كانت هادئة مع زميلات الدرس في الثانوية العامة دون صخب المراهقات تسير كغيمة في سماء عالية
عائلتها «بحالها» تميل للبساطة والطيبة وتتصف بحلو علاقات الجوار مع الجيران والمعارف والاصدقاء أغنياتها لطيفة ناعمة كشخصيتها لا تخلو من إيحاء العتب الرقيق وبعض الشجن أول صعود لنوال بمواجهة الجمهور في حفل «لايف» على ستيج مسرح فندق ماريوت في العام 1988 لم تكن «متنمرة» في اختياراتها لكلمات أغنياتها بل تميل بطبيعة تكوينها الرقيق والمسالم إلى العاطفة الخالصة
كتبت ليلى أحمد:
بين الفن والحياة ربما كان من المناسب ذكر الجانب الآخر من شخصية المطربة الكويتية نوال، فإن أردت الاستناد على اصداراتها الغنائية ومهرجاناتها وحفلات تكريمها، فذلك سهل التداول والانتشار عبر الانترنت، والمواقع الخاصة بالفنانين ومواقع التواصل الاجتماعي، الا اني فضلت ان تهدي فنون «الوطن» جمهور وفانزات المطربة الكلاس نوال الكويتية نبذة عن جوانب انسانية أخرى من حياتها الشخصية، بمناسبة عيد ميلادها الذي يصادف اليوم.. فإلى التفاصيل: حين ولدت البنوتة نوال ظاهر الزيد في مثل هذا اليوم، في الثامن عشر من نوفمبر في العام 1966 كانت تعيش طفولة تتسم بالهدوء وسط عائلة من الطبقة المتوسطة، بين أخوتها وكانت من أهم صفات العائلة «انها بحالها» معتمدة على الله في حياتها، متواضعة بغير متطلبات ومظاهر، تميل للبساطة والطيبة، وتتصف بحلو علاقات الجوار مع الجيران والمعارف والاصدقاء. بدون عواصف ربما من هنا بدأ تكوين نوال المؤثر عليها في كل حياتها، منذ دخلت الوسط الفني في أوائل الثمانينيات، فالتلميذة التي أنهت دراستها بالثانوية العامة، كانت علاقاتها هادئة مع زميلات الدرس، دون مناكفات وصخب بعض المراهقات، هادئة كغيمة في سماء عالية، كما انها بذلك العمر الصغير، لم تكن تلوي على اي فكر تجاه المستقبل، فلا تخطط له ولا تعرف من معالمه اي شيء. ابنة الشعب هذا الهدوء والتأني والرقي لنوال وغياب الانفعال والعصبية البعيدة عن شخصيتها، ربما هي سمة الناس الراقية من شعبها الكويتي في الثمانينيات اذ كانت البلاد آنذاك بلا عواصف سياسية وتشرذمات اجتماعية – تقريبا – بلد آمن ومسالم، تتصف علاقاته بحسن الجوار، فكانت نوال معبرة عن الناس الراقية.. ومازالت كذلك على الصعيد الانساني والفني، جامعة قلوب الناس حولها، كرمز كويتي ما جعل الناس في الكويت والخليج تحتضنها بكل محبة واحترام. صوت جديد حين انضمت نوال للمعهد العالي للفنون الموسيقية، كانت الساحة الغنائية النسائية في شح، فلا أصوات نسائية شابة وجديدة تقدم غناوي عصرية لجيل جديد، وضمن حراك اجتماعي مختلف، فكان الملحن راشد الخضر هو نقطة التحول في حياتها الفنية حين اكتشف موهبة تلميذته نوال فعمل على صقلها، ومنحها ما يناسب رقتها من ألحان ومساعدتها في اختيار الكلمات العاطفية المناسبة لجوها. نعومة كانت نوال هي المعبرة عن قصص الحب اللطيفة، فلم تكن «متنمرة» في اختياراتها لكلمات اغنياتها بل تميل بطبيعة تكوينها الرقيق والمسالم، الى العاطفة الخالصة التي لا تخلو من شجن، ربما كان هذا عنوان عصر خرجت به المرأة للعمل وللدراسة وتكونت شخصيتها، الا انها مازالت تحافظ على سماتها الطبيعية، كأنثى ناعمة، هادئة، تعاتب الحبيب بإيحاء عذب، فكانت صوت جيل الثمانينيات وما تلاه. بمواجهة الجمهور صدر أول ألبوم لنوال في نهاية عام 1983 وانقطعت عن الدراسة بمعهد الموسيقى في السنة الثانية لانشغالها بالفن، وفي نهاية الثمانينيات وتحديدا عام 1988 كان أول صعود لنوال بمواجهة الجمهور في حفل «لايف» على ستيج/ مسرح فندق ماريوت، وشاركها الحفل وقتها المطرب قحطان العطار، وأطربت نوال وغنت أشهر أغانيها حينئذ «4 سنين». و.. ظلت مضت سنين طويلة تجاوزت الثلاثين عاما، لم تخرج بها نوال عن طبيعتها الهادئة، لم ترد ان يشغلها أحد عن فنها، ولا عن عائلتها وحياتها التي تتسم بالهدوء مع أسرتها الصغيرة المكونة من زوجها مشعل العروج وطفلتها حنين، أو عائلتها الكبيرة من اخوة واخوات واولادهم، ولا تريد شيئاً يعكر صفو نفسيتها لتستمتع بوقتها مع صديقات عمرها. |