نبدأ بالجمال حيث يقال إن الجمال جواز سفر إلى النجاح، فهل نجاح وشهرة ياسمين صبري سببه جمالها؟
ليس عيبا أن تكون السيدة جميلة وأن تهتم بجمالها، هذا الأمر لا يجعلها أقل ذكاء أو أقل اجتهادا وقدرة على العطاء. البعض يظنون أن طريق الفتاة الجميلة إلى الهدف المهني أسهل أو أقصر، وهذا الأمر لا يمت إلى الحقيقة بصلة. الكلام عن الجمال لا يهمني أبداً ولا أفكر فيه، كما لا أشعر بأن الجمال نقمة، والأهم أنني لا أنظر إلى المرآة لأقول لنفسي: نعم أنا جميلة. أقدّر كلمات الإطراء لكنني لا أتوقف عندها.
لكن الأدوار التي عرضت عليك هي أدوار الفتاة الجميلة التي “كسرت قلب حبيبها”.. ما تعليقك؟
أقول الآن تغيرت الأمور، وأصبحت قادرة على فرض الإطار الذي أريده. إذا أردت أن أغير الاتجاه الذي أسلكه من خلال أدواري يمكنني الآن أن أملي هذا التغيير. يمكنني أن أقول للمنتج إنني أريد هذا الدور أو ذاك. كنت في البداية مضطرة لاختيار الدور الأفضل بين الأدوار التي تعرض عليّ. الآن يمكنني أن أملي القالب الذي سيُنبى دوري على أساسه.
حققت شهرة تتجاوز شهرة غيرك من أصحاب الأدوار القليلة. بظرك إلى ماذا يرجع ذلك؟
ثمة ما أسميه قبولا، أن يقبل المتفرج بحضور الممثلة ويتأثر به، أن يحزن عندما تؤدي مشهدا حزينا. هو رضا عن الحضور بعناصره المختلفة، وهذا الرضا هو الإنجاز الأهم، هو بصمة الممثلة.
ماذا عن الموهبة؟ وهل حركت الموهبة الرغبة في التمثيل عند ياسمين؟
في مرحلة مبكرة من حياتي لم أعرف تحديد ما أسعى إليه. لكنني شعرت بحاجة إلى الاختلاف، إلى الابتعاد عن الخط المرسوم الذي نجرّ إليه، فنمضي في طريق لم نختره. هذا الإحساس دفعني إلى البحث عن نفسي، ويجب أن أعترف بأنه كان يخنقني أحيانا. ثم وجدتُني أمثل بقلبي وروحي، أشعر بكل جملة أردّدها عند أداء أيّ من أدواري.
في السابق كنت تقولين عن الوسط الفني أنه كان أشد براءة في البداية.. ما الذي جعلك تغيرين فكرتك هذه؟
قال لي الأستاذ الراحل محمود عبد العزيز (الذي أديت إلى جانبه أول أدواري في مسلسل “جبل الحلال”) إن العمل في الوسط الفني صعب ولم أفهم كلامه تماما إلى أن اكتشفت معنى هذه الصعوبة. الثرثرة تجعلني أبتعد عن أي جلسة خارج إطار المشاهد التي أصوّرها. أركّز على عملي، وعندما ينتهي أمشي. لا أسعى إلى بناء علاقات اجتماعية، بل أنا حريصة على خصوصيتي. ما يساعدني هو أنني أعيش حياة هادئة في مدينتي الإسكندرية. وأي كلمة غير دقيقة عني أو أي شائعة تجعلني أشد تمسكا ببساطة حياتي. فأنا أعشق الجلوس في البيت لأقرأ أو أطهو. يشعرني خبز قوالب الحلوى بالراحة، كما أمارس الرياضة في شكل يومي، وأزور البحر الذي أعتبره علاجي ومرآة روحي. لا أستطيع تحمل الصخب. جعلتني الأضواء أقدّر معنى الحياة البسيطة وأستمتع بها، فأصبح للخصوصية معنى أعمق في حياتي وأصبحت الحرية أجمل.
مالذي استفدته من الأضواء والشهرة؟
جعلتني الأضواء أقدّر معنى الحياة البسيطة وأستمتع بها، فأصبح للخصوصية معنى أعمق في حياتي وأصبحت الحرية أجمل.
لم تتغير بساطة حياة ياسمين لكن الشهرة فرضت عليها مسؤولية دراسة الكلمات التي تنطق بها والانتباه إلى دلالات تصرفاتها. هل يخيفك تحوير الكلمات؟
س خوفا، لكن كل كلمة أنطق بها سيتم تحليل معناها وغالبا بسوء نية. لكنني الآن في مرحلة عدم التعليق، فليقولوا ما يريدون أن يقولوه. الشهرة تجعلني أشد حرصا على تطوير نفسي. أنا اليوم أفضل مما كنت عليه البارحة. معظم الأيام أسأل نفسي عمّا قمت به ليكون غدي أفضل.
حرصا على التواصل الصادق مع الجمهور تشرف ياسمين على صفحتها على إنستقرام والتي كما تصفها “تعكس صورتها”، هل تسيطر عليك وسائل التواصل الاجتماعي أم تسيطرين عليها؟
أسيطر على وسائل التواصل ولا أسمح لها بالسيطرة علي. أعرف متى يجب أن أضع الحدود أو أغيب، ومتى يجب أن أْعود. هذا هو عصر الشهرة الجديدة، ومنصات التواصل الاجتماعي وسيلة راسخة وحقيقية وإيجابية، ولا يمكن تجاهلها بل هي جزء لا يتجزأ من المستقبل.
شاركت ياسمين صبري العام الماضي في فيلم «الديزل» إلى جانب النجم محمد رمضان من خلال دور يختلف عن دوريها السينمائيين السابقين في الفيلمين الكوميديين «جحيم في الهند» و«ليلة هنا وسرور» اللذين جمعاها بالممثل محمد إمام وحصدا نجاحاً جماهيريا. حدثينا عن “الديزل” ودورك فيه..
هو فيلم جريمة وتشويق، كما أن فئة أفلام محمد رمضان تختلف عن فئة الفيلمين الكوميديين اللذين قدمتهما مع محمد إمام، وتستقطب جمهورا مختلفا. وأنا لا أؤدي فيه دور البنت اللطيفة بل دور امرأة أكبر مني سنا وصاحبة شخصية حادة ومعقدة. أحداث الفيلم أكثر تعقيدا من أحداث الفيلمين السابقين.
تحدث عن العمل السينمائي، ماهي الأدوار التي تجد ياسمين نفسها فيها؟
أحب أن أقدم أفلاما مقتبسة من روايات إحسان عبد القدوس، وقصصا تستند إلى الواقع. لكن هل يريد الجمهور أن يتفرج على قصة حب أو كفاح أو على مشاهد مضحكة وهو يأكل الفوشار قبل أن يسارع إلى مغادرة السينما؟ أرى أن ما يهم هو تقديم فيلم يعجب الجمهور ويبسطه. كما أنني صادقة مع نفسي والآخرين، ولن أقدّم فيلماً أسعد به وحدي. ذائقة الجمهور تتغيّر وعدم مجاراتها يعني الفشل وهروب المنتجين الذين يريدون استرجاع ما أنفقوه على الفيلم ولن يقبلوا بالخسارة المادية.
حدثينا عن حلمك الهوليوودي..
أحلم بالعمل حيث صناعة السينما متطورة، وحيث التجهيز للفيلم يبدأ قبل أشهر أو أعوام من تصويره بدلا من توقيع العقد مع المعنيين ثم بدء التصوير في اليوم التالي مباشرة. هو نظام مختلف تماما عن نظام هوليوود الشرق التي هي “عالم ثالث” في نهاية الأمر.
ماهو الدور الأقرب إلى قلبك حتى الآن..
دوري في مسلسل «طريقي» الأقرب إلى قلبي، وانطلاقا من واقع نجاحي أناقش دوري التلفزيوني في عمل درامي يفترض عرضه في رمضان المقبل.
ماهو الدور الذي يجذب ياسمين أكثر؟
أسعى إلى تقديم دور سيدة عادية يغير حياتها حدث ما ويعيش الجمهور تأثير هذا الحدث في حياتها. أما الدور السينمائي النموذجي الذي أطمح إلى أدائه فهو دور يسرد سيرة امرأة ما زالت على قيد الحياة، تخبرني قصتها وأنا أؤديها. ولا ينبغي أن تكون سيدة مشهورة، بل يمكن تقديم أعمق الأفلام من قصص الناس العاديين.
بعض هذه القصص مآس تعرفت ياسمين إلى تفاصيلها من خلال دورها كسفيرة حملة «أنت الأهم».. حدثينا عن ذلك..
ثمة سيدات دخلن السجن لأنهن لم يستطعن دفع مبلغ يساوي 5 دولارات. وثمة من تزوجن في سن الطفولة. ضمن أنشطة الحملة زرنا مدارس واستمعنا إلى كلام تلميذاتها عن أحلامهن والمستقبل. عندما يستمعن إلى النصائح من امرأة مشهورة يعتبرنها نموذجا للنجاح يمكن أن يتطلعن إليه ويحاولن تقليده. أعتبر نفسي نسوية. أريد أن أحكي قصص النساء المصريات المكافحات. أريد أن تعرف الفلاحة حقوقها، لأجلها في الحاضر والمستقبل لأن ابنتها الطفلة ستعيش في الظلام نفسه إذا لم تدرك أهمية أن تعرف حقوقها وألا تقبل بأن يعنّفها زوجها أو أي شخص آخر.
ماهي مواصفات فتى أحلام ياسمين صبري؟
مواصفات فتى أحلامي التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت لعبة ضمن فقرات برنامج «صاحبة السعادة»، أؤكد أنني لا أبحث عن فتى أحلام.
كيف كانت ردود فعل المشاهدين على دورك مسلسل “حكايتي”؟
ردود الأفعال التى جائتني حول دوري فى مسلسل “حكايتي“، جيدة جدا، والمسلسل أشاد به الجمهور وأحبوه كثيرا، لأن المشاهد أصبح يحتاج إلى الدراما الرومانسية التى يتعايش معاها وتخرجه من الهموم التى يعيشها.
وقد تم ترشيحى للدور من قبل المخرج أحمد سمير فرج، وبعد العرض قامت الفنانة فيفى عبده بدعمي وتشجيعي والاتصال بي للأشادة بدوري في المسلسل.. إن الفضل الأكبر يعود للمنتج تامر مرسي، الذى وثق في قدرتي بالرغم من أنها أول بطولة مطلقة لي.
حدثينا عن كواليس مسلسل “حكايتي”؟
كانت كواليس مليئة بالتعاون، الفنان أحمد صلاح حسني، وهو فنان متميز ونجم شاب صاعد، سعدت بالعمل معهم والاستفادة التي قام بإضافتها لشخصيتي، وكل فريق العمل كانوا نجوما كبيرة ومتعاونين وفخورة بالعمل معهم خصوصا المخرج أحمد سمير فرج.
ما الذي شدك لقبول دور “داليدا” في مسلسل حكايتي؟
أنا دائما مناصرة لحقوق المرأة، لذلك قبلت دور “داليدا“، في مسلسل “حكايتي“، لتقديم الفتاة المصرية التي لديها طموحات وتطلعات، دون البعد عن العادات والتقاليد التي وضعها المجتمع على الفتاة، فأنا أنظم حملة “إنتي الأهم“، أكبر حملة لنصرة المرأة فى العصر الحديث، وهي حملة تهدف لتوعية وتمكين المرأة العربية والإفريقية والدفاع عن حقوق المرأة وتحقيق التنمية المستدامة 2030، والحملة أفادت مسلسل “حكايتي“ وتم ترشيحي لأكون سفيرة للمرأة الإفريقية تقديرا لعملي في الحملة.
ماذا عن السينما؟
أحضر لتجربة سينمائية جديدة، وجاري الإنتهاء من التحضيرات الأولية.
هل سنرى ياسمين صبري في رمضان المقبل؟
إن شاء لله، فأنا سأشارك في الموسم الرمضاني 2020 بمسلسل مختلف رومانسي اجتماعي. وذلك بعد نجاح مسلسل حكايتي رمضان 2019.
حوار: سها البغدادي – القاهرة