أعلنت مجلة “المكان الآخر” البريطانية عن اختيار أسطوانة الموسيقار العراقي أحمد مختار ضمن أفضل خمس أسطوانات لشهر حزيران، حيث اعتبر الناقد غراهام ريد أن المثير للإهتمام أن عنوان “اصابع بابلية” يأتي كثاني قطعة في الأسطوانة التي شعارها “موسيقى من العراق”. وأضاف: في الحقيقة على الرغم من أن الخصوصية الجغرافية تعمل على نحو أفضل كمستقطب للعراق لأن غالبية الناس هذه الأيام لا يعرفون إلا القليل عن أصوات موسيقى تلك المنطقة، علما أنهم بخلاف ذلك قد سمعوا أصوات القنابل ومجموعة من الإنفجارات الأميركية، وحتى مع أفلام هوليوود يتفاعلون ويتأثرون بطرق متعددة بلا أدنى شك. وأكمل: أستاذ العود والمؤلف الموسيقي البغدادي المولد والذي يقيم في لندن أحمد مختار قد فعل الكثير للحفاظ على الموسيقى العراقية وتقديمها إلى الوعي وذائقة الجماهير في بلدان العالم. ولكن إذا كان عنوان الألبوم قد يوحي بالموسيقى التراثية إن لم يكن يوحي بالموسيقى البابلية التاريخية القديمة، فمؤلفاته لا توحي بذلك. حيث يفتتح الأسطوانة بمقطوعة “جاز عراقي” فيتأرجح العود مع الساكسفون وآلة الكونترباص ومن ثم مقطوعة “بلوز العود” حيث نقرات الأصابع اللامعة، وثم تجسيد مقطوعة لـ”أغنية حب”، وهي من أربعينات الموسيقى العراقية، لذلك يعتبر مختار الموصل بين الماضي والحاضر وأيضا بين الوطن والمهجر. وأضاف: تبقى مؤلفات مختار ترتكز على تقاليد عريقة وإرث عراقي كبير من الموسيقى. فمقطوعة سماعي الناعسة في مسارها اللحني أوتار العود وضربات أصابعه تبدو أحيانا أشبه باللون الغربي في العصر الإليزابيثي الذي كان عبارة عن استحضار لصور من عالم متناهي الدقة في الجمال. يأخذ مختار أيضا المستمعين إلى “أزقة المدينة القديمة”. ومع مقطوعة “نوروز” يستكشف ترابط الإيقاع مع الموسيقى الذي تمتاز به آسيا الوسطى عموما والشرق الأوسط. ونمر من خلال كل هذا برحلة رائعة من المناظر الموسيقية الطبيعية الخلابة أكثر مما قد نشاهده على شاشة السينما، وكما في الشوارع الجانبية الضيقة من تلك الأحياء، وكأن مختار يقول في مؤلفاته هناك عندنا فنانين حقيقيين وليسوا أناسا يسكن القتل والموت عقولهم.