الخميس , نوفمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار اليوم / عرين ريناوي.. العدسة الأنثوية التي اقتحمت عالم التصوير

عرين ريناوي.. العدسة الأنثوية التي اقتحمت عالم التصوير

لا تكاد تخلو أية فعالية من مشهدٍ تتنقل فيه بكاميراتها وابتسامتها بحيويةٍ، مصورة لا يشق لها غبار، تعرف كيف ترصد بعدستها يوميات الفلسطينيين وتفاصيل حياتهم، من خلال زوايا مذهلة تدل على عميق رؤية وبصيرة.
اختارت المصورة الصحافية “عرين الريناوي” أن تشق طريقها في عالم التصوير الفوتوغرافي بحس الموهبة وحماس المبدعة لتحقق حلم طفولتها في اقتناص اللقطة وتوثيق الذكرى، ولم تتردد في صقل موهبتها ومعرفة أبجديات هذا العالم الرقمي الملون وأسرار التلاعب بالظل والضوء، ورغم كل العراقيل التي واجهتها كغيرها من الموهوبات الفلسطينيات اللاتي اكتسحن المشهد الفوتوغرافي إلا أنها تمكنت من الوصول بموهبتها إلى أرض صلبة بافتتاح اكاديمية للتصوير باسمها تمارس من خلالها اخراج صور بملامح ولمسات خاصة.
(الكنفوش) كما تحب ان يطلق عليها اصدقاءها، لا تفارقها الابتسامة في أصعب الظروف، تحب الناس وتحب التواجد بقربهم ولو كلفها ذلك الكثير من المشقة، درست الإعلام في الكلية العصرية، وأحبت التصوير كثيرا، تبلغ السابعة والعشرين من عمرها فقط، لكنها استطاعت في هذا العمر ان تكون من اهم المصورات الفلسطينيات.
ليس هذا فحسب بل تمكنت من خلال سنوات عملها استطاعت أن تلفت انظار الكثيرين إليها لنشاطها وحيويتها وإبداعها في مجال التصوير، وإظهار صورة فنية تعكس روعة عملائها من شركات ومؤسسات وأفراد، ورسالتهم الخاصة إلى العالم


بدأت عرين في عالم التصوير الفوتوغرافي مبكراً، وعن هذا تقول: بدأ تعلقي وبشكل لافت بصور المجلات التي كنت غالباً ما أستحوذ عليها وأحولها إلى قصاصات، وأحتفظ بها في ألبومات خاصة، وسرعان ما ازداد عدادها نتيجة كثرة الصور، وأعتبر أنّ ذلك ساهم كثيراً في رؤيتي الفوتوغرافية، ثم ما لبثت أن تطورت علاقتي مع الصورة والكاميرا وتحولت إلى عشق وهوس يشغل تفكيري وبشكل دائم.
وتضيف عرين: ” عند إنهائي الثانوية العامة قررت دراسة الإعلام والصحافة؛ حتى أستطيع ممارسة مهنة التصوير بشهادة مصدقة ومعترف بها، وبعد تخرجي بدأت العمل كمصورة مع شبكة راية الإعلامية ثم انتقلت للعمل في مجلة ليالينا، إلى أن أصبح لدي عملي الخاص.”
لمع نجم عرين خلال معرضها الفوتوغرافي الأول “هويتي”، والذي أقامته في ميدان الشهيد ياسر عرفات؛ حتى يستطيع الجميع حضوره، واختارت أن تتسلح بحس الموهبة وحماس المبدعة لتحقق حلم طفولتها في اقتناص اللقطة وتوثيق الذكرى، ولم تتردد في صقل موهبتها ومعرفة أبجديات هذا العالم الرقمي الملون وأسرار التلاعب بالظل والضوء.
التحدي والاصرار هو الأمر الذي دفع عرين للاجتهاد في هذا المجال عاما بعد عاما حتى وصلت إلى الاحتراف والشهرة على المستوى الفلسطيني، وخرجت عن النمط التقليدي فاتسم تصوريها بالإبداع والحرفية، لتنقش اسمها واحدة من الرائدات اللواتي اكتسحن المشهد الفوتوغرافي إلا أنها تمكنت من الوصول بموهبتها إلى أرض صلبة بافتتاح أول وكالة تصوير متنقلة في أواخر العام 2013 وهي عبارة عن أستوديو متنقل يحوي عدة التصوير داخل باص قديم، أطلقت عليها مسمى “شفيق عالطريق” تمارس من خلالها اخراج صور بملامح ولمسات خاصة.

