ارتدى ملايين التايلانديين ملابس سوداء، الجمعة اليوم 14 أكتوبر 2016، حدادا على ملكهم الذي تفتح وفاته صفحة من الغموض في مملكة اعتلى عرشها 70 عاما. وقبل ساعات من الموكب الجنائزي الذي يتوقع أن يحضره آلاف الأشخاص لنقل جثمان الملك بوميبول ادوليادي من مستشفى سيريراج إلى القصر الكبير، طغى الأبيض والأسود لونا الحداد في آسيا، على كل تايلاند، من ممارسي رياضة الجري إلى الموظفين المتوجهين إلى مكاتبهم.
ويفترض أن يبدأ الموكب مسيرته عند الساعة 16:00 (9:00 ت غ). وقد أغلق الطريق الذي سيمر به منذ فجر الجمعة. وبعد ذلك، سيترأس ولي العهد ماها فاجيرالونغكورن المراسم البوذية “لغسل” جثمان والده، المرحلة الأولى من سلسلة شعائر تستمر أشهرا لأعضاء الأسرة الملكية.
وكانت السنوات العشر الأخيرة من حكم بوميبول ادوليادي اتسمت باضطرابات سياسية كبيرة تواجه فيها النخب المتشددة المؤيدة للملكية (أو “الصُّفر” لون الملكية) وأنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا (رمزهم اللون الأحمر). ووقع الانقلاب في مايو2014 باسم إنقاذ النظام الملكي من قبل الجيش.
وطلب ولي العهد ماها فاجيرالونكورن الذي يفترض أن يخلف والده منحه “بعض الوقت” كي يستعد لتولي العرش. وقال رئيس الوزراء الجنرال برايوت شان-او-شا للصحفيين إن “ولي العهد استقبلني وطلب منحه بعض الوقت ليستعد قبل إعلانه ملكا”. ورأى المؤرخ المتخصص بتايلاند، ديفيد ستريكفوس، أن هذه المهلة التي طلبها الأمير تشكل “أساسا خروجا عن ما كان يمكن أن يكون خلافة طبيعية”.
وتبث محطات التلفزيون التايلاندية، الجمعة، برنامجا واحدا بالأبيض والأسود تعبيرا عن الحزن، بما في ذلك شبكات التلفزيون الدولية مثل “بي بي سي” و”سي إن إن”. وأعلنت الحكومة التايلاندية الجمعة يوم حداد للموظفين، وطلبت مجددا من قطاع “الترفيه” وقف كل نشاطاته لـ30 يوما في البلاد التي تشهد عاصمتها عادة حياة ليلية نشيطة.
وفي الإعلام السمعي البصري علقت البرامج ولا تبث إلا أخبار الملكية والأفلام الوثائقية التي تمجد الملك. وأخيرا بدأت بورصة تايلاند جلستها الجمعة على ارتفاع نسبته 3,5% بعد أيام من التراجع.