ليس غريبا أن يرفض دعاة سعوديون قيادة المرأة للسيارة في وقت تستعد فيه نساء سعوديات لدعم حملة القيادة المبرمجة ليوم 26 أكتوبر، لكن الغريب أن الفنانة أحلام دخلت على خط الجدل الدائر في السعودية، حيث عبرت عن عدم تأييدها لقيادة المرأة للسيارة.
الداعية السعودي، محمد العريفي، شارك على طريقته في الجدل الدائر في المملكة حول قيادة المرأة للسيارة، وذلك عبر إعادة نشر مجموعة من التغريدات لعدد من الدعاة ورجال الدين البارزين تحذر من الإقدام على تلك الخطوة، وتعتبرها لافتة لـ«مشروع تغريبي».
وأعاد العريفي تغريد سلسلة من التغريدات، لدعاة ورجال دين، بينها قول فهد العيبان: «سيقولون نريد قيادة بضوابط،، ونقول ضوابطكم جربناها كثيرا وآخرها في قضية الكاشيرات وبيع المستلزمات (اختلاط وتحرش)».
وكذلك تغريدة الداعية «عوض القرني» بلا شك فإن موضوع قيادة المرأة للسيارة في السعودية هو لافتة لمشروع تغريبي له أبعاد اجتماعية وثقافية فلا يعالج منفصلا عنها». بينما قال عبدالله الوطبان «بيان صدر عن 118 من العلماء وطلبة العلم وغيرهم من الفضلاء.. كلهم حذروا من قيادة المرأة.»
وبرزت كذلك إعادة تغريدة رجل الدين المعروف في أوساط التيار المحافظ بالسعودية، الشيخ ناصر العمر، التي قال فيها «قيادة المرأة ليست مطالبة بحقوق مشروعة، بل هي مشروع تغريبي يراد تمريره ضمن حزمة من مشاريع الإفساد.»
وتأتي تلك التغريدات في إطار حملة تشنها ناشطات سعوديات للمطالبة بالحصول على حق قيادة السيارة في المملكة التي تعاني النساء فيها من عراقيل قانونية واجتماعية تحول دون تمكنهن من ذلك، ويشهد المجتمع السعودي نقاشا حادا حول القضية منذ أيام.
وما إن أعلنت المطربة الإماراتية أحلام، رفضها لقيادة المرأة السعودية للسيارة، في تويتر، حتى انهالت الردود عليها، من سعوديين وإماراتيين. أحلام لم تبدِ رأيها بطريقة مقبولة، مما أغضب كثيرا من السعوديات في تويتر، وأسس إماراتيون هاشتاغ «أحلام لا تمثل الإمارات».
وبدأت المطربة الإماراتية تغريداتها بتعبيرها عن رفضها لقيادة المرأة في السعودية للسيارة، وبررت ذلك بقولها «أكيد هذه بلد الحرمين تخيلوا، فالوضع كارثي وأنا لا أتكلم عن البنت السعودية إنما بشكل عام الأمر مرفوض».
ثم تهكمت على السعوديات في تغريدة أخرى «إذا في تويتر كل شوية مشكلة! يعني أقول استغفر الله يردون الله يأخذك هذا عادي أجل وش بتسون لما تسوقون مراكز الشرطة الله يعينهم»، وختمت أحلام تغريداتها للسعوديات «أقول من الآخر مدامكم مسختوها معي وآخر رد لكم مني مشوا بوزكم ما في سواقة وياالله اقطعوا أنا ضد السواقة في السعودية بلد الحرمين».
وجاء في هاشتاغ أحلام لا تمثل الإمارات «عفوا أحلام لا تمثل الإمارات بل هي تمثل نفسها فقط بكل ما تلفظت به وإساءة بتصرفاتها جهلا أوعمدا»، واعتذرت الشاعرة الإماراتية فاطمة البلوشي للسعوديين قائلة «أعتذر لجميع أشقائنا السعوديين ومن تطاولت عليهم أحلام ونقول لهم أحلام لا تمثل الإمارات».
وتمنت أخرى من أحلام التركيز على دعم «إكسبو» وعدم التدخل في شؤون الآخرين، معتبرة أنها بهذه التغريدات «ستسيء لملف إكسبو». وقابل السعوديون اعتذار الإماراتيين بالشكر إذ غرد أحدهم «ألم أقل لكم إن شعب الإمارات لن يخذلكم؟ هاهم يلقنون أحلام درسا على طريقتهم الخاصة شكرا يا عيال زايد». وعلق إمام المسجد الحرام السابق الشيخ عادل الكلباني على ما قالته ساخرا «هالحين بتصير الشيخة أحلام» بعد أن وجه له أحدهم سؤاله عن رأيه فيما قالته.
وأثارت تغريدات أحلام موجة من ردود الفعل الساخطة عليها لتدخلها في شؤون السعودية. وخاصة الأسلوب «المتعالي» الذي عبرت به عن رفضها والذي اعتبره عدد من السعوديين والإماراتيين أسلوبا مستفزا، ولكونها تقود هي السيارة بنفسها.
وسخر بعضهم «خلاص لا تزعلون الملكة راح تنظر في أمركم وأبشركم». وقال آخر «صدقوني أحلام إنسانة طيبة بس مشكلتها ثقافتها زيرو مشكلة الفنان لمن يكون ماعنده ثقافة تلاقيه زي الطفل».
وقالت أخرى «عزيزتي أحلام، كل شيوخ السعودية وثلاثة أرباع الشعب يعارضون مظهرك ومهنتك وسفرك دون محرم أو تصريح.. نريد أن نسمع رأيك؟». في المقابل استمرت حرب الهاشتاغات المضادة والمؤيدة للسماح للمرأة بقيادة السيارة ولحملة قيادة 26 أكتوبر.
ولعل هذا الموضوع هو من أكثر المواضيع التي أطلقت بشأنها هاشتاغات حيث تجاوز عدد التغريدات المهتمة بهذا الشأن عشرات الآلاف. وأطلق عدد من نشطاء الإنترنت على موقع تويتر والمعارضين لحملة قيادة 26 أكتوبر حملة على تويتر بعنوان «تعدد الزوجات في 26 أكتوبر» كنوع من السخرية من حملة القيادة.
وكتب آخر «الحمد لله أنا وزوجتي اتفقنا هي ما تريد السياقة وأنا لن أتزوج عليها». وقال مغرد «شريحة المطالبات بحقوقهن شريحة واعية ومثقفة لن يلوي ذراعها مثل هذا التهديد وهذا ما لم يحسب صاحب الهاشتاغ حسابه».