لا تكتفي عرين بتغطية المناسبات والاحداث بشكل تقليدي اخباري، فهذه المصورة الفذة تذهب بعيداً لتلتقط بعدستها جماليات يصعب استشعارها بسبب الضغط الراهن/الاحتلال على الواقع الفلسطيني، كما تسعى ريناوي الى ان تغزل بكاميرتها المزيد من الافق ليبدو اكثر اتساعاً من خلال أنسنه المشاهد والامكنة، ولذلك تستحق ان يُقال عنها: انك ترى فلسطين بعيون عرين!
ترى عرين أن هناك مواصفات خاصة لمن اختارت لنفسها الوقوف خلف الكاميرا فيجب عليها ان تمتلك الإرادة ، الجرأة ، القوة والنظرة المتميزة وعدم الخوف أو التردد.
عرين استطاعت منذ البداية التخلص من عديد الأطواق التي يفرضها المجتمع عادة حول عمل الفتاة في مجال الصحافة فهي جريئة وتعرف ما تريد.
ولا تنكر عرين مخاوف عائلتها من توسعها واندماجها مع الناس الغرباء، لكن نجاحها وانجازاتها المتتالية جعلتهم فخورين بها وداعمين لها على الدوام، وفي ذات السياق تتابع :”نحن في مجتمع محافظ، والبعض يستغرب وجودي وتنقلي، لكن عند رؤية موهبتي وتصويري أصبح الجميع يتعامل معي بكل حب”.
وعن هذا تشير الى أن نظرة المجتمع الفلسطيني تجاه المصورة اختلفت بشكل كبير وواضح، موضحة أنها من خلال احتكاكها بطبقات المجتمع المختلفة لمست تشجيعا وتحفيزا لم تكن تلمسه في الماضي.

تمتلك عرين العديد من الافكار المبدعة والتي جعلت منها نموذجا مختلفا بين اقرانها، فقد استطاعت تحسن استخدام التكنولوجيا في عملها حيث أنشأت تطبيقا له أسمته “عرين على سكرين” هدف لربط الناس الكترونيا في مكان واحد، التطبيق الذي جاء في ظل تفاوت تفضيل الناس بين الفيسبوك وتويتر او غيرها من مواقع التواصل والتطبيقات.
وأكدت ريناوي أن الهدف من هذا التطبيق الخاص بها هو تسهيل التواصل معها من قبل الجمهور فيما يخص صور الفعاليات والنشاطات والحصول عليها، إضافة إلى ترتيب المواعيد والحجز المسبق للتصوير، علاوة على تسهيل الوصول إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
اقامت عرين أكاديمية لتعليم التصوير الفوتوغرافي، وهي أكاديمية التصوير الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي في قرية جفنا الواقعة شمال رام الله، والتي حملت اسم “أكاديمية عرين ريناوي”؛ لحصول خريجي هذه الأكاديمية على مجموعة واسعة من المهن بما في ذلك العمل الحر كما المصورين في التحرير، والإعلانات، والأزياء، والصحافة والنشر، أيضا في المهن الحليفة في مجال الوسائط المتعددة، والعمل في تنظيم المعارض والبحوث وإدارة الفنون، مما يضمن دخولهم في عالم التسويق.
ويجمع مختصون في الاعلام الاجتماعي على إضافة عرين لقائمة المؤثرين لدورها المميز في مساعدة الشركات على تسويق خدماتها ومنتجاتها وبالتالي التأثير في كثير من الأحيان على قرار الشراء.

حاورها: عبدالله عمر

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى