الخميس , نوفمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار اليوم / رحيل عبد الله باها خسارة كبيرة لـ”العدالة والتنمية” والحكومة.

رحيل عبد الله باها خسارة كبيرة لـ”العدالة والتنمية” والحكومة.

ما زالت الصدمة تخيم على الطبقة السياسية في المغرب، بعد الوفاة المفاجئة لـ “حكيم” العدالة والتنمية، عبد الله باها، الذي صدمه، أمس الأحد، قطار قرب مدينة بوزنيقة.


يمثل رحيل وزير الدولة ونائب الأمين العام للعدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحاكم) خسارة كبيرة للحزب والحكومة، لأنه كان بمثابة المساعد – الناصح  لعبد الإله بنكيران.

الصندوق الأسود
“الصندوق الأسود لرئيس الحكومة، ورفيق دربه على مدى عدة عقود في صفوف الحركة الإسلامية”.. إنه الوصف الذي يقدم به عبد الله باها، وهو ما يظهر الأهمية الكبيرة لهذا الرجل بالنسبة إلى الحزب ورئيس الحكومة، الذي كان يلازمه كظله طيلة 30 سنة.

بفقدان رجل من هذه الطينة، تصب التكهنات في اتجاه تأثر العمل الحكومي والعدالة والتنمية وأمينه العام بشكل كبير بهذا الرحيل، الذي هز الرأي العام في المغرب. وفي هذا الصدد، أكد مصطفى بابا، القيادي في الحزب، أن وفاة باها ستترك فجوة كبيرة داخل العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن الراحل كان يلعب دورا أساسيا في التوجيهات التي كان يقدمها إلى جميع قيادات الحزب وخلق التوافقات في ما بينهم.

كما إنه كان  يضيف مصطفى بابا   “المساعد الناصح للأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، وقبله سعد الدين العثماني”، مبرزا أنه “كان خير نائب للأمين العام، إذ إنه كان يوجهه وينصحه، ولا يخاف لومة لائم”.

وأضاف “من الصعب أن تجد شخصا يقوم بهذا الدور.. سنفتقده. باها يتمتع بأخلاق عالية جدا، لا تجد أحدا يختلف معه، ولا تجده يختلف مع أحد. دائما تحس بأنه يساندك، واختلافه معك يقدمه إليك على طبق من ذهب.. أي بالشكل الذي تقبله وترضاه”.

وأشار مصطفى بابا إلى أن عبد الله باها “شخص متعفف جدا. همه ليس الدنيا، بل الآخرة وحب الناس والوطن والخير للآخرين”، وزاد مفسرا: إنه “خسارة كبيرة للحزب. ومن الصعب أن نجد شخصا مثله. فبنكيران دائما يقول لنا (كلكم في كفة، وباها في كفة أخرى)”.

صدمة السياسيين
بدوره، اعتبر عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس السويسي، رحيل السياسي باها بمثابة الصدمة لكل الفاعلين السياسيين في المغرب، لاعتبارات متعددة، من بينها كونه رجل التوافقات داخل العدالة والتنمية، والرجل الذي كان في الكثير من الأحيان ينوب عن رئيس الحكومة، سواء في أنشطة رسمية أو غير رسمية مع الفاعلين الآخرين.

وأضاف عبد العزيز قراقي،  “بطبيعة الحال، اختفاء رجل من هذا الحجم يترك آثارا متعددة، معظمها سيكون نفسيا أكثر من أي شيء آخر”.

مكانته الحزبية
أما على المستوى الحزبي، فإن إشعاعه، يوضح الباحث السياسي، سيظل ماثلا لمدة طويلة، مبرزا أنه “يصعب تعويض باها داخل العدالة والتنمية، لخصاله وحكمته، ولكونه، من جهة، صاحب الحزب منذ أن كان خلية صغيرة إلى أن أصبح مكونا سياسيا يقود الغالبية الحكومية، ومن جهة أخرى، كان يشكل المستشار الخاص لزعيم العدالة والتنمية بنكيران”.

غير أنه في الوقت نفسه، يوضح قراقي، “لم يكن بعيدا عن القيادات الأخرى، سواء تعلق الأمر بعبد الكريم الخطيب أو سعد العثماني أو غيرهما”، موضحا أنه “ليس من السهل أن يتبوأ رجل في حزب مثل العدالة والتنمية منصب نائب الأمين العام. فباها من الشخصيات التي تحظى بالإجماع داخل البيجيدي”.

خسارة للحكومة
في ما يخص الجانب الحكومي، فإن فقدان رجل يقبل به الجميع ومحاور بارع ومنصت كبير للآخر وموفق بين الآراء ويملك قدرة كبيرة على تقريب وجهات النظر، يشرح قراقي، “قد يترك لبعض الوقت آثاره البينة، ولكن هناك في محيط رئيس الحكومة اليوم بعض القيادات السياسية التي تنتمي إلى العدالة والتنمية، والتي يمكنها أن تقوم ببعض هذه الأدوار التي كان يقوم بها الراحل”.

وأضاف “بالرغم من أن هذه الخسارة تعتبر فظيعة بالنسبة إلى النخبة السياسية المغربية، فإن ذلك لن يؤثر كثيرا على العمل الحكومي وعلى تدبير الملفات التي تحظى بأولوية كبيرة”. وختم تصريحه بالقول: “بفقدان باها، نكون أمام اختفاء أحد فضلاء السياسة في المغرب”.

التحقيق مستمر
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أعلن أن التحريات الأولية الجارية بشأن وفاة وزير الدولة عبد الله باها أفضت إلى أن الراحل كان في صدد عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام أثناء مرور القطار رقم 45 المتجه نحو مدينة الرباط.

وأشار بلاغ للوكيل العام للملك، الاثنين، إلى أن سائق القطار استعمل الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذير الفقيد، الذي حاول الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار أدركه، ورمى بجثته على بعد أمتار عدة من خط السكة الحديدية.

وأضاف أن الحادث وقع مساء يوم الأحد 7  (ديسمبر) 2014 في النقطة الكيلومترية عدد 50 و600 من خط السكة الحديدية الرابط بين الدار البيضاء والرباط، مشيرا إلى أن مكان الحادث يقع على بعد أمتار قليلة من القنطرة التي توفي فيها، يوم 9 من الشهر الماضي، النائب البرلماني الراحل أحمد الزايدي. وأكد البلاغ أن الأبحاث لا تزال جارية في الموضوع.

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى