هو فنان صاحب الأداء المتميز والتنوع اللافت في أدواره. فمن خلال مسيرته الفنية القصيرة، استطاع أن يثبت موهبته الكبيرة وقدرته على تجسيد شخصيات متباينة، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور.

يتمتع بمسيرة فنية حافلة بالأعمال المميزة. فقد شارك في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، من أبرزها مسلسل "الصفعة" حيث قدم دورا معقدا ومؤثرا، كما شارك في فيلم مع الفنانة القديرة تيسير فهمي. وعلى خشبة المسرح، قدم عروضا مسرحية ناجحة مثل "حارة المتولي" و"دولة بهانة"، والتي كانت على وشك تحقيق نجاح كبير في المغرب لولا الظروف الطارئة.

إنه الفنان سيد ممدوح الذي أثبت موهبته في أعمال مثل "منتهى العشق" و"سلسال الدم"، والذي يعود إلينا بأدوار مختلفة تماما، تعد بتقديم صورة جديدة ومختلفة عن موهبته..

في هذا الحوار، سنتحدث مع سيد عن أبرز محطات مسيرته الفنية، وأسرار نجاحه، ومفاجآته الجديدة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر.

كيف بدأت مسيرتك وموهبتك الفنية؟

بدايتي الحقيقية مع التمثيل كانت مفاجأة لي ولمن حولي. أثناء دراستي في كلية الألسن بجامعة عين شمس، كنت أشارك في عروض مسرحية لشكسبير باللغة الإنجليزية، مثل "هاملت" و"ماكبث". لم أتخيل يوما أن هذا الشغف سيقودني إلى عالم الفن.

تشجيع زملائي وأساتذتي كان له دور كبير في توجيهي نحو التمثيل. قررت أن أخطو خطوة جريئة والتقدم إلى معهد الفنون المسرحية. وفي السنة الأولى، جاءتني الفرصة الذهبية للمشاركة في مسلسل "قلب الدنيا" مع الفنانة القديرة تيسير فهمي.

أداء شخصية أمريكية مصرية في هذا المسلسل كان تحديا مثيرا، ولكنه فتح لي أبواب الشهرة والنجاح. ولحسن حظي، كان المخرج هو المبدع محمد أبو سيف الذي ساعدني كثيرا في تطوير موهبتي."

ما هي أبرز الأدوار التي قدمتها في المسلسلات؟

بعد أن خطوت أولى خطواتي في عالم التمثيل، انطلقت في رحلة مثيرة من خلال تجسيد شخصيات تاريخية وفنية بارزة. فقد شاركت في مسلسل "أبو ضحكة جنان" حيث جسدت شخصية الفنان الخالد إسماعيل يس، وفي مسلسل "الضاحك الباكي" قدمت دور الكوميديان العبقري نجيب الريحاني.

ومن أبرز الأدوار التي أثرت في مسيرتي الفنية، كان دوري في مسلسل "سلسال الدم" حيث جسدت شخصية محمد بن عبد الحكم، ودوري في مسلسل "منتهى العشق" الذي حقق نجاحا كبيرا وحقق لي انطلاقة قوية. شخصية "كريم" الشاب الاسكندراني الطموح الذي يسكن شرم الشيخ، والذي استخدم كل الوسائل لتحقيق أهدافه، كانت شخصية معقدة ومثيرة للاهتمام."

Image description

واجهت تحديات كبيرة بعد الثورة، فكيف تمكنت من التوفيق بين عملك في مجال اللغات والترجمة وبين العودة إلى التمثيل؟ وما هي أهم الإنجازات التي حققتها في مسيرتك الفنية بعد تلك الفترة؟"

في عام 2010، توجت مسيرتي الفنية المبكرة بحصولي على جائزة أفضل ممثل شاب في مصر. إلا أن الأحداث التي أعقبت ثورة 2011 أحدثت تحولا كبيرا في المشهد الفني، مما اضطرني للجمع بين شغفي بالتمثيل والعمل في مجال اللغات والترجمة

بعد سنوات من الانتظار، جاءتني الفرصة لتقديم شخصية "فراج بن العمدة" في مسلسل سلسال الدم، والتي تعتبر من أهم الأدوار التي قدمتها في مسيرتي الفنية. وقد استمتعت بتجسيد شخصية صعيدية قوية ومعقدة، وتعلمت الكثير من خلال هذا الدور.

