أكد سفير مصر بالمغرب، أشرف إبراهيم، أن إختيار مصر كضيف شرف للدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويعد فرصة طيبة لاطلاع المشاركين والجمهور على كنوز الثقافة المصرية الأصيلة؛ من خلال البرنامج الحافل الذي أعدته وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، لتقديمه مشيرا الى أن معرض الدار البيضاء أصبح من أهم معارض الكتاب في المنطقة، في سياق الدور الثقافي والحضاري الكبير للمملكة وإنجازاتها المتواصلة في كافة الميادين تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف، في كلمته خلال الندوة التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال المغربية في مدينة الدار البيضاء صباح الجمعة المنصرم، بحضور وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الاعرج، وحسن الوزاني، مدير الكتاب والمحفوظات بوزارة الثقافة والاتصال، وقيادات الوزارة ومحمد فتوح مصطفى رئيس المكتب الإعلامي المصري بالرباط، للتقديم للدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن برنامج الاحتفاء بالثقافة المصرية سيتضمن موضوعات متنوعة منها: تاريخ العلاقات المصرية – المغربية، وأسئلة الثقافة الراهنة، وإشكاليات الدرس الفلسفي، ودور الاديب الراحل جمال الغيطاني في دعم العلاقات الثقافية بين البلدين، الى جانب خصائص التجربة الروائية في مصر والمغرب، وأبحاث في القصة القصيرة، وتقديم كتب وقراءات شعرية، وفقرة فنية تقدمها فرقة التنور للرقص الشعبي، وبمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والباحثين المصريين، سواء في إطار برنامج ضيف الشرف أو في إطار فقرات البرنامج العام.
وأوضح السفير اشرف إبراهيم أن الروابط الثقافية والشعبية الراسخة شكلت حاضنة لتمازج غير مسبوق بين الشعبين الشقيقين، وتؤهل البلدين لشراكة كاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشددا على ضرورة توظيف الثقافة في خدمة السلام في المنطقة والعالم، من خلال نشر ثقافة الاعتدال وتوفير الثقافة الجادة لجذب الشباب بعيدا عن الثقافة المتطرفة، بالتعاون بين المؤسسات المعنية خصوصا الازهر الشريف والرابطة المحمدية للعلماء، وتوظيف الثقافة ايضا في خدمة اهداف التنمية بالبلدين والمنطقة.
وأكد أن سفارة مصر بالرباط تولي أهمية لتفعيل التعاون الثقافي بين البلدين من خلال مستويين: دعم الثقافة المغربية لكي تصل إلى مصر، ودعم الثقافة المصرية لتجد لها مكانا واسعا داخل الفضاء المغربي، عبر تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية على مدار السنة؛ والتواصل مع العديد من الفاعلين فى الحياة الثقافية المغربية بكافة مكوناتها، للوقوف على رؤيتهم لتطوير العلاقات الثقافية ودفعها الى افاق ارحب وأوسع.
وأشار السفير أشرف إبراهيم الى أن سفارة مصر بالرباط نظمت العديد من الفعاليات بمناسبة مرور 60 سنة على بدء العلاقات العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، احداها حفل للموسيقار المصري العالمي عمر خيرت في مسرح محمد الخامس بالرباط؛ كما تم الاحتفاء بالثقافة المغربية في مصر خلال العام الماضي الذي كان بحق عام الثقافة المغربية في مصر؛ من خلال تكريم رموز فكرية وأدبية وفنية مغربية في مؤتمرات وندوات ومهرجانات احتضنتها مصر على مدار العام.
ونوه سفير مصر بالمملكة باختيار المغرب كضيف شرف في الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بالمغرب، واحتفاء الدورة الـ24 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برائد الحركة النقدية في المغرب حسن المنيعي، وحصول المترجم المغربي مراد تدغوت على جائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة؛ في دورتها الثامنة بالقاهرة، وتكرم ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي في دورته الثالثة الخطاط المغربي حميد الخربوشي، الى جانب الاحتفاء بالصناعة التقليدية المغربية في الدورة السادسة للمهرجان الدولي للحرف اليدوية والتقليدية بالقاهرة، ومشاركة السينما المغربية في أغلب المهرجانات التي نظمت في مصر خلال هذا العام وآخرها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وأكد سفير مصر بالمغرب أن افاق التعاون الثقافي بين البلدين متعددة؛ وبعضها يحتاج الى تفعيل مثل التعاون في مجال التعليم والدراسات العليا؛ مشيرا الى أن عدد الطلبة المصريين الذين يدرسون في المغرب، والعكس؛ ضئيل ولا يرقى إلى مستوى العلاقات، ولذلك سيعمل البلدين على تشجيع الطلبة المغاربة على اختيار مصر لمتابعة دراستهم؛ وزيادة عدد الطلبة المصريين المسجلين في المؤسسات التعليمية المغربية، وفق برنامج مدروس.
وأوضح السفير أشرف إبراهيم أن الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، تتواكب مع حدث آخر له دلالته وأهميته، وهو مرور عام على عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي؛ مشيرا الى أن مصر كانت في طليعة الدول التي صوتت لصالح عودة المغرب، وبذلت جهودا مخلصة من أجل عودة المغرب الى الاتحاد، سواء قبل عقد القمة الإفريقية في يناير2017، او أثناء انعقاد القمة، أو خلال الإعداد للاجتماعات على مستوى المندوبين والوزراء والرؤساء.
وأوضح أن عودة المغرب الى مكانه الطبيعي داخل الاسرة الافريقية، هو نقطة تحول ايجابية في مسار العمل الافريقي المشترك؛ وإستئنافا للدور التاريخي والرائد للمملكة في القارة؛ والذي لم ينقطع يوما، وتأكيدا على رؤية جلالة الملك محمد السادس في دعم العمل الافريقي المشترك؛ والتعاون الايجابي في تحسين مستوى حياة المواطن الإفريقي من خلال إطلاق العديد من البرامج التنموية في دول القارة.