بدموعها المنهمرة، وتاجها الصغير على رأسها استقبلت الطفلة المغربية، مريم أمجون جائزة “تحدي القراءة العربي”، في الاحتفال الكبير الذي أقيم أمس في حفل دار الأوبرا بدبي، ويأتي تتويج مريم والتي تبلغ من العمر 9 سنوات فقط، ليوثق تفوقها على ما يقارب من 300 ألف تلميذ في المغرب و5 متسابقين في نهائي المسابقة.
تحدي القراءة العربي هو مبادرة بدأت بدعوة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، وحاكم دبي، بتكلفة بلغت 3 مليون دولار أمريكي، وهدف المبادرة في الأساس قراءة الطالب 50 كتاب خلال عام دراسي، وشارك في دورتها الثالثة هذا العام أكثر من 10 ملايين قارئ من 44 دولة عربية وعالمية، استطاعت مريم التفوق عليهم جميعا رغم صغر سنها.
وتوجت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مريم بلقب آخر بعد تأثرهم بالطفلة فأهدوها لقب “فصيحة العرب”، وتأثر كذلك الشيخ محمد بن راشد بدموعها فمسحها لها خلال التكريم، بينما طلت الفرحة من عيون “مريم”، التي أبهرت العالم بتفوهها وكلماتها وثقافتها رغم كونها لا تزال في طور الطفولة، ونافست مراحل عمرية من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي.
الاحتفالية التي أقيمت أمس حضرها كثير من الشخصيات الهامة الرسمية والشعبية، وكانت مريم فخر دولتها المغرب والعرب خلال التكريم، وأشاد بها الحساب الرسمي لمبادرة تحدي القراءة على الصفحة الرسمية له بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وكتب: “صغر سنها لم يمنعها من إثبات نفسها، طلاقتها ومعلوماتها وموهبتها الفذة جعلتها تكسب قلوب الملاييين، تهانينا لبطلة المغرب مريم أمجون لفوزها بالبطولة، بأمثالك نكتسب جيلًا مميزا للمستقبل”.
تحدثت “مريم” خلال تكرميها عن امتنانها الكبير للمسابقة ومشاركتها فيها وقالت إنها نمت لديها الفضول المعرفي وأغنت عقول مئات الطلاب العرب.
وستحصل “مريم” على جائزة مالية قدرها 500 ألف درهم، وفي ذات الوقت لقت تشجيعا كبيرا لها على منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب وتلقت دعوات إلكترونية لاستقبالها بحفاوة لدى وصولها المطار بعد تشريفها لهم خلال المسابقة.
وجاءت التعليقات على الفيديوهات التي نشرت لها على “فيسبوك”، منها: “الله يبارك ما شاء الله.. سكان شمال أفريقيا دائما متميزون أينما حلوا”، و”تبارك الله مثقفة ناشئة أتمنى لها المزيد من العطاء والفضل في والديها و عزيمتها”.
وكان السؤال الأخير من قبل لجنة التحكيم في التصفيات للمسابقة، والذي كان السبب في فوزها: “لو كان لديكي حساب على موقع اجتماعي به مليون متابع، ما هي الرسالة التي ستوجهينها عليه لمتابعيكي؟”، وجاءت الإجابة من قبل “مريم” كالتالي: “أولا سأحكي لهم تجربتي في تحدي القراءة العربي، والصعوبات التي واجهتني، وكيف استطعت أن أواجه تلك الصعوبات حتى وصلت إلى هذا المقام”.
وأكملت أنها ستتحدث عن لذة القراءة ،”القراءة ذخيرة العقل، وكنز المعرفة، من تسلح بها ساد وغنم وانتصر، ومن أغفلها هان وضعف وافتقر، فالقراءة هي طوق نجاة الأمم الغارقة في الجهل والمرض والفقر، والقراءة هي ذاكرة الإنسانية الحية”.
وتعتمد المسابقة بشكل أساسي على القراءة باللغة العربية، وتبدأ من شهر سبتمبر مع بداية العام الدراسي وحتى نهاية شهر مارس، ومن المفترض أن يشترك فيها الطلاب في المراحل العمرية المختلفة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، وتنقسم إلى 5 مراحل على الطلبة فيها قراءة عشرة كتب في كل مرحلة، وتلخيصها، وبعدها ينتقل الطلاب إلى مراحل التصفيات حيث يسافر الطلبة إلى دبي في شهر أكتوبر من كل عام، ويعتبر هدف التحدي الرئيسي غرس حب القراءة في نفوس الطلاب.