كازاخستان مجلة أسرة مغربية محمد سعد :: احتلقت كازاخستان والعالم بمرور 30 عامًا على اتخاذها قرارًا تاريخيًا بإغلاق موقع التجارب في “سيميبالاتينسك”، ثاني أكبر موقع للتجارب النووية في العالم عام 1991، ويعادل قوته 2500 مرة من قنبلة هيروشيما، حيث أجرى الاتحاد السوفيتي السابق ما يقرب من 450 تجربة نووية بين عامي 1949 و 1989، فيما تضرر ما يقرب من 1.5 مليون شخص، وأن العائلات التي عاشت بالقرب من موقع الاختبار لديها معدلات أعلى من السرطان، وحالات مرضية مختلفة، ومعدلات أعلى من الانتحار، من بين تأثيرات أخرى.
وأكدت جمهورية كازاخستان ومنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التزامهما بالسعي نحو عالم خال من التجارب النووية، وجددتا إصرارهما على مواصلة تنفيذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، وأن تاريخ التاسع والعشرين من أغسطس يعتبر غاية في الأهمية، فهو يصادف تاريخ إغلاق موقع “سيميبالاتينسك”.
وقال بيان لوزارة الخارجية الكازاخية الموقع من قبل مختار تيلوبردي، نائب رئيس الوزراء – وزير خارجية جمهورية كازاخستان والدكتور روبرت فلويد، الأمين التنفيذي للمنظمة، وذلك خلال مؤتمر صحافي في العاصمة نور سلطان أمس
ودعا البيان الدول التي لم توقع معاهدة الحظر الشامل للتجارب أو تصادق عليها بعد الاسرع في تنفيذ لك، فيما طالب مشاركة كافة دول العالم في إحياء هذا اليوم العالمي المناهض للتجارب النووية، ودعم الجهود الساعية للبدء بإدخال هذه المعاهدة حيز التنفيذ، بما يساهم في بدء التخلص من الأسلحة النووية ومنع انتشارها حول العالم.
وأضاف البيان:” خلال السنوات الماضية، لم تتوان جمهورية كازاخستان عن تقديم دعمها القوي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، والتعبير عن إصرارها على وقف سباق التسلح النووي. وفي عام 2008، أجرت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أول تمرين ميداني على عمليات التفتيش واسعة النطاق عن الأسلحة النووية في مدينة “سيمي” الكازاخية. وخلال الأعوام 2015- 2017 ترأست كازاخستان واليابان المادة الرابعة عشر المتعلقة بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والتي تؤكد على ضرورة تسريع وتسهيل دخول المعاهدة حيز التطبيق”.
وأوضح البيان بأن كازاخستان، بوصفها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعامي 2017-2018، تعمل على دعم الجهود الدولية الساعية لتعزيز نظام حظر الانتشار النووي حول العالم بلا كلل أو ملل، مسلطة الضوء على أخطار الأسلحة النووية التي تهدد أمن العالم واستقراره.
وأكد البيان المشترك بأن الوقت قد حان لبدء نفاذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية للنهوض بنزع السلاح النووي وإيجاد عالم أكثر أمناً وأماناً للأجيال القادمة، مجددا التزامهما بتحقيق عالم خالٍ من التجارب النووية لتحقيق دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز النفاذ.
ودعا البيان المشترك جميع الدول إلى حضور الاجتماع العام الرفيع المستوى للجمعية العامة للاحتفال باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية والترويج له في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، والذي سيعقد في 8 أيلول / سبتمبر 2021.
كما دعا جميع الدول إلى مواصلة التقيد بالوقف الاختياري للتفجيرات النووية. ونحث الدول التي لم توقع و / أو تصدق بعد على المعاهدة أن تفعل ذلك دون تأخير، وندعو الدول الثماني المتبقية، والتي يلزم تصديقها لبدء نفاذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، إلى إظهار التزامها بعدم الانتشار ونزع السلاح النوويين من خلال اتخاذ هذه الخطوة الهامة لدعم السلم والأمن الدوليين.
وقال البيان:” يصادف هذا العام أيضًا الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لفتح باب التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. تمثل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، باعتبارها ركيزة أساسية لنظام عدم الانتشار ونزع السلاح النوويين، تدبيرا فعالا وعمليا لتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية. وبتوقيع 185 توقيعا و170 تصديقا، تم إحراز تقدم كبير نحو تحقيق عالمية معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. نظام التحقق الخاص بها أوشك على الاكتمال. على الرغم من أن التقيد بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والمعيار المناهض للتجارب النووية لم يصبح ملزمًا قانونًا بعد، فقد أصبح عالميًا تقريبًا”.
ومن جانبه قال روبرت فلويد الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO):” لقد ثبت أن تفكيك الترسانة النووية التي ورثتها كازاخستان بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كان قرارًا ذا رؤية وحكيمة.
وأضاف فلويد خلال مؤتمر صحافي خصص للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإغلاق موقع اختبار “سيميبالاتينسك” وبتنظيم وزارة الخارجية الكازاخستانية “عدد التجارب النووية التي أجريت في كازاخستان يعادل 2500 قنبلة هيروشيما”، مشيرًا إلى التأثير الدائم على صحة الإنسان.
قال نائب وزير الخارجية أكان رحمتولين إن نزع السلاح النووي وعدم الانتشار من بين الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية لكازاخستان، وأنه على الرغم من بدء العمل في إعادة تأهيل الأراضي، إلا أنها لا تزال غير صالحة للأغراض الزراعية أو أي أنشطة اقتصادية أخرى.
ومن ناحيته قال رئيس معهد السياسة الخارجية في كازاخستان، بولات نورغالييف، وهو دبلوماسي مخضرم شارك في العديد من المفاوضات التي جرت في التسعينيات بشأن هذه القضية، إن المنطقة ليست المنطقة الوحيدة التي تأثرت بالتجارب النووية، وكانت هناك مناطق استضافت الاختبار ومناطق أخرى تأثرت بالإشعاع النووي، بما في ذلك مناطق أخرى – بافلودار وكاراغاندا وسيميبالاتينسك”.