ماذا سيفعل أطفالنا في هذه العطلة الصيفية الطويلة؟ سؤال يتردد في أذهان الكثير من الأمهات والآباء، حيث تتحول العطلة إلى صداع دائم في رؤوسهم، لذا يجب أن تعودي طفلك على القراءة أو تعلم لغة أخرى، وتتقاسمي معه اختيار الأنشطة التي يحبها.. هنا نقدم لك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك على شغل فراغ أطفالك في عطلة الصيف بشكل مفيد…
1 – القراءة
العطلة الصيفية فرصة ذهبية لغرس مفهوم القراءة، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يقرأون في عطلة الصيف ينعكس ذلك على أدائهم الدراسي بعد العودة إلى المدارس، فالتحدي الذي تواجهينه هو أن التلفزيون والحاسوب وألعاب الفيديو تبدو لدى الطفل أكثر إثارة من القراءة، لذا تقع عليك مسؤولية انتقاء مجموعة من الكتب والمجلات التي تجعل من القراءة متعة له، ولا تشعره بالملل، كما يمكن أن تشكل زيارة المكتبات العامة في العطلة رحلة شيقة له، خاصة أن العديد من المكتبات العامة تستغل العطلة لعمل عدد من الأنشطة الثقافية والفنية، بالإضافة إلى أن العطلة الصيفية فرصة لتحثي فيها طفلك على تكوين مكتبته الخاصة الصغيرة في غرفته.
2 – شاركي طفلك في الأماكن التي ستذهبين إليها
أولا، يجب التخطيط للأماكن التي سيزورها الطفل معك، لذا يجب أن لا تنفردي لوحدك بالتخطيط، فمن المهم أن يشارك طفلك في الأمر، فهو المعني بالأمر أولا وأخيرا..
3 – حددي له ميزانية
خلال قضاء طفلك للعطلة الصيفية فإنه سيحتاج إلى المال، لكن يجب ألا نترك له الحبل على الجرار ليحدد ميزانيته وألا يتعدى حدودها، واحرصي على أن يكون طفلك واعيا بأنه يمكن أن يقوم بالكثير من الأنشطة الترفيهية خلال العطلة بميزانية محدودة.
4 – الأنشطة الفنية والرياضية
الكثير من الأطفال يمتلكون موهبة فنية فريدة كالرسم والتصوير أو الرياضة مثل كرة القدم والسباحة، لكن ضيق الوقت خلال أيام الدراسة لا يعطي الأسرة الفرصة لتطوير هذه الموهبة، لذا عليك عزيزتي أن تبحثي له عن ناد للاشتراك به مع بداية العطلة.
5 – الأفلام
كثير من الأسر تمنع الطفل من مشاهدة التلفزيون أيام الدراسة، لكن في العطلة ليوجد مبرر من منع الطفل من المشاهدة، وبدلا من تركه يشاهد كل ما يفرض عليه من قنوات التلفزيون تعرفي على أدلة برامج هذه القنوات المتوافرة بالأسواق وانتقي مجموعة من البرامج الهادفة التي يمكن أن تعلمه بعض المهارات والقيم.
6 – الكتابة
على غرار القراءة يمكن أن تستغلي العطلة لتطوير مهارات الكتابة لديه، اصطحبيه إلى أحد متاجر بيع الأدوات المكتبية واطلبي منه أن ينتقي مجموعة من الأوراق الملونة ومجموعة متنوعة من الأقلام ثم شجعيه على أن يكتب قصة أو فكرة ثم تلخيصا لها.
7 – المطبخ
لا تسمح غالبية الأمهات لأطفالهن بدخول المطبخ في أيام الدراسة، لذلك تكون العطلة فرصة طيبة لشغل وقت فراغ طفلك وقضاء وقت ممتع، وفي نفس الوقت تعليمه الكثير من المهارات والقيم بالإضافة إلى مشاركته في إعداد الوصفات التي يحبها، فإنه من خلال وجوده معك بالمطبخ يمكن أن يتعلم كيفية استخدام أدوات الطهي ويمكنك تزويده بالمعلومات حول المقادير والأوزان، وكذا تعريفه بالمعلومة الغذائية.
8 – الألعاب
ما إن تبدأ العطلة الصيفية حتى تلبي الأسرة كل طلبات الطفل المتعلقة بشراء الألعاب، وعلى رأسها ألعاب الفيديو، لكن ما عليك معرفته هو أن لهذه الألعاب تأثير سلبي على الطفل بما تحمله من جرعة زائدة من العنف الدموي، لكن في نفس الوقت فإن بعضها يمكن أن يكون له دور تربوي تعليمي لتساهم في تنمية ذكاء الطفل وخياله وتزويده بمهارات حل المشكلات بنفسه، المهم هو كيفية اختيار الأنسب.
