منذ نعومة أضافره وهو يرى الكاميرا أمامه، فتأثر بها وما أن بلغ صباه حتى
أشتد عوده وأخذ يجرب بنفسه ممارسا هذه الهواية ومتعلقا بها حتى أصبح يافعا فبحث عن التطوير.. التطوير الذي ليس له حدود جغرافية من أجل التزود بما عشقه في فنون التصوير وابتكار الأساليب المتنوعة حتى أصبح من المشجعين لهذه الهواية التي هي مهنته ولا زال الأمل يحوده لتطويرها أكثر فأكثر .
مصور مبدع بأعماله وأفكاره، وفنان فوتوغرافي عشقت أنامله مداعبة الكاميرا ليلتقط أجمل الصور وأروعها والتي أظهرت لنا في زواياها الكفاءة والإبداع، سجله حافل بالمشاركات، حقق شهرة واسعة في مواقع الانترنت.. هو محمد حسين.. مصور فوتوغرافي محترف، رغم صغر سنه إلا أنه يعتبر من المصورين الأكثر نشاطا، فرصيده مليء بالأعمال الناجحة. في هذا الحوار يحكي محمد حسين ل”أسرة مغربية” عن بداياته وطموحه والفرق بين التصوير الصحفي والفوتوغرافي وأشياء أخرى..
عبد الله عمر- فلسطين
كيف بدأت علاقتك بالتصوير؟
كانت البداية في مجال التصوير بالصدفة، فقد كنت أحب التصوير وأستمتع في التقاط الصور للمناظر الطبيعية أو الصور العامة للناس والأشخاص في المناسبات، وكانت صوري تلاقي إعجاب من يشاهدها بالرغم أني كنت أستخدم كاميرات عادية وبسيطة، بدايتي الحقيقية بدأت عندما أهداني صديق لي آمن بموهبتي وحثني على الاستمرار كاميرا فوتوغرافية، عندها بدأت أرى التصوير بطريقة مختلفة ومهنية أكثر لتوفر الإمكانيات حتى لو كانت بسيطة إلا أني ثابرت وتعبت حتى التميز والوصول إلى مستوى مهني في مجال التصوير. وسعيت وما زلت أسعى إلى تطوير مهاراتي لتوازي المصورين العالميين في الأفكار والمضمون مع الفارق الكبير في المعدات، لكن ما دامت ملكة الموهبة موجودة أستطيع الوصول إلى ما أريد، كما أني أصقل موهبتي من خلال التدريب والدورات وشبكة الأنترنت واليوتيوب. وأخذت أيضا أطور من نفسي من خلال التعلم والتدريب ومواكبة كل حديث في عالم التصوير ومتابعة المصورين العالميين والاستفادة من تجربتهم وخبراتهم.
بمن تأثرت في هذا المجال؟
هناك العديد من المصورين العالميين الذين كانوا محل اهتمام وإلهام لي، وبما حملوه من إبداع في صورهم التي كانت تحمل ذاك البريق الخاص الذي يظهر متجليا بين ملامح الصورة وصاحبها والذين أعمل على مواكبتهم، أمثال المصور اللبناني العالمي سعيد محمد، والمصور ويلسون جونليس.. والعديد من المصورين العالميين.
أول كاميرا اقتنيتها ما نوعها، و ما هو نوع الكاميرا الحالية؟
أول كاميرا قمت باقتنائها هي كاميرا غير احترافية من نوع canon400d ، وأما الكاميرا الحالية هي من الكاميرات الاحترافية الأكثر حداثة canon 5 مارك 3.
التصوير له مجالات واسعة، أي المجالات ترى نفسك فيها؟
التصوير بالنسبة لي رسالة أحملها في فكري وعلى أكتافي متمثلة بالكاميرا، ولعل مجمل اهتمامي كان يرتكز على تصوير الأشخاص والعرسان والأطفال، وهنا لا يتوقف طموحي بل ستتسع الدائرة لتشمل الصور التي تحمل معاني وطنية وإنسانية وحياتية وواقعية فنية.
كيف ترى اللقطة ومتى تولد الصورة الفوتوغرافية لديك؟
مما لا شك فيه أن لكل مصور أسلوبه الخاص في التقاط الصور من زوايا مختلفة مظهرا جمال إبداعه وفنه قبل جمال وملامح الذي يقوم بتصويره، وكذلك الأمر يتعلق بالشخص الذي نقوم بتصويره، فلكل شخصية جمالها الخاص، وأنا أحاول التركيز وإبراز هذا الجمال بشكل طبيعي لكي يطغى ويخفي العيوب قدر الإمكان. وأطبق هذه الطريقة من خلال التركيز على الألوان والحركة وزاوية التقاط الصورة أو اختيار نوع الملابس. حتى يظهر الأشخاص بأجمل إطلالة وصورة خاصة في مناسباتهم الخاصة كالزواج أو الخطوبة أو التخرج، وذلك بطريقة عفوية، وهو الأسلوب الذي استخدمه في عملية التقاط الصور.
