هل يمكن أن تروى لنا بعض ذكرياتك مع العندليب؟
ولدت بقرية الحلوات بمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية بمسقط رأس العندليب والفنان عبدالحليم حافظ – رحمة لله عليه – أسماني «علي» على اسم والده، حيث إن اسمه الحقيقي عبدالحليم علي إسماعيل شبانة. وكان والدي دائم التنقل بسبب طبيعة شغله واستقرينا بقرية أبو الليل حيث كان والدي يشرف على زراعة الأرض الزراعية التى يملكها ابن عمه العندليب، كنت طفلا عندما توفي عبد الحليم حافظ 30 مارس عام 1977 ولذلك لم يكن لي معه ذكريات كثيرة.. كان العندليب يعيش في القاهرة، كنت أذهب مع والدي وعمي لزيارته كل أسبوع نقضي الجمعة والخميس معا.. أخبرني والدي أنه عندما ولدت أعطاني العندليب عودا صغيرا هدية ومازلت أحتفظ به حتى الآن.
هل صلة قرابتك مع عبد الحليم دفعتك للغناء؟
العندليب عبد الحليم حافظ هو الذي دفعني إلى حب الغناء. لم أستطيع النوم إلا على صوته.. كنت أرى أن الحياة بدون غناء ليس لها أي معنى، هذا بالإضافة إلى أنني كنت أداوم على حفظ القرآن بكتاب قريتنا، وأثناء قراءة القرآن، قال لي الشيخ إن صوتي جميل، ولذلك فإنه كان يصطحبني معه للإنشاد والتواشيح، وكنت أنال استحسان الجميع.
كيف تم اعتمادك بالأذاعة والتليفزيون؟
لن تصدقيني إذا قلت لك إنه بعد أن التحقت بالمعهد العالي للموسيقى العربية تعرفت على بعض الأصدقاء، أخبروني أنهم سوف يذهبون إلى التليفزيون لخوض اختبارات الإذاعة والتليفزيون، وقفنا جميعا أمام غرفة الاختبارات وأخذنا نغني.. غنيت أغنية سواح للعندليب، فوجئت بالموسيقار حلمى أمين يخرج من الغرفة ويسأل عن الشاب الذي يغني سواح، فأجيب أنا.. أخذني من يدي ودخلت معه الغرفة.. وجدت باقي الأعضاء جالسين، طلبوا مني أن أغني بعض أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وبالفعل غنيت، وجدتهم يصفقون لي بشدة. وقال لي حلمي بكر إنه ينتظرني مستقبل لا يقل عن عبد الحليم حافظ، وردد البعض بأن عبد الحليم حافظ يعود مرة ثانية من خلال صوت علي شبانة.
ما تأثير عبد الحليم على حياتك الشخصية والفنية؟
بالنسبة للحياة الشخصية، فالعندليب كان وساما على صدري، عملت علاقات كبيرة وكثيرة مع العديد من الشخصيات. أما من الناحية الفنية فقد استفدت كثيرا من موسيقى وألحان العندليب، تعلمت منه أن الموسيقى عبارة عن لحن بسيط يعبر عن حالة حب وعاطفة جياشة بين اثنين أو بين أصدقاء أو بين ابن وأمه، ولكن على الرغم من ذلك فأعتقد أن اسم عبد الحليم جعل الناس ينظرون إلى وكأني جزء من عبد الحليم، وكان من الصعب أن أقدم شيئا مختلفا عن عبد الحليم يلاقي إعجاب الجمهور.
تأثير الفنان إسماعيل شبانة على شخصيتك الفنية؟
تعلمت من الفنان إسماعيل شبانة الكثير، مثل كيفية التمسك بكل ماهو جميل في الكلمة واللحن والمعاني وكيفية التأثير في أحاسيس الناس. وتعلمت منه الموشحات والمقامات الموسيقية، وقواعد الغناء الصحيح وتجويد القرآن الكريم، ولكن هذا لايمنع أن هناك مطربين كثيرين مزجوا بين الحاضر بموسيقاه وتمسكوا بشرقيتنا وأمتعونا بأغنياتهم.
هل تسير على خطى العندليب الفنية؟
بالنسبة للسير على الدرب الفني للفنان عبدالحليم حافظ، فهذا طبعا شيء جميل، ولكن كل زمن وله فنه وله موسيقاه. من الممكن أن أسير على نهجه في اختيار كلمات أغنياتي وصياغتها موسيقيا، لكن لكل عصر ضروراته، فأغلبية السميعة حاليا هم الشباب كذلك وضع الأغنية نفسه يتغير بتغير الحالة الفسيولوجية والمزاجية بالنسبة للجمهور.
وماذا عن علاقتك ببليغ حمدي؟
تعرفت على الموسيقار بليغ حمدي عندما عاد من باريس طلب أصواتا جديدة من الراحل حسن الرزاز الذي كانت تربطه صداقة قوية بحلمي أمين الذي رشحني له، وعندما سمعني بليغ حمدي أعجب بصوتي وقال لي صوتك جميل، وقدم لي أغنيتين هما ودعيني ومشواري كان لسوء حظي أن توفي الموسيقار بليغ حمدي وقت أن كنت في أشد الحاجة إليه، وعدني قبل أيام من وفاته أن يتبناني..
أسباب عدم انتشارك بين الجمهور العربي؟
عدم انتشاري يرجع إلى عدة أسباب، هي أنني أقوم بتنفيذ مجمل أعمالي على نفقتي الخاصة، وهذا المجال يتطلب دعم شركات الإنتاج، وخصوصا للصوت الجديد لعمل الدعاية وتصوير الأغنيات. لم يتم عمل أي نوع من الدعاية لي مسبقا، معظم حفلاتي بمصر في الاحتفالات الوطنية وفي الخليج كانت حفلات خاصة لبعض العائلات والشخصيات العربية التي تهوى الفن الأصيل والتراث الغنائي القديم.
هل استطعت أن تجمع بين الماضي والحاضر في أغانيك؟
حرصت على أن تكون بدايتي قوية، حيث تكون مزيجا بين الماضي والحاضر وأقدم شيئا محترما أرضى عنه، لذلك كانت أغنيات «مين قساك ومتشوق، عدى الهوى، ست الحسن، وزمان زمان وعلى ضفاف الحب وكثيرا من الأغاني الوطنية والدينية ».
ما رأيك في الساحة الفنية الحالية؟
هناك ما هو جيد، وأصوات جيدة وجميلة مما نشاهده عبر الميديا، وهناك فئة أخرى لا تنتمي إلى أي نوع من أنواع الغناء، ونتمنى أن الدولة تدعم الأغنية المصرية الأصيلة حتى تواكب روح العصر ولا تفقد ملامحها الفنية.
حاورته: سهى البغدادي- القاهرة