في رحلة الفن، هناك أصوات لا تنسى… ووجوه تترك فينا أثرا لا يمحى.

من بين هؤلاء، يطل علينا اليوم الفنان أمين فرحان، صاحب الإحساس الصادق والأداء الدافئ، الذي جمع بين الأصالة والجرأة في اختياره الفني.

في حوار صريح مع مجلة أسرة مغربية، فتح الفنان أمين قلبه وتحدث عن بداياته الفنية، الصعوبات التي واجهها، ورأيه في واقع الأغنية الشعبية اليوم، كاشفا عن رؤيته الخاصة لمسار الفنان المغربي بين الطموح والواقع.

بداية، حدثنا عن بدايتك الفنية؟

بدأت مسيرتي الفنية في سن مبكرة خلال المرحلة الابتدائية، حيث اكتُشفت موهبتي من خلال مشاركتي في الحفلات المدرسية. كانت تلك اللحظات الأولى التي جعلتني أدرك أن الفن هو طريقي.

ما أبرز الصعوبات والعراقيل التي واجهتك خلال مشوارك الفني؟

أكبر صعوبة واجهتها هي غياب المنتجين الداعمين للفنانين الشباب. ومع ذلك، لم أستسلم، بل كنت أبحث باستمرار عن معاهد وأطرق الأبواب… والحمد لله، لكل مجتهد نصيب.

في رأيك، لماذا نجد دائما نفس الأسماء تسيطر على الساحة في الغناء الشعبي؟

لأن هؤلاء الفنانين يعملون بجد على تطوير أنفسهم، ويستثمرون في حضورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يمنحهم الاستمرارية والانتشار.

Image description

ما النمط الغنائي الأقرب إلى قلبك؟ الشعبي أم الطرب أم الراي؟

رغم أن بدايتي كانت في الطرب، إلا أن ميولي تميل إلى الغناء الشعبي، لأنه في المغرب هو الموجة السائدة ومفتاح الشهرة والنجاح المادي، بشرط امتلاك الموهبة والصوت والذكاء الفني في اختيار اللون الغنائي المناسب للمساحة الصوتية.

ما رأيك في ظاهرة قرصنة الأغاني التي أصبحت منتشرة بشكل كبير؟

اليوم أصبح الأمر مختلفا، فالكثير من الأعمال تعاد بصيغة “كوفر”، لكن يمكن لأي فنان حماية أغانيه إذا قام بتسجيلها وتحفيظها قانونيا، ما يمنحه حق الحذف والمتابعة القضائية.

هل ترى أن الأغنية الشعبية في ازدهار؟

نعم، والدليل على ذلك النجاح الكبير الذي حققه برنامج النجم الشعبي، الذي أعاد الثقة لهذا اللون الغنائي.

شاهدنا مؤخرا فيديو كليبك مع الفنان المذكوري، هل تعتبره خطوة محفزة في مسارك؟

بالتأكيد، فالموهبة تحتاج إلى تطوير دائم من خلال البحث والاجتهاد، وهذا الكليب كان خطوة في مسار طويل نحو النضج الفني.

Image description

هناك من يرى أن الملاهي الليلية أصبحت “مدرسة” يمر منها الفنانون في بداياتهم، ما رأيك؟

في الواقع، كثير من الفنانين يضطرون لذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والتسجيل، فيلجؤون إلى الغناء في الملاهي لجمع المال. لكنها في نظري “مقبرة الفنان”، لأنك تبقى بعيدا عن الجمهور الحقيقي. رغم ذلك، فهي تمنحك الانضباط والخبرة في التعامل مع الوقت والمظهر.

ما أبرز المعاناة التي يعيشها الفنان المغربي اليوم؟

من المؤسف أن بعض الفنانين لا يتوفرون على البطاقة المهنية التي تتيح لهم مجموعة من الامتيازات. بالنسبة لي، حصولي عليها كان خطوة مهمة، لكنها مجرد بداية لمسيرة تتطلب جهدا وبحثا دائما.

ما النصيحة التي توجهها للفنانين الشباب؟

أنصح الفنانين، خصوصا في اللون الشعبي، بضرورة الدراسة والتكوين في معاهد الموسيقى، وفهم المقامات واختيار النمط الغنائي الذي يتناسب مع قدراتهم الصوتية. فالموهبة وحدها لا تكفي دون معرفة وصبر.