رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لوم تركيا بعد أن دخلت المشتبه في تورطها في هجمات باريس الأسبوع الماضي سوريا عبر تركيا قبل وقوع الهجمات. وتواجه تركيا اتهامات عدد من حلفائها بغض الطرف عن المتطرفين الإسلاميين.
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم (الاثنين 12 يناير 2015) في مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن السلطات التركية يلزمها أولا معلومات مخباراتية لمنع دخول مسافرين مشتبه بهم. وتابع أن تركيا رحلت من قبل ما بين 1500 وألفي أجنبي لأن أسماءهم مدرجة في القائمة السوداء التي قدمتها وكالات مخابرات أجنبية. وأضاف أن حياة بومدين، رفيقة احد محتجزي الرهائن الذي قتلته الشرطة الجمعة في باريس والمطلوبة في فرنسا، دخلت سوريا في الثامن من يناير عبر تركيا.
وقال الوزير لوكالة الأناضول الرسمية أن بومدين “عبرت إلى سوريا في الثامن من يناير”. وكان مصدر امني تركي أفاد أن رفيقة احمدي كوليبالي، احد الإسلاميين المسلحين الثلاثة الذي قتل الجمعة اثر عملية احتجاز رهائن دامية في متجر أغذية يهودي في ضاحية باريس, وصلت إلى تركيا في الثاني من يناير وتوجهت بعدها إلى سوريا على الأرجح. وأكد اوغلو “لقد وصلت إلى تركيا في الثاني من يناير قادمة من مدريد وهناك صور لها في المطار”.
وأضاف “بعد ذلك، أقامت مع شخص آخر في أحد فنادق حي كاديكوي (ضفة اسطنبول الأسيوية) ثم انتقلت إلى سوريا في الثامن من يناير وبياناتها الهاتفية تثبت ذلك”. وأوضح المصدر الأمني التركي السبت ردا على أسئلة أن المرأة كانت تحمل تذكرة ذهاب وإياب من مدريد إلى باريس. وتأكيدا على ما قاله المصدر كتبت صحيفة “يني شفق” القريبة من الحكومة الاثنين إن حياة بومدين توجهت فيما بعد إلى مدينة شانلي اورفه (جنوب شرق) قرب الحدود السورية. وتابعت الصحيفة إنها دخلت إلى سوريا من معبر اكجاكالي أحد نقاط العبور الاعتيادية للأجانب الراغبين بالانضمام إلى تنظيمات متطرفة مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبحسب الصحيفة فإن أجهزة الاستخبارات التركية تعرفت إلى الرجل الذي أقام معها في تركيا على أنه مهدي صبري بلحسين وهو مواطن فرنسي عمره 23 عاما. وبومدين مطلوبة لدى الشرطة الفرنسية لتحديد دورها المحتمل في الهجوم الذي شنه كوليبالي في مونروج بجنوب باريس حيث قتل شرطية بالرصاص، ولمعرفة ما إذا قدمت أي مساعدة خلال عملية احتجاز الرهائن الذين قتل أربعة منهم في المتجر اليهودي في فانسان عند أطراف باريس الجمعة.
وتشير معلومات السلطات التركية إلى أن بومدين البالغة من العمر 26 عاما لم تكن موجودة في فرنسا عند تنفيذ كوليبالي العمليتين. وردد الوزير التركي الأحد أن بلاده “تقاسمت هذه المعلومات مع فرنسا قبل أن تطلب منا ذلك حتى” مضيفا ” قلنا لهم إن “الشخص الذي تبحثون عنه هنا، أقامت هنا ودخلت سوريا بطريقة غير شرعية”. وأخذت الأجهزة الفرنسية مرارا في الآونة الأخيرة على الاستخبارات التركية عدم تعاونها في مكافحة الشبكات الجهادية التي سمحت لآلاف المقاتلين الأوروبيين بالالتحاق بسوريا عبر الأراضي التركية.
وتواجه تركيا اتهامات عدد من حلفائها بغض الطرف منذ فترة طويلة عن بعض المتطرفين الأكثر راديكالية بل حتى بدعمهم وفي طليعتهم عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين يحاربون نظام الرئيس السوري بشار الأسد عدو أنقرة اللدود. وينفي النظام التركي هذه الاتهامات وأكد مؤخرا تشديد المراقبة على الحدود لرصد الراغبين في الانضمام إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة القادمين من الخارج.