9 – الدورات التعليمية
لا يوجد أفضل من العطلة الصيفية لكي يلتحق خلالها الطفل بإحدى الدورات التعليمية لإتقان لغة أو مهارة جديدة، فالكثير من المؤسسات العامة والخاصة تضم العديد من الدورات في مجالات متعددة للأطفال، فأنت من يعرف الجوانب التي يحتاج فيها طفلك للتطوير أو تلك التي يتميز فيها، اجلسي معه وضعي أمامه مجموعة من الخيارات ودعيه يشارك فيما يريد أثناء العطلة.
لحماية طفلك.. أخطار عليك تجنبها
بالنسبة للأهل، تبدو العطلة الصيفية مدخلا ملائما لتنفيذ الرؤى التربوية المتعلقة بتنمية مهارات الطفل وتدريبه وفق المنهج الخاص الذي يتبناه المربي في العائلة، ليتمكن من اكتساب معارف وخبرات ضرورية قد يكون من الصعب تأمينها خلال فترة الدراسة في المدرسة. تلك الأهمية المرهفة التي تتمتع بها العطلة الصيفية عند الطفل نفسه وعند الأهل، تحدونا لتلمس بعض الأخطار النوعية التي تحدق بالطفل وبتطوره النفسي والفكري والحركي والتي أصبحت شائعة في السنين الأخيرة، وأصبحت تهدد الطفل وبشكل غير مباشر لا يمكننا من إدراك تأثيرها النوعي الذي يتسلل إلى الطفل خلسة ويقود في نهاية الأمر إلى عواقب سيئة، أهمها سوء الأداء الذكائي والنفسي عند الطفل، وسوء التواصل الاجتماعي مع الوسط المحيط، من تلك الأخطار:
1 – المتابعة المفرطة للتلفاز
تكمن الخطورة هنا في مجموعة من العناصر، أولها هو الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل في متابعة التلفاز، والذي يشكل عائقا تجاه تعلمه لشروط التعامل والاندماج مع الوسط المحيط به، أي أن نقص الوقت الذي يقضيه الطفل في التماس مع المحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه يعود عليه بنقص الخبرات التي يجب أن يراكمها في المراحل الأولى لحياته، والتي تعتبر ذخيرة للمستقبل الذي يتطلب من الطفل الاندماج بالوسط المحيط به والتفاعل معه، وامتلاك الخبرات الضرورية التي من الصعب اكتسابها لاحقا في الأعمار المتقدمة، لكون البنية الأساسية للمكونات الأولية للشخصية قد تكونت وتآلفت فيما بينها وأصبح من الصعب توليفها مع معطيات جديدة.
2 – المتابعة المفرطة للألعاب الحاسوبية الإلكترونية
قد تكون هذه القضية من أهم عناصر الخطورة التي يمكن أن تهدد تطور الطفل النفسي والحركي، وذلك يكون من خلال أنها تنطوي وبشكل شبه متطابق مع جميع الأخطار المتعلقة بالمتابعة المطولة للتلفاز، هذا بالإضافة إلى خطر مهم وهو إمكانية حدوث ما يدعى صرع الألعاب الحاسوبية عند الأطفال، الذي ينجم عن التفعيل الشديد والمطول لبؤرة السيطرة العضلية الحركية مع بؤرة الاستقبال البصري في الدماغ، وإهمال كل الوظائف الأخرى للنسيج القشري الدماغي، وهذا ما يلاحظ من خلال اندماج الطفل المطلق باللعبة الحاسوبية، وإهمال الوسط المحيط به بشكل كلي تقريبا لصالح تركيزه فقط على اللعبة الحاسوبية، ويقود ذلك في نهاية الأمر، وعند تكرر العملية لفترة طويلة، إلى حدوث تغيرات بنيوية ضمن بنية هذه الخلايا المسؤولة عن التنسيق العضلي الحركي المتعلق باللعبة الحاسوبية، ويؤدي بالنتيجة إلى وجود بؤرة تفعيل كهربائي زائد تكون نقطة الانطلاق لإصابة الطفل بما يدعى الصرع المتعلق بالألعاب الحاسوبية والذي يتجلى بإصابة الطفل بنوبة حركية ـ حسية تشابه نموذج داء الصرع المألوف، وتتزايد إمكانية الإصابة بهذا النموذج من الصرع في حال وجود استعداد وراثي لدى الطفل من خلال استعداد عائلي معروف للإصابة بداء الصرع..