الخبرات العالمية في مجال التصوير أين أنت منها؟
التصوير بشكل عام عالم آخر يبرز من خلاله رسالات وحكايات مختلفة ذات طابع جمالي وإبداعي وفني وذلك بناء على موهبة وابداع وذوق وخبرة المصور الذي يحمل هذه الآلة والتي من خلالها يجسد كل ما تقع عليه عدسته الى جمال أو حكاية، ومن هذا المنطلق الذي تعرفت عليه عند هؤلاء المصورين العالميين استطعت أن أبني لنفسي صرحا لأنطلق منه مواكبا خبراتهم وإبداعاتهم، وما وصلت إليه في التصوير يعتبر لا شيء أمام الفن الحقيقي، وهذا لا يعني أن الصور التي قمت بالتقاطها ليست بالمستوى بل هي كذلك ولكن ومن أجل أن أجد الحافز المستمر لي في التقدم والاستفادة والتطوير أرى نفسي صاحب موهبة، وهذه الأخيرة أحاول بكل ما أوتيت من جهد أن أطورها مع فارق المعدات لدي، وهو ما سيجعلني يوما ما ذو بصمة بين هؤلاء المصورين العالميين.
طموحك إلى أين في مجال التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو؟
الطموح هو غاية وضعتها كهدف أسعى للحصول عليه مع استمرارية التقدم والتطور والاجتهاد، ولعل التصوير الاحترافي (Still) يجذبني أكثر من تصوير الفيديو، وهذا لا يعني أن يتوقف مجال إبداعي فقط عند هذه النقطة، فقد اتجه يوما ما وعند امتلاك كافة الإمكانيات المطلوبة الى التنوع في التصوير مع وجود الاحترافية المبتكرة.
طبيعي أن تكون صورك محببة إلى قلبك، فما هي الصورة الأقرب لك ومازالت عالقة في ذهنك؟
هناك الكثير من الصور التي التقطها تظهر مدى التناغم ما بين الشخص والطبيعة والألوان والحركات العفوية، وفي كل صورة كنت ألتقطها كنت أجد أن لها بريق خاص يظهر ملامح جمال هذه الصورة الملتقطة، ولدي صورة تجمع ما بين كل ما تم ذكره، وهي الصورة التي ظهرت بها في فصل الخريف حيث جمعت ما بين الطبيعة والحركة واللون والعفوية وما تتجلى فيها من حكاية ظهرت ملامحها كلوحة فنية جميلة.
متى وجدت نفسك قد انتقلت إلى عالم الاحتراف؟
انتقلت إلى عالم الاحتراف عندما أظهرت الصورة بشكل عفوي وطبيعي من دون أي تصنع وبشكل حقيقي، وذلك بعد حصولي على كاميرات احترافية بعدما تعرفت على تفاصيل هذه الكاميرات العالمية من العديد من المواقع التعليمية ومن خبرة وإرشاد المصورين العالميين ومدى دقتها واحترافيتها في التقاط الصور بجودة وزوايا مختلفة والتي كان لها أثر و مساهمة في تطور موهبتي واحترافي والذي ساعد على نقلي من المصور العادي الى المصور الاحترافي، وبهذا فيكون الأسلوب المبتكر ووجود الكاميرا الاحترافية سبب في نقلي الى عالم الاحتراف.
أي نوع من المشاهد تميل لها عدسة محمد حسين؟ وما أهم الأمكنة التي تستدعيك لأخذ صورها دائما؟
أميل الى الطابع الكلاسيكي في صوري من خلال التركيز على الأماكن التراثية القديمة ، والطبيعة ذات الطابع الجمالي والتي هي بحد ذاتها لوحة فنية، وكذلك أحاول أن يكون هناك تناغم ما بين الألوان والحركة والأشخاص وتناسق مع أماكن جلسات التصوير.
ما هي مميزات المصور الناجح من وجهة نظرك؟
اعتماده الكلي على المجهود الشخصي الذي يبذله في التعلم وتطوير الذات، بمواكبته المصورين الآخرين وأساليبهم دون محاولة التقليد أو التصنع، بل يبتكر له طابع خاص يتميز به.
ما هي المخططات المستقبلة التي تعمل من أجلها؟ وهل تخطط لمعرض خاص بك؟
إخراج صوري من الوسط المحلي الى الوسط العالمي مع الاستمرارية في تطوير نفسي، ومن هذا الطموح سأركز على التميز والإبداع والاحتراف، ليكون لي فرصة مستقبلية لمعرض خاص أو ربما أيضا كتاب يضم كل صوري الاحترافية والتي ستكون ذات حكاية ورسالة.
الأنترنت أسهم في تطوير التصوير الفوتوغرافي والتعريف به بشكل كبير ماذا قدم الأنترنت للمصور محمد حسين؟
مما لا شك فيه أن عالم الأنترنت كان له التأثير الايجابي والمساهمة الفاعلة التي عملت على تطويري وتقدمي مع إبراز صوري، فبعد دخولي مرحلة الاحتراف بدأت أحظى باهتمام ومتابعة من الناس خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والأنستغرام، وأصبح لدي ألاف المعجبين والمتابعين وحصلت على ردات فعل إيجابية من الناس الذين دعموني وشجعوني على الاستمرار، كما بدأت التعامل مع مشاهير على الصعيد الفلسطيني مثل المودلز سالي فريتخ وفنانين وإعلاميين وشخصيات مهمة فلسطينية أخرى.
لماذا الاحتلال يكرهون ويخافون الكاميرا؟
لأنها تنقل الحقيقة والمأساة وتفضح مدى بشاعة الاحتلال وممارساته بحق شعبنا المحتل، وهو ما يحاول أن يجتثه فينا وذلك بالمعيقات التي يضعها أمامنا والتي من خلالها لا تتوقف محاولاته العقيمة في اقتلاع ما نملكه من حق أولا ومن مما نملكه من مواهب وقدرات مختلفة، فيقوم بالتضييق علينا كالحرية في اختيار الأماكن، وكذلك التنكيل والاعتقال الذي يمارسه بحقنا، فهناك الكثير من الأماكن الرائعة في مدن فلسطين التاريخية للتصوير كمدن الساحل والأسواق القديمة في عكا ويافا وحيفا والناصرة وكذلك الطبيعة والأنهار والبحر كلها محرومين من الوصول لها،لأنهم يعلمون أن الصورة رسالة وسلاح قبل أن تكون مجرد صورة عادية.
لو خيرت أن تصور في مكان آخر غير فلسطين فما هو ولماذا؟
هناك العديد من الأمكنة الموجودة في العديد من الدول العربية والأوروبية التي تعتبر محل الهام للتصوير، فهناك دول عربية مثل الأردن والعراق ومصر والجزائر وتونس… ودول أوروبية مثل تركيا ألمانيا السويد فرنسا وايطاليا، تحتوي على أماكن أثرية وحضارية وحديثة تسمو بها الصورة الاحترافية وهذا ما أطمح أن أصل إليه مستقبلا.
هناك عدسة يلتقط بها صورا تحمل المعاناة والألم.. هل هي قادرة أيضا أن تلتقط الصورة الجميلة؟
لكل صورة تلتقط من أي عدسة حكاية ورسالة تتجلى بها، وبالرغم من أن معظم صوري تحمل الطابع الذي يغلب عليه الفرح والسعادة والجمال والأناقة مع ملامحها الخاصة، إلا أن التحول في مجال التصوير بالنسبة لي مستقبلا سيكون له طابع خاص، بحيث ستكون الصورة تحمل ما بين الاحتراف والفن وما بين الحكاية والرسالة المتمثلة في ملامح وزوايا الصورة.
ما الذي يميز الصورة الصحفية عن الصورة العادية؟
الصورة الصحفية لها خصوصية تامة فهي الأصعب من حيث ظروف التقاطها تأتي فجأة ودون سابق إنذار لا يوجد اي مجال للتفكير للحظة قبل التقاط أي صورة صحفية فهي مرهونة بالظروف والأحداث بعكس اي نوع من التصوير الأخير الذي يستطيع المصور على الأقل التقاط أنفاسه وترتيب أموره الفنية .
بالغالب تكون الصورة الصحفية وليدة اللحظة لا يمكن صناعتها أو التحضير لها ولا يمكن التكهن بطريقة التقاطها – المصور الصحفي لا يختار الوقت المناسب للتصوير لان الوقت هو الذي يختاره ولا يختار المكان لان المكان هو الذي يحتم عليه التواجد به.