د. ياسين الأزهري: تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية، الامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة، والدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة.. كلها عوامل تقي من البواسر
البواسير هي واحدة من اضطرابات الشرج الأكثر شيوعا في وقتنا الحاضر لاسيما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 حتى 50 سنة، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء والبواسير عبارة عن تدلي وبزوغ الأوردة المحيطة بالشرج إلى الخارج لذلك ممكن أن نسميها أيضا بدوالي الشرج وتشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج ولمعرفة المزيد عن هذا مرض وكيف يمكن علاجه والوقاية منه نستضيف في هذا العدد من مجلة «أسرة مغربية « الدكتور ياسين الأزهري اختصاصي أمراض النساء والتوليد.
بداية كيف يمكن تفسير مرض البواسير؟
البواسير هي أوردة بارزة ومنتفخة في فتحة الشرج وفي الجزء السفلي من المستقيم، وتتكون نتيجة لمجهود أثناء عمل الأمعاء أو نتيجة لضغط شديد على هذه الأوردة، كما يحدث في فترة الحمل مثلا، ومرض البواسير هو أحد الأمراض الشائعة جدا فحتى سن الخمسين عاما يصطدم نحو نصف البالغين تقريبا بمشاكل الحكة، الشعور بعدم الراحة، والنزيف، التي من الممكن أن تشكل علامات المرض ولحسن الحظ، هنالك العديد من الطرق الناجعة لمعالجة المرض لدى غالبية الأشخاص.
ما هي أعراضه؟
تختلف أعراض البواسير الناتجة عن اختلاف موقع البواسير:
البواسير الداخلية: أعراض البواسير الموجودة داخل المستقيم لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها، وعادة لا تسبب شعورا بعدم الراحة، لكن الجهد، أو الحرق، عند عبور البراز قد يؤديا إلى جرح السطح الخارجي الدقيق من البواسير مما يسبب النزف، وأحيانا وخاصة عند بذل الجهد، قد تندفع البواسير الداخلية إلى الخارج أي إلى خارج فتحة الشرج، هذه تدعى البواسير البارزة ومن الممكن أن تسبب الألم والحكة.
البواسير الخارجية : هي الموجودة تحت الجلد حول فتحة الشرج، ومن أهم أعراض البواسير استثارتها وتهيجها ويمكن أن تسبب الحكة أو النزف وفي بعض الأحيان قد يشد الدم البواسير الخارجية ويجذبها نحو الداخل فتتكون خثرة كتلة دم متخثرة تسبب ألما شديدا، انتفاخا (تورما) والتهابا.
ما هي أسباب هذا المرض؟
تميل الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج عادة إلى الانقباض نتيجة للضغط ومن الممكن أن تنتفخ، والأوردة المنتفخة قد تنتفخ نتيجة للضغط الشديد في المنطقة السفلية من المستقيم، هذا الضغط الشديد يمكن أن ينجم عن أحد العوامل التالية:
• الجهد أثناء عمل الأمعاء.
• الجلوس المطول والمتواصل على حوض المرحاض.
• الإسهال المزمن، أو الإمساك المزمن.
• الوزن الزائد.
• الحمل.
وبالإضافة إلى ما ذكر، قد يكون أحد أسباب مرض البواسير نتيجة عامل وراثي ويزداد احتمال الإصابة بمرض البواسير مع التقدم في السن، لأن الأنسجة الداعمة لأوردة المستقيم وأوردة الشرج تضعف وتنقبض مع تقدم السن.
كيف يمكن تشخيص البواسير؟
يستطيع طبيب المستقيم والشرج تشخيص البواسير الخارجية من خلال النظر فقط أما من أجل تشخيص البواسير الداخلية فيحتاج الطبيب إلى الفحص داخل المستقيم، ونظرا لكون البواسير الداخلية غالبا لينة جدا ولا يمكن للطبيب أن يشعر بوجودها بواسطة فحص المستقيم فقط، فمن الممكن أن يفحص الطبيب الجزء السفلي من الأمعاء والمستقيم بواسطة منظار الشرج، منظار المستقيم أو منظار السيني وهذه المناظير عبارة عن أنابيب لينة ومضيئة تتيح للطبيب إمكانية النظر في داخل فتحة الشرج والمستقيم وفي بعض الأحيان من أجل التشخيص قد تكون هنالك حاجة إلى فحوصات أكثر اتساعا وشمولية لجميع أجزاء الأمعاء، بواسطة منظار القولون وتنشأ الحاجة إلى إجراء فحص تنظير القولون في الحالات التالية:
• الأعراض والعلامات تدل على وجود مرض آخر في الجهاز الهضمي.
• احتمال مرتفع لتعرض الشخص الخاضع للفحص إلى الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة «سرطان القولون».
• الشخص الخاضع للفحص فوق سن الخمسين عاما ولم يخضع لفحص تنظير القولون في السنوات العشر الأخيرة.
وكيف يمكن علاج هذا المرض وما هي أفضل طريقة للوقاية منه؟
غالبا ما يتم علاج مرض البواسير بشكل مستقل من خلال ملاءمة نمط الحياة مثلا، لكن العلاج يستدعي في بعض الحالات تناول الأدوية أو الخضوع لعملية جراحية من أجل العلاج، وإذا ما تكونت خثرة داخل البواسير الخارجية يستطيع الطبيب أن يزيلها بواسطة شق بسيط الأمر الذي يحقق تفريجا فوريا، أما إذا كان هنالك ألم ونزف دائمان ومتواصلان، فمن المرجح أن يوصي الطبيب بإجراءات أخرى جائرة بهدف العلاج في الحد الأدنى.
أما الطريقة الأفضل للوقاية هي الاهتمام بأن يكون البراز رخوا، بحيث يستطيع العبور بسهولة ومن أجل الوقاية، أو التخفيف من حدة أعراض البواسير، يفضل إتباع التدابير التالية :
• تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية.
• الإكثار من شرب السوائل.
• التفكير في إمكانية تناول ألياف غذائية كمضاف غذائي.
• الامتناع عن بذل مجهود شاق.
• الدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة (عدم كبح الحاجة).
• ممارسة الرياضة.
• الامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة.