طارق لطفي هو فنان مصري قدير، يتميز بموهبة ناعمة وعميقة في آن واحد، استطاع أن يشق طريقه في عالم الفن بخطى ثابتة وهادئة حتى أصبح أحد أبرز نجوم الدراما العربية. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ مسيرته في التسعينيات بأدوار ثانوية لكنها كانت لافتة للأنظار، ومع الوقت تحول إلى نجم صاحب حضور قوي وأداء متنوع، يجمع بين البساطة والعمق في التمثيل.

وكان لنا لقاء حصري كمجلة أسرة مغربية مع نجمنا المتألق، فتح لنا الفنان الكبير طارق لطفي قلبه للحديث عن تجربته الأخيرة في مسلسل «العتاولة»، الذي أثار جدلا واسعا وحقق نجاحا كبيرا، كما كشف عن مشاريعه الفنية القادمة، وشروطه لقبول أي عمل جديد.

بداية.. كيف ترى ردود الفعل على مسلسل «العتاولة»؟

الحمد لله، ردود الفعل كانت أكثر من رائعة، سواء من الجمهور أو النقاد. «العتاولة» تجربة مختلفة ومركبة، والعمل كان فيه تحديات كثيرة سواء من ناحية الأداء أو البناء الدرامي.

الجمهور كان ذكيا جدا في التقاط التفاصيل، وهذا أسعدني.

حدثنا عن تحضيرك لشخصية «خضر العتاولة»؟

الشخصية كانت معقدة جدا، تجمع بين القوة والدهاء، وفيها بعد نفسي عميق. قضيت وقتا طويلا في التحضير، قرأت عن شخصيات حقيقية تشبهه، واشتغلت على لغة الجسد والانفعالات. كنت حريصا أن أقدم شخصية غير نمطية، بل فيها أبعاد إنسانية تجعل الجمهور يتعاطف معها رغم كل تناقضاتها.

وماذا عن ملامح وتون صوت شخصية خضر؟

حاولت اختيار منطقة يتحدث منها خضر، وبالتالي ضحكته، وهو ينطق الكلام سوف يلاحظ المتلقى أنه مميز، كل هذه التفاصيل كانت مجهدة جدا للأحبال الصوتية، والنفس، وأمور أخرى متعددة، وبعد أسبوع من التصوير كنت أحيانا كثيرة أتحدث بطريقة «خضر»، اعتدت عليه، وأصبح جزءا كبيرا مني كـ«طارق» والعكس.

هل واجهت صعوبات أثناء التصوير؟

طبعا، كل عمل كبير لا بد أن يكون فيه تحديات. التصوير في أماكن صعبة، مشاهد الأكشن، وتحقيق التوازن بين الجانب القاسي في الشخصية والجانب الإنساني.. كلها كانت تحديات، لكن الحمد لله فريق العمل كان على أعلى مستو

Image description

ما سر حرصك على اختيار أعمال مختلفة دائما؟

أنا أؤمن أن الممثل لا بد أن يبحث عن التحدي، عن الدور الذي يصدمه، والذي يشعر أنه ليس سهلا. لا أحب أن أكرر نفسي، ودائما أبحث عن الشخصية التي تفاجئني وتجعلني أتساءل: «هل سأعرف أن أفعل هذا؟» إذا شعرت بهذا الشعور بالإثارة، أدخل المشروع فورا.

من أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟ وهل تحرص على وجود علاقات قوية داخل المجال؟

أنا بطبيعتي لست من النوع الذي يفضل أن يكون دائما في دائرة الضوء أو محاطا بحشد كبير. لكن، الحمد لله، أمتلك صداقات قوية في الوسط الفني، وأحرص دائما على الحفاظ على علاقاتي بعيدا عن الأضواء الصاخبة.

من أقرب الناس إلى قلبي، على سبيل المثال، الفنان خالد النبوي. يجمعنا احترام كبير وصداقة تمتد لسنوات طويلة. كما أنني أكن احتراما كبيرا للفنان فتحي عبد الوهاب، وأعتبره فنانا مثقفا ومجتهدا، ونتشارك فهما فنيا عميقا.

علاقاتي طيبة أيضا بالعديد من الزملاء مثل شريف منير وإياد نصار، وكثيرا ما نلتقي في الكواليس أو خلال المهرجانات الفنية. أنا أؤمن بأن العلاقات في الوسط الفني يجب أن تبنى على الاحترام والتقدير المتبادلين، وليس على المصالح الشخصية أو المظاهر الخادعة.

Image description

من هم أقرب زملائك من كواليس مسلسل «العتاولة»؟ وهل سادت روح الصداقة في الكواليس؟

بصراحة، كانت كواليس مسلسل «العتاولة» مميزة جدا، وهذا من أكثر العوامل التي ساعدت على نجاح العمل. كانت تسود بيننا روح جميلة وتفاهم كبير.

من أقرب الناس إلي في الكواليس كان أحمد السقا. هذا الرجل عشرة عمر وفنان موهوب جدا، وكنا دائما نضحك ونمزح بين المشاهد. كذلك الفنانة زينة، كانت الأجواء معها ممتعة. لكن وقت الجد، كنا جميعا ملتزمين لأقصى درجة.

أيضا، الفنان باسم سمرة شخص كوميدي وراق جدا، ويحترم عمله لأقصى حد. جمعتنا كواليس كثيرة جدا وتطورت بيننا صداقة حقيقية.

وبطبيعة الحال، كان كل فريق العمل يتمتع بروح من الاحترام والتعاون، وهذا ساعد المسلسل على الظهور بهذا الشكل المتميز. أنا مؤمن بأن الكواليس الهادئة والإيجابية تنعكس دائما بشكل إيجابي على الشاشة.

ما هي أعمالك القادمة؟

أنا حاليا في مرحلة قراءة لأكثر من سيناريو، ولم أتخذ قرارا نهائيا بعد بخصوص مشروعي القادم. أفكر في مشروع فيلم أكشن اجتماعي، وهناك أيضا مسلسل آخر يحضر لموسم رمضان القادم.

ومع أن الكثيرين يسألون، أؤكد أنه لا يوجد جزء ثالث لمسلسل «العتاولة».

لن أتمكن من الإعلان عن تفاصيل هذه المشاريع الآن، لكن الأهم بالنسبة لي دائما هو أن يكون العمل ذا قيمة ويقدم شيئا جديدا ومختلفا للجمهور.

Image description

هل تفكر في العودة للسينما بشكل أكبر؟

بالتأكيد، السينما تحتفظ دائما بسحرها الخاص، وأنا دائما ما أحن إليها. ولكن، كما ذكرت سابقا، يجب أن يكون النص قويا والدور جديدا ليجذبني. أتمنى أن تشهد الفترة القادمة أعمالا سينمائية قيمة ومحترمة.

كلمة أخيرة للجمهور؟

أود أن أعبر عن شكري وتقديري العميق لدعمكم وحبكم المتواصل. أقول دائما إن نجاحنا الحقيقي يبدأ من حب الناس، وهذا هو دافعي الأكبر لتقديم الأفضل.

أوعدكم بأنني سأستمر في العمل على تطوير نفسي لأقدم لكم دائما أعمالا تليق بمحبتكم وذوقكم الرفيع.

وشكر خاص جدا للجمهور المغربي الحبيب على دعمهم، وأتمنى أن تسنح لي الفرصة لزيارة المغرب قريبا جدا.