطاعم ثم درست رعاية كبار السن واخيرا العمل في قيادة الحافلات، وكان آخر ذهاب لها إلى فلسطين عام 2008، “بدأت أعمل كسائقة باص بطول 24 مترا.
من هي جوري كحل؟
جوري هي المرأة المتمردة المقاومة والمرأة القديمة والمتحضّرة التي ترفض كل العادات والتقاليد التي تحجم من شكل المرأة الفلسطينية والمرأة بشكل عام.
ما هي احلامك؟
احلامي هي أن أوصل صوت المرأة الفلسطينية إلى العالمية وخاصة المرأة في المجتمعات الضيقة والتي تتعرض إلى ضغوطات التحجيم. وحلمي أيضا أن أشارك بالفن مع كبار الفنانين وفي المهرجانات الدولية ليتم ذِكر اسم امرأة من قطاع غزة بين الفنانين المحترمين الكبار.
كيف خرجت من غزة؟
انها قصة طويلة تحمل في طياتها أكثر من الألم والضغوطات والتحديات.
ماذا يمثل لك الفن ؟
الفن حلم طفولة منذ أول مشاركة لي بأغنية “زهرة المدائن” و”جنّة يا وطنا” في المدرسة الإعدادية في غزة. وطبعا تأثري الرئيسي هو في الفنانين والفنانات ذوي الطرب الأصيل.
كيف تستطعين التنسيق بين الطرب والسياقة؟
في حياتي كنت اقوم بعدة امور في الوقت نفسه كالدراسة والعمل وهذا شيء طبيعي بالنسبة لي.
هل تجدين سعادة وانت المرأة العربية الوحيدة التى تقود باص؟
لا اعتقد انني العربية الوحيدة التي تقود باص في السويد، ولكن في مدينتي انا العربية الوحيدة. نعم أنا سعيدة كوني كذلك ولكني كنت أفضّل ألّا اكون العربية الوحيدة.
ماذا تمثل لك مصر؟
مصر هي البلد الذي تعلمت فيه وحزنت وفرحت في احضانه واول خطوات النجاح كانت في مصر.
من قدوتك؟
الأستاذة الكبيرة منى الشاذلي والرجل المحترم طلال أبو غزالة .
ومازال الحلم مستمر ليتحقق العمل الإنساني ماذايعنيلكِ؟
العمل الإنساني يمنحني شعورا جميلا وراحة نفسية لاتقدر بثمن وخاصة مع كبار السن وأيضا الأطفال وك لنشاط له إحساس معين.
ما هى اكلتك المفضلة؟
سلطة الخضار وسلطة الفواكه والأسماك المشوية.
ما هى هواياتك؟
الغناء والطبخ.
ما هى قصتك مع الطرب ؟
قصتي مع الطرب بدأت بالإنتاج لنفسي وقدمت أغنية “متختبرش جناني”، ولي أربعة أغاني جاهزة للنشر، من كلمات تامر حسين جمال الخولي وأحمد على موسى، توزيع أحمد وجيه، طارق توكل، كريم عبدالوهاب، “أنا بحب اسمع قديم وخاصه ألحان أستاذ بليغ، بغني بعض الأغاني للسيدة أم كلثوم ونجاة وفايزة أحمد، ورده، وبحب آمال ماهر وشيرين”.
ما هى اخر اغانيك؟
كانت آخر أعمالي الفنية التي توقفت بسبب فيروس كورونا، أغنية جديدة مع الشاعر تامر حسين، “كان المفروض نبدأ في شهر يناير بس مقدرتش أنزل القاهرة بسبب الفيروس”.
ما هي أمنياتك؟
أمنيات مختلفة اتمنى تحقيقها، منها تقديم حفل غنائي في مصر، “نفسي أعمل حفل غنائي في مصر بدار الأوبرا المصرية، لأن مصر بالنسبة ليا الأرض والبيت، وأقابل الأستاذة منى الشاذلي، وعائلة الشهيد منسي”.
ماذا عن لقب جوري المصرية ؟
لقب أطلقه علي أصدقائي في السويد لشدة تعلقي وحبي لمصر وهو جوري المصرية، “أنا شوية متحيزة لمصر لأنى فرحت وحزنت واتعلمت فيها”.
جوري كحل … غزاوية جمعت بين الطرب والسياقة … كيف؟
تعلقي بأمل أن أكون فنانة جديرة بالاحترام هو ما ساعدني في دراساتي وفي اعمالي المهنية المختلفة.
ما هي رسالتك لنساء فلسطين؟
اهتموا بالتعليم والثقافة، أنتنّ نساء قويات فلا تجلعن الحصار الصهيوني حصاراً على عقولكنَّ.
نساء فلسطين لقبوك بسفيرة الخير والانسانية … ماذا يعنى لك ذلك؟
هم أهلى وأحبتي وواجبي أن أمنحهم حياتي وحبي، فلقد أسست تكية للخير في غزة , فخورة بأهل فلسطين. وأبارك لنساء فلسطين دورهن العظيم في التوازن بين الانفتاح على روح العصر والحفاظ على الأصالة العربية والتقاليد التي تربينا عليها، كما يشرفني تمثيل المرأة الفلسطينية في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية ويسعدني نشر تجربة دولة فلسطين في هذا المجال، فنحن نحمل على عاتقنا اليوم مسؤولية تثقيف وتعليم بناتنا وتهيئة جيل الشباب لإكمال المسيرة والمساهمة بشكل فعال في بناء الأمم وتنمية المجتمع، ورسم صورة نمطية فريدة عن دولتنا التي لا تتوانى أبداً في دعم المرأة.
هل كان لك قضية ما ثم بدأن بها او دافعتي عنها ومازالت ؟
نعم أنها قضية تمكين المرأة لأنها أساس المجتمع ولابد من توفير سبل العيش لها وتمكينها من توفر أعمال تتناسب مع ظروفها وإمكانيتها ، ولا ننكر مدى ما تعطي المرأة وكيف استطاعت ان تثبت كيانها ، وتمكينها يكفل لها حياة كريمة في المجتمع .
ما هي آخر أعمالك الخيرية؟
رعاية عشر مرضى فلسطينيين عالقين في مصر عبر منسقة أعمالي الدكتورة نازك في مصر .
ما هي مشاريعك القادمة؟
بإذن الله انشاء مؤسسة جورى كحل الخيرية على مستوى فلسطين.
ماذا يعنى لك كفنانة انت كوني سفيرة النواياالحسنة؟
عندما نتحدث للناس عن بعض المجالات التي من الممكن العمل عليها في المجال الخيري، يعني أننا نشجعهم ونحفزهم لعمل أشياء مماثلة، وأعتقد أننا من خلال ذلك نساهم في قيادتهم نحو طريق الخير، والتفاعل مع الأحداث المماثلة التي تصب في هذا المجال.
حاورها: عبد الله عمر- فلسطين