مجلة أسرة مغربية أول مجلة تعنى بالأسرة المغربية
بقلم حيدر محمود العبدلي
عندما تريد أي مؤسسة أو دولة ما وضع منهج أو آلية للتغلب على التطرف، عليها أولا أن تضع تصانيف لهذا التطرف فلكل تطرف حل خاص به وبكل مشكلة آلية خاصة بها ، فأستخدام العقل في الحد من ظاهرة التطرف يعد من أولويات الأسلحة المستخدمة.
فأول أمر يجب أن يعرف الجميع أن العدل والمساواة والمشاركة في الحياة والشراكة في البلد وتقرير المصير من حصة الجميع؛فإن تعطيل العقل وسلب حقه في التفكير يجعل الفرد يتجه الى تفكير منحرف بحجة الثأر لفكره المتصادر وحقه المسلوب؛ فبالتالي يتولد لدى الفرد فكر يسوده الانتقام والكراهية وبالتالي يتحول هذا الفكر من تطرف الى إرهاب يظهر بصورة من صور الارهاب المتعددة فإما إرهاب بالسلاح او ارهاب ثقافي أو اجتماعي أو فكري ، والفكري هو اخطر هذه الانواع لأنه مبني على فكر ومعتقدات مترسخة من الصعب تفنيدها.
والإرهاب هو إشاعة الرعب والفزع والخوف بين البلدان وبين الأفراد وبالتالي التعرض للخطر والدمار، وقد سعت الدول والمؤسسات من وضع مقيدات لهذا الارهاب والعمل على تقييد هذا الجماعات ولكن هذا العمل لم ينجح كما خطط له لوقوف جهات كبيرة داعمة لهذا الأرهاب الفتاك.
فالفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب اليوم وعدم وجود محرك للعقل يسمح للفكر المتطرف بالدخول الى عقولهم وبالتالي بناء فكر متطرف مغالي ينتج ارهابا.
ولدينا مثال بين ايدينا وليس بعيد وهو العصابات التكفيرية التي اغرت الشباب وغسلت عقولهم بمفاهيم خاطئة لاتمت للاسلام بل للانسانية بصلة، فصوروا لهم القران الكريم بانه يدعو للقتال والحرب وغزوا البلدان التي لا تدين بالإسلام مستدلين بايات فسروها على اهوائهم واعملوا بها عقولهم القاصرة.
فالعمل يجب ان يكون كبير للتصدي لهذا العدو المكير، فعلى الدول ان تكرس طاقاتها وكل ما تملك من مقومات الدفاع عن البلد والفرد والعقل، فمثلاً يجب على المتصدي للفكر المتطرف ان يكون صاحب فكر متنور يضع كل شبهة عقلية على طاولة النقاش ويناقشها ويفند الراي الباطل بالادلة النقلية والعقلية، فيجب توفير وفتح مراكز خاصة بهذا الشيء لأن الأمر خطير.
