نصب مان هارون مؤنس، الذي احتجز الرهائن في مقهى في سيدني لمدة 16 ساعة، نصب نفسه رجل دين، وأدرج صفحة له على موقع ويكيبيديا، غير أن ماضيه لم ينصف ما حاول إخفاءه، إذ تبين أنه اعتقل وأفرج عنه بكفالة، بقضية مقتل زوجته، وكذلك أدين بالاعتداء على امرأة أخرى، وممارسة الخداع تحت ستار العلاج الروحاني، وهو مولود في إيران، وهاجر في منتصف التسعينات إلى أستراليا، ويبلغ من العمر 50 عاما.
ذكرت وسائل الإعلام أن محتجز الرهائن في المقهى، الواقع في قلب مدينة سيدني، قبل أن يقتل برصاص الشرطة، هو مان هارون مؤنس، الذي تسبب في اغلاق وسط اكبر مدينة في استراليا، ورفع علما كتبت عليه الشهادتان، اثناء احتجازه 17 شخصا في مقهى “لينت”. وكان مؤنس جاء إلى استراليا كلاجئ في العام 1996.
ادين مؤنس بارسال رسائل مسيئة الى عائلات الجنود الاستراليين القتلى، وخرج بكفالة بعد توجيه تهم التآمر اليه في قتل زوجته السابقة وحادث اعتداء جنسي، بحسب ما ذكر العديد من وسائل الاعلام الاسترالية.
غير مذهبه
عرض مؤنس على صفحته الشخصية على الانترنت، التي تم اقفالها ليل الاثنين ، صورًا لأطفال عرب قتلى، كتبت عليها عبارة “هذا دليل على ارهاب اميركا وحلفائها بمن فيهم أستراليا. وهذه نتيجة ضرباتهم الجوية”. تحول مؤنس من المذهب الشيعي الى المذهب السني، طبقا لموقعه على الانترنت. ويعتبر تنظيم “الدولة الاسلامية” الجماعات الجهادية الشيعة كفارا.
وقال مؤنس على موقعه “لقد كنت رافضيا، ولكنني لم أعد كذلك. الآن أنا مسلم، والحمد لله”. وعلى موقعه، يقول مان هارون مؤنس، الذي يطلق على نفسه اسم الشيخ هارون، ان اطفاله “اخذتهم الحكومة الاسترالية”، وانه لا يسمح له بالاتصال بهم. وكان مؤنس أفرج عنه بكفالة في العديد من التهم، من بينها 22 تهمة اعتداء جنسي خطيرة، و14 تهمة اعتداء خادش للحياء، طبقا لوكالة اسوشييتد برس الاسترالية.
كما وجهت اليه 40 تهمة اخرى تتعلق بعمله كـ”معالج روحي” في اكتوبر، كما انه مفرج عنه بكفالة بتهمة التآمر في جريمة قتل. وذكرت صحيفة “سيدني مورننغ هيرالد” انه قبل ايام من عملية الاثنين، خسر مؤنس محاولة لاسقاط التهم عنه بتهمة ارسال الرسائل المسيئة.
وعرضت مجلة “بزنس انسايدر” صورة لمؤنس قالت انها من صفحته على فايسبوك تظهره وفي يديه سلاسل، ويحمل لافتة كتب عليها “لقد تعرضت للتعذيب في السجن بسبب رسائلي السياسية”. وقال مؤنس إن الجرائم التي اتهم فيها في السابق كانت محاولات لتشويه سمعته. واكد: “هذه القضايا هي في الحقيقة قضايا سياسية ضد هذا الناشط المسلم، وليست جرائم جنائية حقيقية”.
تحديث ويكيبيديا
وفي آخر تحديث لصفحة مؤنس على ويكيبيديا، يعرف عن “الإرهابي” المنفرد بأنه رجل دين شيعي ادعى من على موقعه الرسمي (الذي تم غلقه) أنه تغير إلى أهل السنة والجماعة في شهر ديسمبر 2014 قبل حادث احتجاز الرهائن بأيام (بحسب صحف the Guardian BBC، وNew York Times) أسترالي أصله من إيران من مدينة بروجرد.
ولد باسم محمد حسن في منطقة (بروجردي) في إيران، حيث يقال إنه كان يحمل درجة آية الله (درجة دينية عند الشيعة)، وأدى تفسيره الليبرالي للإسلام إلى احتجاز زوجته وأولاده. هرب من إيران إلى أستراليا في عام 1996 كلاجئ، وغير اسمه إلى مان هارون مونيس. في يوم 16 ديسمبر عام 2014، ذكر هارون في تقارير وسائل الإعلام باعتباره الشخص الذي نفذ عملية احتجاز الرهائن في مقهى ليندت في سيدني. وفي 14 مارس عام 2014، ألقي القبض على هارون ووجهت إليه تهمة الاعتداء الجنسي والتصرف غير المحتشم بشابة ذهبت إليه بغرض الاستشارة، في نيو ساوث ويلز، بغرض “الشفاء الروحي”، بعدما رأت اعلانا في صحيفة محلية. ادعى هارون أنه كان خبيرا في “علم التنجيم، والأعداد، والتأمل والسحر الاسود”.
مضطهد كأسانج!
وقارن نفسه على موقعه على الانترنت بمؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج، وقال انهما ناشطان يواجهان حملات تشويه تدعمها الحكومات. وذكر أنه خبير في علم الفلك وعلم الارقام والتأمل والسحر الاسود وغيرها، بحسب تقارير الاعلام. وقبل اقتحام المقهى، تردد أن مؤنس طلب علم تنظيم “الدولة الاسلامية” واجراء مكالمة مع رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت.
الا ان الشرطة والمحامي السابق لمؤنس ماني كونديتسيس طمأنوا الاستراليين الى أن مؤنس لم يكن يعمل مع منظمة ارهابية. وصرح كونديتسيس لتلفزيون ايه بي سي “هذا عمل فردي عشوائي.. وهو ليس عملا ارهابيا منظما. انه شخص مضطرب فعل شيئا مشينا”.
وكانت استراليا التي تشارك الى جانب الولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، رفعت في سبتمبر مستوى الانذار من الخطر الارهابي الى حال الانذار القصوى، ولا سيما حيال خطر المقاتلين الجهاديين العائدين من القتال في سوريا والعراق.