بقلم الادبية الصحفية ندى فنري
قيل في الأب هو ذاك الذي تطلب منه نجمتين فيعود حاملا السماء هو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه ليعطيك ، قد لا يكون أعطاك كل ما تتمناه ، لكن تأكد أنه أعطاك كل ما يملك هو الشخص العظيم الذي يقدم كل مالديه لأبنائه كي يعيشوا حياة هادئة مطمئنة .
دور الأب في الأسرة دور عظيم لا يمكن لأحد أن يسد محله .هو عمود البيت، والركن الأساسي فيها وخيمة عزها ، وهو الذي يجمع شمل الأبناء والبنات ويحفظ استقرار بيته وأسرته و هو الدرع الحامي الذي يذود عن أسرته عواصف الأيام ويحميهم من جميع الظروف وغدر الحياة وتقلباتها
هو الراعي للأسرة، و المسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده وجود الأب يعني الحماية والرعاية، يعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشاداً يختلف نوعاً ما عما يجدونه عند الأم .
إذا أردنا وصف الأب، فإن اللغة بعظمتها لا يمكنها أن تفيه حقه، وستنفذ حروفها وكلماتها قبل الحديث عن صفة واحدة فيه فإذا تكلمنا عن حنانه، سنجده مليئا بالحب والقوة التي يزرعها في قلوب أبنائه، وهو دائم لا يفنى ولا ينقطع، يغمرنا به حتى نشعر أن دنيانا لا تمتلئ إلّا بهذا الحنان
يظل الأب ساهراً يفكر في الكبير و الصغير قبل أن بنفسه و تنام العيون قاطبة ، و يظل الأب ساهراً يفكر في الكبير و الصغير قبل إن يفكر بنفسه .
واجبات الأب اتجاه ابنائه :
الواجبات تبدأ قبل ولادة الطفل ، فمن اللحظة الأولى التي يعيش فيها الطفل في بطن أمه يكون حقه على والده ألا يغذى بالحرام ، فيحرص على أن يغذيه من الحلال و من عرق جبينه .
و عندما يولد يختار له الأسم المناسب لأن الأسم يرافق الإنسان في حياته كلها ، فلا يعرض ابنه للاستهزاء أو السخرية منه و من حق الأبن على أبيه اختيار أمه ، و ذلك لدور الأم الكبير في تربية الأبناء ، فإن لم تكن صالحة يسنشأ الأولاد على الفساد منذ الصغر .
على الأب أن يعدل بين أبنائه فلا يميز بينهم ، كأن يحسن لأحد و يسيء للآخر عليه أن يوفر جواً مليئا بالحب و الحنان و العطف و يجعلهم كالجسد الواحد و الروح الواحدة على الأب أن يزرع في ابنه منذ الصغر الأخلاق الحميدة و ينهاه عن قبيحها و يعلمه و يؤدبه و يحسن تربيته على الأب أن يحسن معاملة ابنه فلا يؤذيه أو يضربه و يحرص على أن ينهاه عن الخطأ باللين
على الأب أن يعلم ابنه ما ينفعه في دينه و دنياه و يبذل قصارى جهده في سبيل ذلك ، فيعلمه القرأن و يرسله للمدرسة حتى يطلب العلم على الأب أن ينفق على أبنائه و يوفر لهم المأكل و المشرب و الملبس ، و يؤمن لهم سكناً ، آمنا دافئاً ، و عليه أن يتذكر أن لا يجعل أيديهم تمد إلى غيره و إنما يكفيهم عن سؤال الناس .
في النهاية إن الأب الذي يحب أبنائه سيحرص على أداء واجباته على أكمل وجه دون تقصير و الحب الصادق يصنع المعجزات لا ننسى أن الأب هو الجبل العظيم الذي يُسند مسيرة حياة العائلة بأكملها و هو البطل الخارق في حياة أبنائه و هو المثال الحسن الذي يسعون أن يصيروا مثله في حياتهم حفظ الله الآباء من كل مكروه و شر .