لقد كانت رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات، وأنا ممتن لكل الفرص التي أتيحت لي. أتطلع إلى تقديم المزيد من الأعمال التي تساهم في إثراء المشهد الفني العربي.

هل هناك أعمال فنية معينة تتذكرها بصفة خاصة وتود مشاركتنا ذكرياتك عنها؟

شاركت في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية. من أبرز أدواري دور رئيس جهاز الدفاع الإسرائيلي في مسلسل "الصفعة" مع الفنان القدير شريف منير وإخراج المخرج المتميز مجدي أبو عميرة. كما شاركت في فيلم مع الفنانة القديرة تيسير فهمي. وعلى خشبة المسرح، قدمت العديد من العروض الناجحة مثل "حارة المتولي" و"دولة بهانة"، والتي كان من المقرر عرضها في المغرب لولا الظروف التي حالت دون ذلك.

ما هي المشاريع الفنية التي تعمل عليها حاليا؟

كنت محظوظا بالعمل مع المخرج الراحل أحمد النحاس في مسلسل "وجع البنات"، حيث جسدت شخصية "فرج الصاوي"، المحامي الشرير. أتوقع أن يترك هذا الدور انطباعا قويا لدى الجمهور.

كما أشارك حاليا في مسلسل "أيام القصر"، حيث أجسد شخصية "علاء مبارك". هذا العمل يتضمن الكثير من المفاجآت، وأنا متحمس للغاية لعرضه. ورغم تأجيل عرضه عدة مرات بسبب التعديلات المستمرة على السيناريو، إلا أنني واثق من أنه سيحقق نجاحا كبيرا.

بالإضافة إلى ذلك، أستعد حاليا لمسلسل جديد سيعرض في رمضان القادم، وأتطلع إلى تقديم عمل فني مميز يرضي الجمهور.

ما هي أطرف أو أغرب موقف واجهته في موقع التصوير؟

أكثر موقف مؤثر عايشته خلال تصوير مسلسل "سلسال الدم" كان مشهد مقتل شخصيتي "فراج". كنا نصور المشهد على كورنيش أبو قير، وسط حشد كبير من الناس. لحظة سقوطي مصابا بالرصاص، كانت صادمة جدا لدرجة أن إحدى السيدات انهارت من البكاء اعتقادا منها أنني مصاب بالفعل. احتاجت وقتا طويلا حتى تصدق أن الأمر مجرد تمثيل. هذه اللحظة أثبتت لي مدى تأثير الفن على المشاهد، ولا أنساها أبدا.

كيف تنظر إلى علاقة الفنان بجمهوره؟

الجمهور هم شركائي الحقيقيون في هذه الرحلة الفنية. إنهم القوة الدافعة وراء كل عمل أقدمه. أسعى دائما لتقديم فن يرتقي بذائقتهم، ويحمل رسائل إيجابية، ويحقق سعادتهم. الجمهور هو من يمنح الفنان قيمته الحقيقية، وأنا ممتن جدا لحبهم وتقديرهم لي ولأعمالي. وبدوري، أسعى دائما لاختيار أدوار تحمل معنى وهدفا، تساهم في بناء مجتمع أفضل.

"هل تحظى بشعبية لدى الجمهور المغربي وتملك أصدقاء هناك؟

أود أن أعبر عن خالص شكري وتقديري للشعب المغربي الشقيق ولقيادته الحكيمة. علاقتي بالأصدقاء المغاربة قوية جدا، وأتمنى أن تتعمق أواصر الأخوة بين بلدينا. وأتطلع إلى اليوم الذي أزور فيه المغرب وأعيش تجربة فريدة. وخاصة بعد أن أصبحت مسرحيتي "دولة بهانة" جاهزة للعرض. آمل أن تتاح لي الفرصة لعرضها هناك قريبا.

من هم أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟

أعتز بصداقتي الوطيدة بالفنان القدير محمد رياض، الذي أعتبره أسطورة حقيقية في عالم الفن العربي. علاقتنا تمتد لسنوات طويلة، وهو أكثر من مجرد صديق، إنه بمثابة الأخ والصديق الحميم. كما أنني أكن كل الاحترام والتقدير للمخرج المبدع مجدي أبو عميرة، ولجميع الفنانين الأصدقاء الذين أتشرف بمعرفتهم.