في عمق الوعي الإنساني، يظل السؤال الكبير حاضرا: هل نملك حرية تشكيل أقدارنا؟ أم أننا نسير على خريطة قد رُسمت لنا سلفا؟ هذا التساؤل لا يخص الفلاسفة وحدهم، بل يعيش في قلب كل تجربة إبداعية، من هنا وُلد برنامج «بالمايك والقلم»، ليس كمجرد مساحة لحوارات النجوم، بل كرحلة حقيقية إلى داخل الإنسان المبدع، حيث تمتزج الكلمة بالموقف، والمايك بالقلم.

حلقة بعد أخرى، يأخذنا البرنامج في مغامرة مع الضيوف، نستكشف خلالها لحظات التحول، والتحديات، وأسرار الإبداع. لكن البطل الحقيقي خلف هذه اللحظات هو مقدم البرنامج، الذي يعرف كيف يصنع من كل حوار حالة إنسانية فريدة.

في هذا الحوار، نذهب إلى ما وراء الكواليس، لنلتقي بصاحب الرؤية، المايسترو الذي يقود هذا المشروع الحواري المختلف الإعلامي وصاحب فكرة البرنامج عبد العزيز أحمد نتحدث معه عن الفكرة، والرحلة، والتفاصيل التي لا تُرى على الشاشة.

انطلق برنامج «بالمايك والقلم» كفكرة على منصات التواصل الاجتماعي، ثم ما لبث أن انتقل إلى شاشة قناة الظفرة ليأخذ طابعا أكثر احترافية وانتشارا.

كيف تصف لحظة انتقال البرنامج من الفضاء الرقمي إلى الشاشة التلفزيونية؟ وماذا مثّل لك هذا التحول على الصعيدين المهني والشخصي؟

يمثل انتقالي بتجربة «بالمايك والقلم» من الفضاء الرقمي إلى شاشة قناة الظفرة لحظة مفصلية في مسيرتي الإعلامية، وعلامة فارقة على طريق حلم طالما راودني، أيضًا فإن انتمائي لقناة الظفرة عميق فهي البيت الذي احتضن حلمي، ويعود الفضل الأكبر في ظهور البرنامج بهذا الشكل الاحترافي لسعادة الرئيس التنفيذي لمجموعة الظفرة الأستاذة جليلة أبو حطب التي آمنت بالفكرة منذ بدايتها وقدمت لي الدعم الكامل لإخراجها إلى النور بما يليق بمستوى القناة وذوق المشاهد.

كذلك، سعادتي كبيرة بردود فعل الضيوف أنفسهم الذين رأوا في البرنامج طرحا مختلفا وغير تقليدي وهذا يعكس نجاح الفكرة في الوصول إلى قلوب من خاضوا تجربتها قبل الجمهور فقد عبر لي عدد من الفنانين عن إعجابهم بالبرنامج مؤكدين أن فكرته تتسم بالذكاء والبعد الإنساني مما جعلني أوقن أكثر من أي وقت مضى بأنني أسير على الطريق الصحيح.

أتمنى من أعماق قلبي أن يحقق «بالمايك والقلم» نجاحا يتجاوز توقعاتي، وأن تصل رسالته إلى قلوب الناس، لأن هذا البرنامج وُلد من الإيمان بالحوار الحقيقي، وصُنعت كل تفاصيله بشغف صادق، وإيمان عميق بأن الكلمة الصادقة قادرة على أن تفتح نوافذ جديدة من الفهم والتأمل.

