تقيم مصر يوم 9 أكتوبر الجاري احتفالا عالميا بمناسبة مرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية، حيث أنشيء أول برلمان مصري منتخب، وهو مجلس شورى النواب، في 22 أكتوبر عام 1866 في عهد الخديوي إسماعيل، ويحضر الاحتفال الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وممثلي مجالس النواب على مستوى العالم، ورئيس البرلمان الأفريقي، ورئيس البرلمان العربي، وسكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي وشخصيات برلمانية دولية أخرى.
وأشار محمد فتوح مصطفى رئيس المكتب الاعلامي المصري بالرباط، ان هذه المناسبة تعكس عراقة التجربة النيابية المصرية، حيث تعد مصر اول دولة عربية وافريقية شكلت برلمانا منتخبا، والخامسة على مستوى العالم بعد كلا من بريطانيا وفرنسا واليونان والولايات المتحدة، وكان مجلس شورى النواب يتكون من 75 عضوا منتخبا، وأخذت لائحة تأسيسه ونظامه الكثير من اللوائح البرلمانية التى كان معمولا بها فى أوروبا وقتها.
وأضاف أن مصر عرفت الحياة النيابية قبل ذلك الوقت بنحو أربعين عاما، بإنشاء مجالس شبه منتخبة، ومنها: “المجلس العالى”، الذي أنشأه محمد على باشا عام 1824، وكان أول مجلس تمثيلى يختار معظم أعضائه بالانتخاب، حيث كان يتكون من نظار الدواوين ورؤساء المصالح واثنين من الأعيان في كل مديرية ينتخبهم الأهالى، واثنين من العلماء يختارهما شيخ الأزهر، واثنين من التجار يختارهما كبير تجار العاصمة، إضافة الى “مجلس المشورة”، الذي تأسس عام 1829 وكان يتألف من 156 عضوا من كبار موظفى الحكومة والعلماء والأعيان برئاسة إبراهيم باشا، يتم انتخاب 99 عضوا منهم، وكان هذا المجلس ينعقد لاستشارته فى مسائل التعليم والإدارة والأشغال العمومية.
وأكد أن احتفال مصر بهذه المناسبة هو رسالة واضحة تعزز ثقة المصريين في قدرة وطنهم على صياغة المشروع الوطني في الديمقراطية والتنمية؛ بالاستناد على قدراته الذاتية؛ كبلد صاحب تاريخ وحضارة ويمتلك مقدرات راسخة وتعددية سياسية ومؤسسات دستورية وقضائية عريقة وصناعة إعلامية متطورة واقتصاد متنوع، والتي مكنت مصر من تنفيذ خطة الانتقال الديمقراطي بعد ثورة 30 يونيو؛ وتم في إطارها إصدار دستور جديد؛ وانتخاب رئيس للجمهورية؛ ثم انتخاب برلمان جديد وهو “مجلس النواب”، به تمثيلا غير مسبوق للمرأة والشباب والإخوة المسيحيين.