انتهاء عام من تاريخ البشرية، عام كان مليئا بتحديات كثيرة، وتهل أجواء أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، تلك الأجواء الفريحة التي أراها ملكًا لشعوب الأرض كلها، على اختلاف دياناتهم وأعراقهم وجنسياتهم، لأنها تبعث الأمل والفرح وتحمل الرجاء في طياتها.
وبالرغم من التحديات الصعبة التي حملها عام 2021 ولكن نستطيع القول أن الدولة المصرية أبلت بلاءً حسنًا من خلال تقييم كثير من المؤشرات، ليست المؤشرات العالمية فحسب، بل ما لمسه المواطن علي أرض الواقع من ارتفاع جودة الحياة والحفاظ على الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، من خلال تبطين التُرع وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية وإحلال السيارات وزيادة الاستثمارات الخضراء والحفاظ على الرقعة الزراعية، وجودة إدارة المال، والسياسات المالية المرنة التي استطاعت امتصاص الآثار السلبية الناجمة من الجائحة الفيروسية والتواصل الناجح الذي جمع بين البنك المركزي والحكومة المصرية من أجل سياسات مالية ناجحة.
أمّا عن مهارات التواصل، فدولة الثلاثين من يونيو اختلفت عن الأنظمة السابقة في حرصها على إقامة جسور حوارية بين المواطن والدولة، ومنذ اليوم الأول ويحرص الرئيس على التواصل مع كافة فئات المجتمع وجها لوجه، فضلا عن الشفافية في التواصل والرؤية الحقيقية التي تعكس المشاكل الحقيقية والعراقيل على أرض الواقع، بل نري كيف تُدار الدولة من خلال الافتتاحات للمشروعات القومية التي نري من خلالها كواليس إدارة الدولة المصرية لأمورها وكيفية تخطى العقبات وكيفية العمل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص وكيفية رصد الأموال اللازمة والمشاكل الفنية.
فالدولة المصرية اليوم لا تتجمل ولا تكذب، وتنأي بنفسها عن القرارات الشعبوية التي لا تأخذ مصلحة الشعب في الاعتبار الأول و تسعي لجذب مزيد من الشعبية الهشة للنظام، وهذا ما عكسه كلام الرئيس في افتتاحات الصعيد في أسيوط وقنا وأسوان، عندما صرح بكل جرأة عن إعادة هيكلة الدعم وبطاقات التموين، وعلى الرغم من أن تلك القرارات قد لا تروق للبعض، ولكنها تحافظ على موارد الدولة المالية وعلى حقوق الآخرين وتضمن العدالة الاجتماعية، وتبرهن أن الدولة المصرية لا تسعي لمزيد من الشعبية أو الشهرة بل تعمل من أجل مصلحة كل نسمة تحيا على الأراضي المصرية.
فالصعيد – تحديدا- حُرم من حقه في التنمية والتطوير لعقود طويلة، حتى أصبح أكبر مصدر للهجرة الغير نظامية والإجرام وقضايا الثأر والتمرد على القوانين، لعل التنمية ستكون خير معالجة لكل تلك القضايا ، وهو ما يستحقه أهلنا في الصعيد ، الصعيد ذات الثروات المكنونة، لأول مرة تشهد قرى الصعيد تلك الرغبة الوطنية في إقامة حياة كريمة بالفعل، لأول مرة يتم ربط شرق النيل بغربه بأقل وقت ممكن ومازال هناك الكثير من الأحلام في جُعبة الدولة من أجل صعيد مصر.
إن الدولة المصرية دولة حقيقية لا دولة شعارات بل دولة عمل واجتهاد.
بقلم / همت داود – مصر