ذاق جمال سليمان اللوعة مرتين، الأولى لوعة فراق والدته التي توفيت أول من أمس، والثانية لوعة غيابه عن تشييعها وحرمانه من إلقاء النظرة الأخيرة عليها.
وأمس، كتب على صفحته الخاصة على الفايسبوك: “ثلاثون عاما وأنا ليس لي عمل إلا قصص الناس وحياتهم، قراءة وتمثيلا وتأليفا، ولكن القصة الأعظم والأبلغ لم أمثلها ولم أقرأها ولم أؤلفها، بل عشتها مع ست الحبايب رحمها الله وأسكنها فسيح جناته”.
وأضاف: “كانت أما نادرة بحنانها وصبرها وفيض حبها الذي لم ينضب يوما، حملتنا تسعة أخوة كي تعبر بنا إلى الضفة الأخرى، وكانت في غاية السعادة أنّها وصلت بنا رغم أن رأسها كان دوماً تحت الماء”.
ووجه جمال رسالة ودع فيها والدته، فقال “وداعا يا أمي الحبيبة وسامحيني لأنني لم أرد لك دينك الذي في رقبتي، ولكن الوقت فات إلا على شيئين وهما ذكراك في القلب؛ وأن أروي حكايتك يوما لأنها حكاية الشام في قرن”.