طفلك شقي، يزعجك، يثير أعصابك وأعصاب كل من حوله ولا يطيع أوامرك؟ يكسر أغراض البيت ويرفض إنجاز واجباته المنزلية..؟ لا تقلقي فلكل مشكل حل. في "طفلي" لهذا العدد تقترح "أسرة مغربية" على كل من تعاني من مشكلة كهاته مع طفلها جملة من النصائح التي من شأنها أن تساعدها على عقاب الطفل الشقي بشكل صحيح ومقبول تربويا.

شغب الطفل وأسبابه

الطفل المشاغب هو ذلك الذي يسيء التصرف ويثير أعصاب كل من حوله، وخاصة والديه ومعلميه في المدرسة، فهو يضرب ويدمر ويحطم ويضرب الأبواب بعنف ولا يترك شيئا في المنزل على ما هو عليه إلا ويكسره، ويصرخ بسبب أو بدون سبب ويبكي، ويسب، ويخرب ويستولي على لعب الأطفال الآخرين. كما يتصف الطفل المشاغب بفقدان الاستقرار والسكينة، مما يؤثر على علاقته بمن حوله.

أسباب شغب الطفل

الشغب بالنسبة للطفل المشاغب هو وسيلة يحقق بها أغراضه، بيد أن ذلك ليس هو السبب الوحيد، بل هناك أسباب أخرى من بينها:

أولا: أسباب عضوية، تتمثل في ضرب الطفل بعنف وبشكل متكرر من قبل الوالدين أو من قبل المدرسين، مما يجعله طفلا عنيفا ومشاغبا مبدأه هو الحصول على الأشياء بالعنف. مما يؤدي بالطفل مثلا إلى أخد أخذ ألعاب أصدقائه بالعنف.

وقد تتمثل الأسباب العضوية الأخرى في إصابة الطفل بمرض معين كفرط الحركة وتشتت الذهن، هذا المرض يجعل الطفل غير قادر على التحكم في تصرفاته ويجعله كثير الحركة لدرجة تزعج الآخرين وتثير أعصابهم.

ثانيا: أسباب نفسية، مثل شعور الطفل بالغيرة من أخيه الأصغر سنا منه، مما يدفعه إلى إساءة التصرف للفت لنتباه الوالدين ولإثبات ذاته. كما أنه من الأسباب التي تجعل الطفل مشاغبا، شعوره بأنه غير مرغوب فيه، وقد يكون ذلك مرده سوء معاملة الوالدين له أو مدرسيه أو أصدقائه في المدرسة.

ثالثا: المحيط الأسري، حيث إن الشجار المتكرر للوالدين أمام الطفل أو استخدامهم لألفاظ غير لائقة يجعل الطفل يتلفظ بنفس الالفاظ ويتصرف تصرفات غير لائقة، وهذا أمر بديهي، فالطفل يحذو حذو الوالدين، لذلك على الوالدين حل مشاكلهما بعيد عن الطفل.

رابعا: أسباب اجتماعية، وتتمثل في مرافقة الطفل لأصدقاء السوء الذين يسيؤون التصرف ويتلفظون بألفاظ غير لائقة تربويا، لذلك على الوالدين التدخل وإبعاد الطفل عن أصدقاء السوء قبل أن يفوت الأوان.

معنى كلمة "عقاب"

"التأديب" هو كلمة تدل على الصرامة والطاعة العمياء وإجبار الآخر على الخضوع. وقد تم توارثها من جيل لجيل، ومرادف هذه الكلمة هو "العقاب"، ويرى الكثير من الآباء والمربيين أن العقاب الحل الأمثل لردع الطفل عن سوء التصرف، غير أن ذلك خطأ، فالعقاب من شأنه أن يفسد الطفل بدل أن يصلحه.

لاشك أن الدفء والحب ضروريان للطفل، وذلك لكي ينعم بحياة نفسية طبيعية. لذلك، لابد من إعادة النظر في تعريف كلمة "التأديب" أو "العقاب"، وأفضل أسلوب للتأديب هو تلقين الطفل كيف يتحمل مسؤولية سوء تصرفاته بنفسه، وأن يدرك أخطائه ويقتنع بضرورة الإقلاع عن التصرف الخاطئ، فذلك يمكن الطفل من بناء شخصية جد إيجابية، بخلاف القوانين التي وضعها الكبار والتي يطيعها طاعة عمياء خوفا من العقاب أو الضرب.

كما أن السلوك الحسن مسألة نسبية، ومعاييره تختلف من شخص لآخر، ومن عائلة لأخرى، فما هو مقبول تربويا بالنسبة إلى شخص ليس بالضرورة أن يكون مقبولا بالنسبة لشخص آخر. لذلك فمعايير السلوك الحسن ليست موحدة وتختلف من جيل لجيل.

وليس بالضرورة أن يلقن الآباء نفس التربية التي تلقوها من آبائهم، فالآباء ليسوا فقط المصدر الوحيد للتربية بل هناك مصادر أخرى كالمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام والمجتمع...

وكما ذكرنا أن أفضل طريقة لتأديب الطفل هي تلقينه كيف يدرك أخطائه ويتحمل مسؤولية أخطائه بنفسه ويقتنع بضرورة الإقلاع عن التصرفات الخاطئة، غير أن ذلك لا يتوقع من طفل في ربيعه الثاني مثلا. فأساليب عقاب الطفل يجب أن تختلف باختلاف عمره، إذ كلما كانت سن الطفل صغيرة كلما ازدادت حاجته للحب والحنان بدل القسوة والعقاب، أما الطفل المراهق فيحتاج معاملة خاصة تجعله يحافظ على ثقته بنفسه. لذلك يستحسن التعامل مع الطفل باللين أكثر من الشدة، وذلك لكي يكون قريبا من والديه وأن لا ينفرهما.

Image description

طرق سلمية لتأديب الطفل

هناك عدة طرق سليمة من الناحية التربوية والنفسية لمعاقبة الطفل بدل الضرب الذي غالبا لا يجدي نفعا، بل قد يؤزم الأمور أكثر، من تلك الطرق هناك:

الحبس المؤقت

أحسن طريقة لتأديب الطفل هي الحبس المؤقت، حيث يطلب من الطفل أن ينتقل إلى غرفة ما في المنزل، ويجلس على كرسي في جانب الغرفة أو يقف في ركن من الغرفة،و لنجاح هذه العقوبة يتعين إهمال الطفل لفترة قصيرة (من خمس دقائق إلى عشر دقائق).

الحرمان من الأشياء التي يحبها

من بين الطرق السلمية للعقاب كذلك حرمان الطفل من شيء يحبه كلعبة يلعبها أو حرمانه من النزهة، فذلك يردعه عن سوء التصرف ويجعله يخضع لرغبة الأهل والمربين لكي لا يحرم من الأشياء التي يحبها.

النظر إلى الطفل نظرة حادة

النظر إلى الطفل في عينيه نظرة حادة دليل على زيادة غضب المربي واستيائه من سوء تصرف الطفل، فالنظرة الحادة من شأنها ردع الطفل عن سوء التصرف. لذلك فعلى المربيين استعمال إيماءات وردود أفعال تفي بغرض إفهام الطفل بأنه قد ارتكب خطأ أثار غضب المربي.

إثارة غيرته من أطفال يحسنون التصرف

إن مدح أطفال آخرين أحسنوا التصرف يثير غيرة الطفل. فذلك يردع الطفل عن التصرف الخاطئ ويجعله يحذو حذو الأطفال الذين يحسنون التصرف ويطيعون أوامر الأهل. ولكن لا يجب الإكثار من هذا الأسلوب لأنه قد يؤثر سلبا على ثقة الطفل بنفسه، فالشيء "إن زاد عن حده، انقلب لضده".

جعل الطفل يتحمل نتائج سوء تصرفه

هذه الطريقة تجعله يكتسب الشعور بالمسؤولية. فمثلا إذا تقاعس الطفل عن أداء واجباته المدرسية وتم تنبيهه مسبقا من طرف الوالدين أن ذلك سيؤدي إلى عقاب المدرس له، فيجب تركه يعاقب ويتحمل مسؤولية سوء تصرفه.

Image description

نصائح مهمة لتصحيح سلوك طفلك

- يجب تجنب العقاب البدني، وذلك للأخطار البدنية والنفسية الناجمة عنه. فالطفل الذي يضرب بشدة يصبح عدوانيا، وفي نفس الوقت ضعيف الشخصية، مما يسهل انحرافه. كما يؤثر الضرب على المدى البعيد على طريقة تربيته لأبنائه في المستقبل.

- لا يجب ضرب الطفل على رأسه أو وجهه، فالضرب المتكرر على الرأس والوجه يمكن أن يسبب أمراضا عصبية مثل مرض الزهايمر الذي يفقد المخ وظائفه.

- يجب مكافئة الطفل على كل سلوك جيد. كلما أحسن التصرف يستحسن منحه هدية أو أكلة لذيذة أو لعبة أو الذهاب برفقته إلى نزهة. فمكافئة الطفل مهمة جدا لأنها تشجعه على التصرف بشكل جيد.

- عليك التكلم مع الطفل وشرح سبب عقابك له، إذ لا يجب معاقبة الطفل وهو يجهل السبب لأن ذلك يسبب له شعورا بالظلم، مما قد ينعكس سلبيا على شخصيته في المستقبل. وبعد العقاب بقليل يتعين دائما تذكير الطفل بأن الدوافع الرئيسية للعقاب هي: الخوف على الطفل والحرص عليه بالإضافة إلى الحب.

- بعد انتهاء العقوبة يتعين عليك أن تطلبي من الطفل المعاقب شرح أسباب العقوبة، وذلك للتأكدمن فهم الطفل سبب العقوبة.

- معظم الأطفال المشاغبين مصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه. لذلك يتعين اصطحاب الطفل إلى أخصائي لكي يشخص سبب فرط الحركة التي تزعج الآباء والمربيين.