في هذا الحوار مع الفنانة التشكيلية سمية الإدريسي العلمي، نستدرج ريشتها إلى حوار الأحلام الوردية، ونحرض المفاهيم والأفكار والقناعات لديها لنكتشف كنه لوحاتها التي غيبت العالم الذكوري لتخلق مملكة مؤنثة الشخوص والمعالم والأشياء… ولنستقرئ ملامح رؤى الغد في مطاوي الحاضر في إبداعاتها، نسألها، نحاورها، فتجيبنا..
بداية، من أنت وماذا ولمن ترسمين، وما هي ميزة رسوماتك وكيف تنظرين لشخصيتك الفنية؟
سمية الإدريسي العلمي (سوزان)، فنانة تشكيلية مهوسة بالجمال الفني، لي رؤية خاصة أحاول من خلالها التعبير عن كل ما يحيط بي بصدق مشاعري وبأفق تجربة تتراكم بمحاكاتي لهذه الحياة، كانت بداياتي الأولى في التشكيل منذ إحساسي بأنني أنثى، أخذت حينها أقلد الأشياء وأتشخص المواقف، فتمتزج الألوان بكل القضايا المرتبطة بي، فما إن أنتهي من لوحة إلا وأبدأ أخرى إلى أن وجدت نفسي أشتغل باحتراف وبمهنية كبيرة.
حدثينا عن عرضك التشكيلي الأخير «Femmes X modernité»؟
بخصوص تنظيم معرضي الأخير «المرأة والحداثة» يأتي بعد تراكم العديد من معارض الخاصة التي تفوق الخمسين داخل وخارج المغرب، و قد اخترت عنوان هذا الأخير بالمرأة والحداثة، لأن كل لوحاته خاصة بالمرأة من منضدة حداتي ومعارض.
نلاحظ أن جل إبداعاتك تتمركز حول المرأة، لماذا؟
تمركز إبداعاتي حول المرأة، ناتج عن إيماني الراسخ بأن هذه المرأة هي الأساس في المجتمع، لأنها تقوم بمهام كثيرة وذات أهمية في التنمية وفي الحياة، وكلما أعطيت الفرصة للمرأة للاندماج وتحمل للمسؤولية، كلما اخترنا الزمن وربينا رهان التطور والنماء، لذلك كانت كل لوحاتي تتخذ عدة أشكال له المرأة حتى الحركة الذؤوبة والنشاط المتواصل والنظر إلى أفق منفتح ومتجدد، فهي في الحقل وفي العلم، كما هي تحب وتبحث عن لحظة للتعايش. وكلما أعرض لوحاتي أتلقى من جمهوري وبعض النقاد الكثير من الأسئلة المهمة حلوة المرأة والتي استثمر بعضها لتكون مصدرا للتخييل والإبداع والنتيجة هي الزيادة في إنتاج لوحات تتناول المرأة من زوايا أخرى.
بجانب كونك فنانة تشكيلية أنت أيضا مهندسة ديكور، كيف توفقين بينهما؟
صحيح أنني مهندسة الديكور، وهذا عمل إضافي آخر له عوالمه الخاصة، بحيث أصبح يأخذ كل أوقاتي ويؤثر على برنامجي، لصناعة وإبداع الديكور يختلف باختلاف الأمكنة والفضاءات بل وحتى العقليات والثقافات ومن هنا يكون الإبداع في فن الديكور، ويتطلب وقتا إضافيا بحكم عوالمه المختلفة، من هنا بدأ العلم في إنتاج تجارب للترتيب الفضائي يأخذ أكبر حيز من وقتي وأثر بشكل كبير على سوزان التشكيلية، مما جعل الوقت ضيقا أكثر.
لماذا يضع الفنان مبلغا للوحة فنية ما بينما تكلفة اللوحة أحيانا لا تتجاوز عشرات الدراهم، وهي قيمة الورق والألوان فقط؟
بخصوص ثمن اللوحات فهي تختلف باختلاف الفنان وتاريخه وإبداعه، وبما أن الفنانين مختلفون فمن الطبيعي أن تكون أثمنة اللوحة مختلفة، هذا بالإضافة إلى أن الخيال والإبداع ليس له ثمن.
الفنانة التشكيلية المغربية هل وصلت إلى المكانة التي تليق بها؟
أعتقد أن الفن التشكيلي يتبوأ أسفل المدارس وأدنى الرتب مقارنة مع الفنون الأخرى كالسينما والمسرح والغناء.. ولعل السبب في ذلك راجع إلى غياب الثقافة التشكيلية في مجتمعنا العربي بشكل عام والمغربي بشكل خاص، ولذلك يمكننا أن نقر على أننا نحتاج إلى كثير من الوقت لكي يصبح للتشكيل دور فاعل في المجتمع، وأول الخطوات في هذه الثقافة التشكيلية تبدأ من التعليم الفني داخل المؤسسات التعليمية، فعلى الدولة أن تساهم في الرفع من قيمة الفن التشكيلي لأن صناعة الإنسان تبدأ بالفن واستثماره في الحياة.
كفنانة تشكيلية، ماذا قدمت للفن التشكيلي المغربي؟
أعتقد أنني قدمت الكثير للفن التشكيلي، ذلك أنني كنت في كثير من المرات حين أشارك في معارض فنية خارج المغرب كنت خير سفيرة لبلدي، فإنا أعطي دون أن آخذ.. وهذا هو سبب نجاحي كفنانة تشكيلية، هذا بالإضافة إلى أنني أشتغل في كل تجاربي بجد وصدق، فتكون لوحاتي خير تعبير لهذه المشاعر.
كلمة أخيرة لقراء «أسرة مغربية»
أشكر مجلة «أسرة مغربية»، ومن خلالها أشكركم أنتم على هذا الحوار الذي يسلط الأضواء على مسيرتي التشكيلية وعلى تصوري للعمل التشكيلي، وأعتز كثيرا بمجلتكم لأن مشروعها الإعلامي مثل مشروعي التشكيلي الذي يهتم بالمرأة على الخصوص.