الخميس , نوفمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / Uncategorized / هل سيواجه العراق احتمال جفاف الصنابير في السنوات المقبلة !

هل سيواجه العراق احتمال جفاف الصنابير في السنوات المقبلة !

بقلم رمضان حمزة محمد

 كبير الخبراء في الإستراتيجيات والسياسات المائية

مدير معهد استراتيجيات المياه والطاقة “WESI” 

تغير المناخ والظواهر المناخية التي تجتاح المنطقة ومنها العراق الذي يعاني من تغيرات المناخ وتدخل البشر ” تركيا وإيران” التي تعمل جاهدة في سبيل التحكم بتصاريف الأنهار الدولية المتشاركة معهم. مواسم متكررة من الجفاف وسيول ومضية تسبب الاضرار بالأرواح والممتلكات وليس هناك ما يكفي من الأمطار لتصحيح المسار. لذا فان سلسلة من المدن العراقية أصبحت تعاني من أزمات مائية خانقة بسبب نقص وندرة المياه الشديدة والتلوث، بدءا من البصرة وصاعداً ومن المرجح أن تواجه المزيد من المدن العراقية هذا النوع من النقص والتلوث، حيث يهدد تغير المناخ وجرف الأراضي الخضراء وتدهور النظم البيئية ونقص المياه بشكل متزايد النظم الطبيعية التي تحافظ على إمدادات المياه. لكن الطبيعة تقدم الحلول أيضًا لتجنب ان تواجه احتمال جفاف الصنابير في السنوات المقبلة.

ومن خلال حماية البيئة وزيادة الغطاء الاخضر واستعادة النظم البيئية وإدارتها بشكل مستدام داخل مستجمعات المياه الخاصة بها، يمكن للعراق تحسين نوعية المياه وكميتها بطريقة فعالة من حيث التكلفة. ويمكنها أن تجعل مصادر المياه أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ. حيث العراق يواجه تهديدا مزدوجا من تغير المناخ وتدهور الأراضي من جهة وتحكم تركيا وإيران بحصص العراق المائية من جهة أخرى.

 لأنه باستمرار تغير المناخ في رفع درجات الحرارة العالمية والتسبب في أنماط مناخية غير متوقعة. ومع ازدياد جفاف المناخ وتقلب هطول الأمطار، تصبح مصادر المياه أقل قدرة على الحفاظ على إمدادات ثابتة وتجديدها بشكل موثوق.

يعدُ جفاف الاهوار ونقص مياه خزانات السدود والمنخفضات الطبيعية وإزالة الغطاء الأخضر وتجريف الاراضي أيضًا سببًا رئيسيًا لانعدام الأمن المائي. يدعم الغطاء الاخضر إمدادات المياه وتحسنها بعدة طرق رئيسية منها تغلغل أفضل للمياه الى داخل الأرض وهذا يدعم إعادة تغذية المياه الجوفية بشكل أكثر موثوقية واتساقًا. وتآكل وتعرية أقل للترب الزراعية لان الطبقات العليا من التربة تتمتع بحماية أفضل. تخلق جذور الاشجار أيضًا أساسًا قويًا يساعد في الحفاظ على التربة في مكانها. تعمل كلتا الميزتين على تقليل تآكل التربة وتعريتها. وهذا يساعد بشكل كبير في هطول أكثر انتظامًا لان دورة المياه تعتمد على وصول المياه إلى الغلاف الجوي من خلال التبخر (عندما يتم سحب المياه من الأسطح المائية والتربة) والنتح (عندما يتم سحب المياه من أوراق النباتات والسيقان والزهور). تدعم الأشجار ” الغطاء الأخضر” كليهما في عملية “التبخر والنتح” المشتركة. وهذا يسمح بدورة مياه أكثر انتظامًا، وبالتالي هطول أمطار أكثر انتظامًا لإعادة شحن المياه الجوفية وملء مستجمعات المياه.

 اذن كيف يمكن للعراق استخدام الطبيعة لتحسين الأمن المائي؟

مع استمرار انتشار خطر نقص المياه في البلاد، يمكن للبنية التحتية الطبيعية أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الأمن المائي في العراق. وتسمى هذه الحلول أيضًا بالبنية التحتية “الخضراء”، وهي تستفيد من العمليات الطبيعية لتلبية احتياجات البنية التحتية وبناء القدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي زيادة المساحات الخضراء إلى تقليل مخاطر المناخ. ومن الممكن أن تؤدي الإدارة السليمة لموارد المياه، إلى تعزيز جودة المياه وكميتها. ومن الممكن أن تكون هذه الأنواع من الحلول الخضراء القائمة على الطبيعة مكملة للبنية الأساسية التقليدية “الرمادية” (مثل الاهوار والخزانات).

وهناك مبررات اقتصادية قوية لصالح البنية التحتية الطبيعية أيضاً. حيث ان الجمع بين البنية التحتية الطبيعية والتقليدية يمكن أن تحقق فوائد كبيرة في مجال استدامة امدادات المياه، ورغم أن أزمات المياه متكررة وليست جديدة، فإن الحاجة إلى بنية تحتية أفضل للمياه تعدُ ضرورة قصوى لأن البنية التحتية الطبيعية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تنويع مصادر المياه، وتحسين الأمن المائي في نهاية المطاف.

عن أسرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى