عقد ملتقى أسبار مساء الاثنين 20 أكتوبر 2025 ندوة افتراضية بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وفرص الاقتصاد السعودي المستقبلية"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء الاقتصاديين والتقنيين، لمناقشة تحديات وفرص تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.

أجمعت المداخلات على أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة اقتصادية وسيادية وليست ترفًا، حيث من المتوقع أن يضيف ما يعادل 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السعودي بحلول عام 2030، بقيمة تقدر بنحو 130 مليار دولار أمريكي، في ظل توقعات بإضافة 15 تريليون دولار للاقتصاد العالمي.

وأشار د. إحسان بوحليقة، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة والصناعة في ملتقى أسبار، إلى أن تغلغل الذكاء الاصطناعي في القطاعات السعودية ما زال في بداياته، باستثناء نقاط مضيئة في قطاعات الطاقة (كأرامكو) والمالية (التقنية المالية – الفينتك) والرعاية الصحية. ودعا الدكتور بوحليقة إلى ضرورة تسريع وتعميق وتوسيع دمج الذكاء الاصطناعي، موصياً بأن يطلق مجلس الغرف السعودية استراتيجية شاملة تشارك في صياغتها الغرف التجارية لضمان انسجام القطاع الخاص مع التوجهات الوطنية.

من جانبه، أكد د. عبد الله الغفيص، خبير قيادي وأستاذ مشارك ومستشار بهندسة الطاقة المتجددة، أن التحول التقني هو شرط محوري لتحقيق التنافسية والاستدامة، مشدداً على أن الصناعة لم تعد تجميعاً وإنتاجاً، بل أصبحت منظومة بيانات وتحليل. وأشار إلى وجود فجوة بين الأمور التطبيقية في مجال الصناعة والأمور البحثية التي تتطلب إنشاء شراكات لردمها.

كما سلط د. خالد العضيبي، المدير لتنفيذي للتقنية بشركة هيومين، الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها سوق العمل وسيادة البيانات، مشيراً إلى أن هناك توقعات باختفاء 92 مليون وظيفة مقابل خلق 170 مليون وظيفة جديدة عالمياً بحلول 2030، كما شدد على أن البيانات تعتبر شأناً سيادياً وأن المملكة تتبنى استراتيجية البناء لا الاستخدام، نظراً للتكلفة الضخمة في بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة (GPU).

فيما أكدت د. ظبية البوعينين، أستاذ مساعد في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أن حوكمة الذكاء الاصطناعي هي أداة تمكين وليست تقييداً للابتكار. واستعرضت جهود المملكة في وضع الأطر التنظيمية، بدءاً من الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (التي تستهدف أن تكون المملكة ضمن أفضل 15 دولة عالمياً بحلول 2030)، ومبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وشددت الدكتورة أبو العينين على أن هذه المبادئ تنطبق على القطاع العام والخاص والأفراد، لكنها أشارت إلى أن السياسات الحالية ما زالت بحاجة إلى مزيد من التفصيل القطاعي، وأن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) هي الجهة الإشرافية.

وتأتي هذه الندوة في إطار حرص ملتقى أسبار على مناقشة أهم القضايا الوطنية والمستقبلية، وتوفير منصة للحوار العلمي حول سبل استثمار التقنيات الحديثة، لاسيما الذكاء الاصطناعي، في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في