بحضور آلاف الأشخاص ووريت الشابة الألمانية-التركية توتشه البيرق الثرى في مقبرة البلدة التي ولدت فيها، تاركة خلفها موجة كبيرة من التعاطف بعد أن ضحت بحياتها لتنقذ مراهقتين من التحرش.
احتشد آلاف الأشخاص في بلدة فيشترسباخ الصغيرة في ألمانيا اليوم الأربعاء (3 ديسمبر 2014) لتشييع جثمان الشابة الألمانية-التركية توتشه البيرق، بعد أن قتلت في هجوم عنيف إثر حمايتها لمراهقتين كانتا قد تعرضتا للتحرش. وتجمع أفراد عائلة توتشه والكثير من أصدقائها في باحة مسجد فيشترباخ لأداء صلاة الميت على الراحلة، وكان رئيس وزراء ولاية هيسن فولكر بوفيير والسفير التركي لدى برلين حسين عوني كارسلي أوغلو. وبعد الصلاة توجه المشيعون إلى مقبرة بلدة باد زودن-زالمونستر، وهي البلدة التي ولدت فيها توتشه، حيث وريت الثرى.
وفصلت أجهزة الإعاشة يوم الجمعة الماضي عن الشابة المسلمة بعد حوالي أسبوعين من تعرضها لضربة ألقتها على الأرض في ساحة انتظار للسيارات خارج أحد المطاعم الشهيرة في مدينة أوفنباخ قرب فرانكفورت. ويحتجز شاب (18 عاما) حاليا فيما يتعلق بالهجوم، ولكن لم توجه ضده أي تهم حتى الآن.
وعرضت صحيفة “بيلد” الألمانية واسعة الانتشار مطلع هذا الأسبوع لقطات التقطتها كاميرات مراقبة للحادث الذي وقع في 15 نوفمبر أظهرت رجلا يحاول إثناء آخر عن مهاجمة البيرق. وأفادت تقارير إعلامية بأن مهاجمة البيرق جاءت بعد قليل من تدخلها ضمن رواد آخرين للمطعم عندما تحرش شباب بتلميذتين في المنطقة التي توجد بها دورات مياه المطعم الذي يقدم وجبات سريعة.
وأثارت وفاة البيرق موجة من الغضب في ألمانيا، وسط مخاوف من أن شوارع الدولة لم تعد آمنة. وتعد الاعتداءات في الأماكن العامة أمر نادر نسبيا في ألمانيا مقارنة بالكثير من الدول الغربية الأخرى. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الجروح التي أصيبت بها البيرق في الرأس قد نتجت عن لكمها أم عن ارتطامها بالرصيف. وترفض الشرطة حتى الآن الكشف عن تفاصيل التحقيق.
موكب حداد حسب التقاليد الإسلامية اجتمع فيه مئات المعزين أتو لوداع توتشه. في المسجد كانت صلاة الجنازة، وبعدها تمت مراسم الدفن حضرها أفراد الأسرة المقربين.
الشابة التركية توتشه ساعدت فتاتين تعرضتا للمضايقة، ففقدت حياتها بعد أن ضربها أحد المتحرشين. جريدة إيطالية وصفتها بأنها “ملاك”، بينما تصدرت قصتها عناوين الصحافة التركية.
في يوم ميلادها الـ23، الذي تزامن مع يوم وفاتها، توافد 1500 شخصا لوداع توتشه ووضعوا الورود والشموع أمام المشفى الذي كانت ترقد فيه، بينما كان أحد الفنانين يعزف مقطوعتها الموسيقية المفضلة.
الرئيس الألماني يواخيم غاوك قدم التعازي لأسرة توتشه، بينما قال فولكر بوفير، رئيس حكومة ولاية هيسن، إنه “شيء فظيع أن يفقد المرء ابنته التي كانت في مقتبل عمرها”.
اتخذ الآلاف من شبكات التواصل الاجتماعي منبرا للتعبير عن حزنهم لوفاة توتشه. العديد منهم طالبوا على لانترنت بمنح الراحلة وسام الاستحقاق لشجاعتها.
هذا مايحصل لاخوتنا المسلمون في بلاد اوروبا التي تدعي كذباونفاقا باسم الحرية والديمقراطية وعلى المسلمون والعرب الحذر من الذهاب لتلك البلاد الا للضرورة القصوى