ذكرتَ من قبل أنك تعتبر برنامج ‘بالمايك والقلم’ منحة إلهية وتجربة غنية.. كيف تصف لنا هذا الشعور تحديدا، وما هي أبرز الجوانب التي أضافتها هذه التجربة إلى مسيرتك الإبداعية؟

عندما أصف برنامج ‘بالمايك والقلم’ بالمنحة الإلهية والتجربة الغنية، فإنني أنطلق من شعور عميق بالامتنان والتقدير لهذه الفرصة الاستثنائية هذا الشعور تحديدا ينبع من عدة جوانب متداخلة، أولا على المستوى الشخصي يمثل البرنامج تحقيقا لحلم طالما راودني بتقديم محتوى إعلامي هادف يلامس جوهر الإنسان، رؤية هذه الفكرة تتحول إلى واقع ملموس وتصل إلى شريحة واسعة من الجمهور عبر قناة مرموقة كقناة الظفرة، هو بحد ذاته مصدر سعادة وتقدير لا يوصف.

ثانيا على المستوى الإبداعي أعتبر ‘بالمايك والقلم’ بمثابة مختبر حي وتفاعلي فهو يمنحني فرصة فريدة لاستكشاف عوالم الضيوف وتجاربهم الإنسانية بعمق غير مسبوق من خلال الحوارات الصادقة والمُعمقة، أستطيع الغوص في تفاصيل حياتهم، وفهم دوافعهم، واستخلاص الدروس والعِبَر من مسيرتهم، هذا الاحتكاك المباشر والعميق يثري مخيلتي ويوسع مداركي ويمنحني زوايا نظر جديدة أستطيع توظيفها لاحقا في أعمالي الإبداعية الأخرى سواء كانت روائية أو غيرها.

باختصار برنامج ‘بالمايك والقلم’ ليس مجرد برنامج تلفزيوني بالنسبة لي بل هو رحلة استكشاف إنساني مستمرة، ومدرسة إبداعية ثرية ومنصة تمنحني صوتا ورسالة أسعى من خلالها لترك بصمة إيجابية في وعي الجمهور، لذا فإن وصفه بالمنحة الإلهية والتجربة الغنية ليس مجرد تعبير عابر بل هو انعكاس لحقيقة تأثيره العميق والشامل على مسيرتي.

بالنظر إلى طموحاتك المتعددة سواء في ترك بصمة فنية، أو تمثيل بلدك، أو تحقيق حلمك كمذيع فني، كيف ترى هذه الأهداف تتكامل مع بعضها البعض في مسيرتك الفنية والإعلامية؟

طموحاتي المتعددة تتشابك وتتكامل بعمق في مسيرتي الفنية والإعلامية فطموحي لترك بصمة واضحة في عالم الفن وتقديم إسهامات تخدم مجتمعي هو المحرك الأساسي لكل ما أقوم به هذا الطموح يوجه شغفي وطاقتي نحو تقديم أفضل ما لدي في هذا المجال الذي أحب.

أما عن تمثيل بلدي في دولة الإمارات العربية المتحدة فهو يمثل لي مسؤولية كبيرة وفرصة عظيمة في آن واحد هذا الفخر والشعور بالانتماء يدفعانني لتقديم صورة إيجابية عن وطني والمساهمة في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين من خلال عملي الفني والإعلامي فالإلهام الذي أستمده من روح التسامح والابتكار في الإمارات يترجم مباشرة إلى محتوى إيجابي وبناء أسعى لتقديمه.

كما أحلم بأن أكون مذيعا فنيا مبتكرا يصب في السياق نفسه فمن خلال هذا الدور أطمح إلى تقديم محتوى شيق ومفيد يلهم الجمهور ويثري مداركه وبالتالي أساهم بشكل مباشر في إثراء المشهد الثقافي والفني، فأنا أرى أن للمذيع الفني القدرة على تسليط الضوء على الأعمال المتميزة وتشكيل الذوق العام وهذا ما أسعى لتحقيقه.

في نهاية المطاف، أؤمن بأن هذه الأهداف ليست منفصلة بل متكاملة شغفي بالفن وخدمة المجتمع يقودني لتقديم محتوى إعلامي هادف، وتمثيلي لبلدي في الإمارات يمنحني دافعًا إضافيًا لتقديم أفضل ما لدي، وحلمي كمذيع فني مبتكر هو الوسيلة التي أرى نفسي من خلالها أساهم بشكل فعال في تحقيق هذه الغايات مجتمعة.

Image description

تصف مسيرتك الإعلامية بأنها تمتد بخطوات ثابتة مع استثمار كل تجربة لتحقيق المزيد من النجاح.. كيف تقيم المراحل المختلفة التي مررت بها حتى الآن، وما هي رؤيتك للمستقبل وتطلعاتك لتحقيق المزيد من الإسهامات في المشهد الإعلامي العربي؟

بالنظر إلى مسيرتي الإعلامية الممتدة أراها سلسلة من المحطات التي ساهمت كل واحدة منها في صقل خبراتي وتوسيع مداركي بدايتي بشغفي في عالم الصحافة وعملي في مؤسسات متنوعة في مصر وخارجها مثل جريدة ‘الراية’ في الدوحة، كانت بمثابة الأساس القوي الذي بنيت عليه خطواتي اللاحقة تلك التجارب المبكرة منحتني فهما أعمق لآليات العمل الإعلامي وأهمية الخبر والمعلومة.

ثم جاءت تجربتي في مجلة ‘سيدتي’ والتي أعتبرها بحق نقلة نوعية لقد كانت فترة زاخرة بالنجاحات غير المتوقعة وشهدت تفاعلاً كبيرًا من الجمهور، كما هو الحال مع تغطيتنا المميزة لحفل زفاف أبلة فاهيتا وآسر ياسين هذه المرحلة عززت ثقتي بقدراتي ومنحتني رؤية أوضح لكيفية الوصول إلى الجمهور والتأثير فيه.

بعد ذلك، كانت محطتي في قناة الحياة المصرية بدبي تجربة غنية ومميزة أضافت لي الكثير على الصعيدين المهني والشخصي فالعمل في التلفزيون يختلف بطبيعة الحال عن العمل في الصحافة المطبوعة وقد تعلمت خلال هذه الفترة الكثير عن ديناميكيات البث المباشر والتواصل المرئي ولا يمكنني أن أنسى حنيني للعمل في القنوات المصرية التي تمثل بالنسبة لي مهد الإعلام الذي نشأت فيه.

فخري بكوني أول مذيع مصري يعمل في قناة الظفرة منذ انطلاقها يمثل علامة فارقة في مسيرتي هذه الثقة الغالية التي منحني إياها سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان وكافة القائمين على القناة كانت بمثابة دعم كبير ومحفز لمواصلة التطور.

وانضمامي إلى شبكة أبو ظبي للإعلام، هذه المؤسسة الإعلامية العريقة يمثل لي إضافة قيمة وفرصة للعمل مع نخبة من الإعلاميين العرب أتطلع بحماس لتقديم المزيد من الإضافات القيمة لهذه الشبكة الرائدة.

باختصار، أرى أن كل مرحلة من مسيرتي كانت بمثابة لبنة أساسية في بناء خبرتي وشخصيتي الإعلامية أستثمر كل تجربة أكتسبها لتحقيق المزيد من النجاح والتطور أما عن رؤيتي للمستقبل فأطمح إلى الاستمرار في تقديم محتوى إعلامي يرتقي بذوق الجمهور العربي ويساهم في تطوير المشهد الإعلامي من خلال تقديم أفكار جديدة ومبتكرة وأن أكون جزءًا فاعلًا في إثراء الحوار البناء وتقديم قيمة حقيقية للمشاهد والقارئ.

بالنظر إلى شغفك بالسينما منذ الصغر مرورا بتجربتك في كرة القدم والموسيقى وصولًا إلى دراستك للسيناريو وعملك الحالي في الإعلام والنقد الفني.. كيف ترى هذه المراحل المختلفة تتكامل مع بعضها البعض لتشكيل رؤيتك وهويتك الإبداعية؟

بالنظر إلى مسيرتي التي بدأت بشغف السينما في الطفولة مرورًا بمرحلة شغفي بكرة القدم في نادي الاتحاد السكندري ثم تجربتي في عالم الموسيقى من كتابة وتلحين وصولًا إلى دراستي المتعمقة للسيناريو وعملي الحالي في الإعلام والنقد الفني أرى أن هذه المراحل المختلفة تتكامل بشكل فريد لتشكيل رؤيتي وهويتي الإبداعية.

فشغفي المبكر بالسينما غرس في داخلي تقديرًا عميقًا لقوة الحكاية المرئية والقدرة على خلق عوالم مؤثرة، وتركي لكرة القدم حتى في لحظات حاسمة يعكس إدراكي المبكر لأين يكمن شغفي الحقيقي وطموحي الذي يتجاوز الملعب وتجربتي في الموسيقى رغم أنها لم تستمر كمسيرة مهنية رئيسية إلا أنها أكسبتني حسًا بالإيقاع واللحن والقدرة على التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة وهي أدوات أجدها مفيدة حتى في عملي الإعلامي وتحليلاتي الفنية.

دراستي للسيناريو كانت بمثابة نقطة التحول التي جمعت كل هذه الاهتمامات المتنوعة فقد منحتني الأدوات التحليلية لفهم بنية العمل الفني وكيفية بناء الشخصيات وتطوير الأحداث وخلق التأثير المطلوب على الجمهورهذه المعرفة العميقة بالصناعة السينمائية هي ما تمنحني القدرة على إجراء حوارات ثرية مع الفنانين، سواء كانوا ممثلين أو موسيقيين، وفهم دوافعهم ورؤاهم بشكل أعمق.

أرى أن هذه الخلفيات المتنوعة تثري رؤيتي النقدية وتمنحني منظورا شموليا للعمل الفني فأنا لا أنظر إلى الفيلم أو العمل الموسيقي بمعزل عن سياقه أو عن العملية الإبداعية الشاملة بل أحاول فهم العناصر المختلفة وكيف تتكامل لخلق تجربة فنية متكاملة كما أن هذه التجارب تمنحني ثقة أكبر في التعبير عن آرائي وتحليلاتي أمام الكاميرا، لأنني أستند إلى قاعدة معرفية وتجريبية متنوعة.

في النهاية، أؤمن بأن هذه المراحل المختلفة ليست مجرد محطات منفصلة بل هي خيوط متداخلة نسجت هويتي الإبداعية، شغفي بالقصص المرئية وحساسيتي للإيقاع والتعبير وفهمي العميق لبنية العمل الفني كل ذلك يتكامل ليمنحني رؤية فريدة وأسلوبًا مميزًا في عالم الإعلام والنقد الفني.

Image description

بالنظر إلى رحلتك الحياتية التي وصفتها بأنها مشوار مستمر مليء بالتحديات والفرص وتجربتك في الرحيل عن الإسكندرية وإيمانك الراسخ بأهمية تطوير الذات، ورؤيتك لمقارنة الأجيال.. كيف ترى هذه العناصر المختلفة تتكامل معا لتشكيل فلسفتك في الحياة وتحقيق النجاح وما هي أبرز القيم والمبادئ التي تستند إليها في مسيرتك؟

بالنظر إلى رحلتي الحياتية أرى أن التحديات والفرص المتلاحقة هي بمثابة الوقود الذي يدفعني قدمًا ويصقل شخصيتي باستمرار، إيماني بأن النجاح يكمن في السعي الدؤوب حتى في أصعب الظروف هو مبدأ أساسي أستند إليه فكل عقبة أتجاوزها وكل فرصة أغتنمها تضيف إلى خبرتي وتزيد من إيماني بقدرتي على تحقيق أحلامي.

أما عن رحيلي عن الإسكندرية تلك اللحظة التي كانت بمثابة نهاية مؤلمة لما ألفته سرعان ما تحولت في نظري إلى بداية لمغامرة شجاعة هذا الانتقال إلى المجهول دفعني لمواجهة تحديات لم أتوقعها وهو ما شحذ إرادتي ووسع آفاقي بشكل كبير لقد تعلمت أن التغييروإن كان مؤلما في البداية غالبا ما يحمل في طياته فرصا جديدة ونموا شخصيا لم نكن لنتخيله.

إيماني الراسخ بأن النجاح ليس وليد المصادفة بل ثمرة الجهد والتطوير المستمر هو قيمة أخرى أعتز بها فكما يقول المثل ‘من لا يتدرب لا يتطور’ فأنا أؤمن بأن الاستثمار في تطوير الذات من خلال التعلم المستمر والاستفادة من كل تجربة هو الأساس لبناء مستقبل مشرق وتحقيق طموحاتنا.

وفيما يتعلق بمقارنة الأجيال أرى أنها عملية طبيعية وضرورية للتطور كل جيل يأتي بأفكاره وطموحاته ويسعى لإحداث تغيير إيجابي، لذا من الضروري منح الشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وإثبات قدراتهم فهم يمثلون المستقبل وقوة دافعة للتجديد والتقدم.

باختصار، فلسفتي في الحياة تقوم على الإيمان بقوة السعي والتحدي واغتنام الفرص والتطور المستمر للذات وتقدير دور كل جيل في مسيرة التقدم أستند في مسيرتي على قيم مثل الإصرار والشجاعة في مواجهة التغيير والإيمان بالقدرة على التعلم والنمو وتقدير دور الشباب في بناء المستقبل.وطني والمساهمة في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين من خلال عملي الفني والإعلامي فالإلهام الذي أستمده من روح التسامح والابتكار في الإمارات يترجم مباشرة إلى محتوى إيجابي وبناء أسعى لتقديمه.

كما أحلم بأن أكون مذيعا فنيا مبتكرا يصب في السياق نفسه فمن خلال هذا الدور أطمح إلى تقديم محتوى شيق ومفيد يلهم الجمهور ويثري مداركه وبالتالي أساهم بشكل مباشر في إثراء المشهد الثقافي والفني، غأنا أرى أن للمذيع الفني القدرة على تسليط الضوء على الأعمال المتميزة وتشكيل الذوق العام وهذا ما أسعى لتحقيقه.

في نهاية المطاف، أؤمن بأن هذه الأهداف ليست منفصلة بل متكاملة شغفي بالفن وخدمة المجتمع يقودني لتقديم محتوى إعلامي هادف، وتمثيلي لبلدي في الإمارات يمنحني دافعا إضافيا لتقديم أفضل ما لدي، وحلمي كمذيع فني مبتكر هو الوسيلة التي أرى نفسي من خلالها أساهم بشكل فعال في تحقيق هذه الغايات مجتمعة.

تصف مسيرتك الإعلامية بأنها تمتد بخطوات ثابتة مع استثمار كل تجربة لتحقيق المزيد من النجاح.. كيف تقيم المراحل المختلفة التي مررت بها حتى الآن، وما هي رؤيتك للمستقبل وتطلعاتك لتحقيق المزيد من الإسهامات في المشهد الإعلامي العربي؟

بالنظر إلى مسيرتي الإعلامية الممتدة أراها سلسلة من المحطات التي ساهمت كل واحدة منها في صقل خبراتي وتوسيع مداركي بدايتي بشغفي في عالم الصحافة وعملي في مؤسسات متنوعة في مصر وخارجها مثل جريدة ‘الراية’ في الدوحة، كانت بمثابة الأساس القوي الذي بنيت عليه خطواتي اللاحقة تلك التجارب المبكرة منحتني فهما أعمق لآليات العمل الإعلامي وأهمية الخبر والمعلومة.

ثم جاءت تجربتي في مجلة ‘سيدتي’ والتي أعتبرها بحق نقلة نوعية لقد كانت فترة زاخرة بالنجاحات غير المتوقعة وشهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور، كما هو الحال مع تغطيتنا المميزة لحفل زفاف أبلة فاهيتا وآسر ياسين هذه المرحلة عززت ثقتي بقدراتي ومنحتني رؤية أوضح لكيفية الوصول إلى الجمهور والتأثير فيه.

بعد ذلك، كانت محطتي في قناة الحياة المصرية بدبي تجربة غنية ومميزة أضافت لي الكثير على الصعيدين المهني والشخصي فالعمل في التلفزيون يختلف بطبيعة الحال عن العمل في الصحافة المطبوعة وقد تعلمت خلال هذه الفترة الكثير عن ديناميكيات البث المباشر والتواصل المرئي ولا يمكنني أن أنسى حنيني للعمل في القنوات المصرية التي تمثل بالنسبة لي مهد الإعلام الذي نشأت فيه.

فخري بكوني أول مذيع مصري يعمل في قناة الظفرة منذ انطلاقها يمثل علامة فارقة في مسيرتي هذه الثقة الغالية التي منحني إياها سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان وكافة القائمين على القناة كانت بمثابة دعم كبير ومحفز لمواصلة التطور.

وانضمامي إلى شبكة أبو ظبي للإعلام، هذه المؤسسة الإعلامية العريقة يمثل لي إضافة قيمة وفرصة للعمل مع نخبة من الإعلاميين العرب أتطلع بحماس لتقديم المزيد من الإضافات القيمة لهذه الشبكة الرائدة.

باختصار، أرى أن كل مرحلة من مسيرتي كانت بمثابة لبنة أساسية في بناء خبرتي وشخصيتي الإعلامية أستثمر كل تجربة أكتسبها لتحقيق المزيد من النجاح والتطورأما عن رؤيتي للمستقبل فأطمح إلى الاستمرار في تقديم محتوى إعلامي يرتقي بذوق الجمهور العربي ويساهم في تطوير المشهد الإعلامي من خلال تقديم أفكار جديدة ومبتكرة وأن أكون جزءا فاعلا في إثراء الحوار البناء وتقديم قيمة حقيقية للمشاهد والقارئ.

بالنظر إلى شغفك بالسينما منذ الصغر مرورا بتجربتك في كرة القدم والموسيقى وصولا إلى دراستك للسيناريو وعملك الحالي في الإعلام والنقد الفني.. كيف ترى هذه المراحل المختلفة تتكامل مع بعضها البعض لتشكيل رؤيتك وهويتك الإبداعية؟

بالنظر إلى مسيرتي التي بدأت بشغف السينما في الطفولة مرورًا بمرحلة شغفي بكرة القدم في نادي الاتحاد السكندري ثم تجربتي في عالم الموسيقى من كتابة وتلحين وصولا إلى دراستي المتعمقة للسيناريو وعملي الحالي في الإعلام والنقد الفني أرى أن هذه المراحل المختلفة تتكامل بشكل فريد لتشكيل رؤيتي وهويتي الإبداعية.

فشغفي المبكر بالسينما غرس في داخلي تقديرًا عميقًا لقوة الحكاية المرئية والقدرة على خلق عوالم مؤثرة، وتركي لكرة القدم حتى في لحظات حاسمة يعكس إدراكي المبكر لأين يكمن شغفي الحقيقي وطموحي الذي يتجاوز الملعب وتجربتي في الموسيقى رغم أنها لم تستمر كمسيرة مهنية رئيسية إلا أنها أكسبتني حسا بالإيقاع واللحن والقدرة على التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة وهي أدوات أجدها مفيدة حتى في عملي الإعلامي وتحليلاتي الفنية.

دراستي للسيناريو كانت بمثابة نقطة التحول التي جمعت كل هذه الاهتمامات المتنوعة فقد منحتني الأدوات التحليلية لفهم بنية العمل الفني وكيفية بناء الشخصيات وتطوير الأحداث وخلق التأثير المطلوب على الجمهور هذه المعرفة العميقة بالصناعة السينمائية هي ما تمنحني القدرة على إجراء حوارات ثرية مع الفنانين، سواء كانوا ممثلين أو موسيقيين، وفهم دوافعهم ورؤاهم بشكل أعمق.

أرى أن هذه الخلفيات المتنوعة تثري رؤيتي النقدية وتمنحني منظورا شموليا للعمل الفني فأنا لا أنظر إلى الفيلم أو العمل الموسيقي بمعزل عن سياقه أو عن العملية الإبداعية الشاملة بل أحاول فهم العناصر المختلفة وكيف تتكامل لخلق تجربة فنية متكاملة كما أن هذه التجارب تمنحني ثقة أكبر في التعبير عن آرائي وتحليلاتي أمام الكاميرا، لأنني أستند إلى قاعدة معرفية وتجريبية متنوعة.

في النهاية، أؤمن بأن هذه المراحل المختلفة ليست مجرد محطات منفصلة بل هي خيوط متداخلة نسجت هويتي الإبداعية، شغفي بالقصص المرئية وحساسيتي للإيقاع والتعبير وفهمي العميق لبنية العمل الفني كل ذلك يتكامل ليمنحني رؤية فريدة وأسلوبًا مميزًا في عالم الإعلام والنقد الفني.

بالنظر إلى رحلتك الحياتية التي وصفتها بأنها مشوار مستمر مليء بالتحديات والفرص وتجربتك في الرحيل عن الإسكندرية وإيمانك الراسخ بأهمية تطوير الذات، ورؤيتك لمقارنة الأجيال..

كيف ترى هذه العناصر المختلفة تتكامل معا لتشكيل فلسفتك في الحياة وتحقيق النجاح وما هي أبرز القيم والمبادئ التي تستند إليها في مسيرتك؟

بالنظر إلى رحلتي الحياتية أرى أن التحديات والفرص المتلاحقة هي بمثابة الوقود الذي يدفعني قدما ويصقل شخصيتي باستمرار، إيماني بأن النجاح يكمن في السعي الدؤوب حتى في أصعب الظروف هو مبدأ أساسي أستند إليه فكل عقبة أتجاوزها وكل فرصة أغتنمها تضيف إلى خبرتي وتزيد من إيماني بقدرتي على تحقيق أحلامي.

أما عن رحيلي عن الإسكندرية تلك اللحظة التي كانت بمثابة نهاية مؤلمة لما ألفته سرعان ما تحولت في نظري إلى بداية لمغامرة شجاعة هذا الانتقال إلى المجهول دفعني لمواجهة تحديات لم أتوقعها وهو ما شحذ إرادتي ووسع آفاقي بشكل كبير لقد تعلمت أن التغييروإن كان مؤلمًا في البداية غالبا ما يحمل في طياته فرصا جديدة ونموا شخصيا لم نكن لنتخيله.

إيماني الراسخ بأن النجاح ليس وليد المصادفة بل ثمرة الجهد والتطوير المستمر هو قيمة أخرى أعتز بها فكما يقول المثل ‘من لا يتدرب لا يتطور’ فأنا أؤمن بأن الاستثمار في تطوير الذات من خلال التعلم المستمر والاستفادة من كل تجربة هو الأساس لبناء مستقبل مشرق وتحقيق طموحاتنا.

وفيما يتعلق بمقارنة الأجيال أرى أنها عملية طبيعية وضرورية للتطور كل جيل يأتي بأفكاره وطموحاته ويسعى لإحداث تغيير إيجابي، لذا من الضروري منح الشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وإثبات قدراتهم فهم يمثلون المستقبل وقوة دافعة للتجديد والتقدم.

باختصار، فلسفتي في الحياة تقوم على الإيمان بقوة السعي والتحدي واغتنام الفرص والتطور المستمر للذات وتقدير دور كل جيل في مسيرة التقدم أستند في مسيرتي على قيم مثل الإصرار والشجاعة في مواجهة التغيير والإيمان بالقدرة على التعلم والنمو وتقدير دور الشباب في بناء المستقبل.