الثلاثاء , ديسمبر 3 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار اليوم / فن وثقافة / الإعلامي محمد بلغازي: أخشى أن نكون قد تعمقنا في التفاهة لدرجة استحالة العودة إلى شاطئ التأمل في الوضع

الإعلامي محمد بلغازي: أخشى أن نكون قد تعمقنا في التفاهة لدرجة استحالة العودة إلى شاطئ التأمل في الوضع

محمد‭ ‬بلغازي‭ ‬التحق‭ ‬بالعمل‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1980‭ ‬ضمن‭ ‬طاقم‭ ‬أول‭ ‬جريدة‭ ‬رياضية‭ ‬لصاحبها‭ ‬حسن‭ ‬الحراقي،‭ ‬لتتوالى‭ ‬المحطات‭ ‬متنقلا‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجرائد‭ ‬خاصة‭ ‬المستقلة‭ ‬منها‭. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مغامرة‭ ‬الإصدار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬المحرر‭ ‬الساخر‮»‬‭ ‬وجريدة‭ ‬‮«‬المغرب‭ ‬الأخضر‮»‬‭…‬ليتوقف‭ ‬القطار‭ ‬بعدها‭ ‬عند‭ ‬آخر‭ ‬محطة‭ ‬وهي‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬الدومان‮»‬‭ ‬لصاحبها‭ ‬علي‭ ‬المرابط‭. ‬من‭ ‬انشغالاته‭ ‬الفنية‭ ‬حبه‭ ‬لعمله‭  ‬بالمسرح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الهواة‭ ‬والتي‭ ‬تعود‭ ‬انطلاقتها‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1972،‭ ‬ليتوج‭ ‬مساره‭ ‬الاحترافي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬ويظل‭ ‬شغفه‭ ‬بالمسرح‭ ‬متقدا،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تأطير‭ ‬عدة‭ ‬محترفات‭ ‬جامعية‭ ‬للتكوين‭ ‬المسرحي‭ ‬والتي‭ ‬أثمرت‭ ‬بدورها‭  ‬مجموع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬السكاتة،‭ ‬البتول،‭ ‬بغيت‭ ‬نكون‭ ‬وزير‭….‬لم‭ ‬يكتفي‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬وإنما‭ ‬خاض‭ ‬تجربة‭ ‬كتابة‭ ‬السيناريو‭ ‬حيث‭ ‬يضل‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬المسرحية‭. ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬مواهب‭ ‬محمد‭ ‬بلغازي‭ ‬الإبداعية‭ ‬وإنما‭ ‬آمن‭ ‬بحلمه‭ ‬الطفولي‭ ‬الذي‭ ‬قاده‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬مقدمات‭ ‬إلى‭ ‬الانصهار‭ ‬الكلي‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬التشكيلي،‭ ‬حيث‭ ‬اشتغل‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬البوليسطير‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬لينجز‭ ‬مجسمات‭ ‬فنية‭ ‬رائعة‭ ‬تستمد‭ ‬عناصرها‭ ‬الجمالية‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الجمالي‭ ‬للمدن‭ ‬والأماكن‭. ‬عشق‭ ‬الشعر،‭ ‬فهو‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬كالصاعقة‭ ‬تصيبك‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬فلم‭ ‬يجد‭ ‬بدا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلبس‭ ‬ثوب‭ ‬الرحالة‭ ‬متتبعا‭ ‬فوح‭ ‬الكلام‭ ‬إلى‭ ‬فضائات‭ ‬وعوالم‭ ‬لاتحترم‭ ‬جغرافية‭ ‬الحدود‭ ‬ورسالتها‭ ‬تختزل‭ ‬الوطن‭ ‬بأكمله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصيدته‭ ‬‮«‬زغردي‭ ‬إن‭ ‬أنا‭ ‬عدت‭ ‬أماه‭…‬وزعردي‭ ‬إن‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أعد‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬ملحمة‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬لسنة‭ ‬1975‭. ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬دواوين‭ ‬منها‭: ‬رعشة‭ ‬القمر،‭ ‬الحرف29‭…‬ويرى‭ ‬هذا‭ ‬المبدع‭ ‬المتميز‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬والإبداع‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬طابور‭ ‬خامس‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬سري‭. ‬فالثقافة‭ ‬رافعة‭ ‬قوية‭ ‬للتنمية‭ ‬والإبداع‭ ‬يظل‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لانهاية‭. ‬ومعه‭ ‬أجرينا‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

تجربتك‭ ‬الفنية‭ ‬غنية‭ ‬ومتعددة‭. ‬فأنت‭ ‬كاتب‭ ‬سيناريو‭ ‬وشاعر‭ ‬وفنان‭ ‬تشكيلي‭ ‬ومسرحي‭ ‬وخبرتك‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬تتجاوز‭ ‬عقدا‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإبداع‭ ‬المختلف‭ ‬أين‭ ‬يجد‭ ‬محمد‭ ‬بلغازي‭ ‬نفسه‭ ‬أكثر؟

‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬تحديد‭ ‬زمكان‭ ‬واحد‭ ‬قد‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬فيه،‭ ‬فحالات‭ ‬الإبداع‭ ‬متعددة‭ ‬ومختلفة‭ ‬الطقوس‭ ‬والذبذبات،‭ ‬ولكل‭ ‬حالة‭ ‬إبداعية‭ ‬هوسها‭ ‬وجنونها‭ ‬وظروفها‭ ‬أيضا‭…‬إلا‭ ‬أن‭ ‬للمسرح‭ ‬سطوته‭ ‬ونكهة‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬نكهة،‭ ‬ربما‭ ‬لأنه‭ ‬يختزل‭ ‬زخما‭ ‬حياتيا‭ ‬مكدسا‭ ‬ومصغرا‭ ‬فوق‭ ‬ركح‭ ‬خشبي‭ ‬يستعرض‭ ‬الحزن‭ ‬والفرح‭ ‬وكل‭ ‬المتناقضات‭ ‬داخل‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬مسمى‭ ‬الهواية‭ ‬أو‭ ‬الموهبة؟

‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬فن‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬المسارات‭ ‬الفنية‭ ‬المعروفة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬فنا‭ ‬ثامنا‭ ‬محفوفا‭ ‬بالمخاطر‭ ‬ومحاطا‭ ‬بحقول‭ ‬الألغام‭…‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تبخيس‭ ‬الصحافة‭ ‬بإدخالها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الهواية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الموهبة‭ ‬ضرورية‭ ‬لركوب‭ ‬الموج‭ ‬الصحفي‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬بداياتك‭ ‬مع‭ ‬الصحافة؟‭. ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬صحيفة‭ ‬ارتبطت‭ ‬بها‭ ‬مهنيا؟

‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬شعرا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أعتقده‭ ‬شعرا‭ ‬أو‭ ‬خواطر‭ ‬فيها‭ ‬نفس‭ ‬شبه‭ ‬سياسي‭ ‬أواخر‭ ‬سنوات‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬حروفي‭ ‬قد‭ ‬تضمنتها‭ ‬مجلة‭ /‬الفنون‭/ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬آنذاك‭ ‬سنة‭ ‬1975،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الخواطر‭ ‬حول‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬ملحمة‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء،‭ ‬لتتوالى‭ ‬المحاولات‭ ‬لتفتح‭ ‬جريدة‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬صفحاتها‭ ‬لخربشاتي‭ ‬فكانت‭ ‬الحضن‭ ‬الصحفي‭ ‬الأول‭ ‬والذي‭ ‬استدفأت‭ ‬بداخله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬الصحفية‭ ‬والأدبية‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الرواد‭: ‬بوشعيب‭ ‬الضبار‭ ‬والمرحوم‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬السفياني‭ ‬وآخرون‭ ‬تمرسنا‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬ونهلنا‭ ‬من‭ ‬معينهم‭…‬وعند‭ ‬إطلالة‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬كانت‭ ‬القفزة‭ ‬النوعية‭ ‬كتجربة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مساري‭ ‬الصحفي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضمن‭ ‬طاقم‭ ‬أول‭ ‬جريدة‭ ‬رياضية‭ ‬متخصصة،‭ ‬فكانت‭ ‬جريدة‭ ‬الرياضة‭ ‬لصاحبها‭ ‬حسن‭ ‬الحراقي‭…‬ثم‭ ‬تتالت‭ ‬التجارب‭ ‬والمحطات‭ ‬إخفاقا‭ ‬ونجاحا‭ ‬متنقلا‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنابر‭ ‬الصحفية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مغامرة‭ ‬الإصدار‭ ‬فكانت‭ ‬جريدة‭ /‬كيخ‭ ‬كيخ‭/ ‬منعطفا‭ ‬في‭ ‬زخم‭ ‬التجربة‭ ‬تلتها‭ ‬جريدة‭ /‬المغرب‭ ‬الأخضر‭/ ‬ليتوقف‭ ‬القطار‭ ‬عند‭ ‬محطة‭ ‬جريدة‭ /‬دومان‭/ ‬لصاحبها‭ ‬علي‭ ‬المرابط‭…‬

هل‭ ‬هناك‭ ‬قيود‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬تقييمك‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟

‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقيود‭…‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الحرية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ترتبط‭ ‬بالمسؤولية‭. ‬وفي‭ ‬المسؤولية‭ ‬قيود‭ ‬لابد‭ ‬منها،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬قيود‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬للأخلاقيات‭ ‬العامة‭ ‬للمهنة‭ ‬والأعراف‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬احترام‭ ‬الاختلاف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬شروخه‭ ‬وهوته‭…‬وفي‭ ‬الوضع‭ ‬الصحفي‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬وضع‭ ‬تقييم‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬فقد‭ ‬اختلط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابل‭ ‬لدرجة‭ ‬‮«‬على‭ ‬نفسها‭ ‬جنت‭ ‬براقش‮»‬‭…‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬للحرية‭ ‬كما‭ ‬مارسناها‭ ‬أي‭ ‬مفهوم،‭ ‬وهذه‭ ‬خاصية‭ ‬عالمية‭ ‬نظرا‭ ‬لتعدد‭ ‬وتشابك‭ ‬وسائل‭ ‬ووسائط‭ ‬الاتصال،‭ ‬ومنها‭ ‬الصحافة‭ ‬وخاصة‭ ‬المكتوبة‭ ‬منها‭ ‬والتي‭ ‬تراجعت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

‭ ‬تواجه‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬أزمة‭ ‬وجود‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬قررت‭ ‬إيقاف‭ ‬طباعة‭ ‬النسخ‭ ‬الورقية‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭. ‬فما‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬هذا؟

لكل‭ ‬زمان‭ ‬رجاله‭ ‬وأفكاره‭ ‬وانشغالاته‭ ‬وبالتالي‭ ‬صحافته‭…‬والتطور‭ ‬يقتضي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون‭ ‬والأبعاد‭…‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬الصحافة‭ ‬المكتوبة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بتصفيف‭ ‬بدائي‭ ‬لمادة‭ ‬الرصاص‭ ‬المذاب‭ ‬لتشكيل‭ ‬حروف‭…‬وانتقلت‭ ‬الى‭ ‬وسائل‭ ‬إلكترونية‭ ‬أولية‭…/ ‬الفوطو‭ ‬كومبوزيسيون‭/ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أرقى‭ ‬وأقدر‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬للمتلقي‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬تخترق‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬وتقتحم‭ ‬كل‭ ‬الذوات‭ ‬وتجتاح‭ ‬المجتمعات‭ ‬بملامسة‭ ‬زر‭ ‬صغير‭ ‬فقط‭…‬من‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬أزمة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تطور‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬بخصوصه‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭…‬وتبقى‭ ‬عملية‭ ‬ملامسة‭ ‬الورق‭ _ ‬جريدة‭ ‬أو‭ ‬كتاب‭ _ ‬لها‭ ‬وقعها‭ ‬ونكهتها‭ ‬وحميميتها‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬جيلي‭ ‬الصحفي‭.‬

‭ ‬لك‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كتابة‭ ‬السيناريو‭. ‬تُرى‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تستمد‭ ‬مواضيعك‭ ‬قوتها،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬الواقع‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬مساحات‭ ‬الخيال؟‭ ‬وهل‭ ‬لمحيطك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬تأثيره‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬إبداعاتك؟

طبعا‭ ‬لكل‭ ‬عملية‭ ‬إبداع‭ ‬منطلق‭ ‬تحفيزي‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمبدع‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬مخيلته،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬المخيلة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تخضع‭ ‬لمعايير‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬مجملها‭…‬وتبقى‭ ‬كتابة‭ ‬السيناريو‭ ‬غير‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬المسرحية‭ ‬مع‭ ‬إضافات‭ ‬تقتضيها‭ ‬طبيعة‭ ‬الجنس‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬بصدده‭ /‬السينما‭/…‬

‭ ‬هل‭ ‬ولجت‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تكوين‭ ‬أكاديمي‭ ‬أم‭ ‬الموهبة؟‭ ‬وما‭ ‬المدرسة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬فيها‭ ‬أكثر؟

‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬كلنا‭ ‬ومنذ‭ ‬الطفولة‭ ‬تشاغبنا‭ ‬مع‭ ‬وبأقلام‭ ‬الألوان‭ ‬وحلمنا‭ ‬بركوب‭ ‬قوس‭ ‬قزح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الانصهار‭ ‬الكلي‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬التشكيلي‭ ‬دونه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬الفنية‭ ‬والتقنية‭ ‬والتكوينية‭…‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توفر‭ ‬الحس‭ ‬الإبداعي‭ ‬والجمالي‭…‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بي‭ ‬فقد‭ ‬اخترت‭ ‬الاشتغال‭ ‬ومنذ‭ ‬2004‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬البوليسطير‭ ‬البلاستيكية‭ ‬لإنجاز‭ ‬مجسمات‭ ‬فنية‭ ‬تستمد‭ ‬عناصرها‭ ‬الجمالية‭ ‬من‭  ‬المحيط‭ ‬الجمالي‭ ‬لمدننا‭ ‬وشرفات‭ ‬المنازل‭ ‬والنوافذ‭ ‬والأبواب‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يجسد‭ ‬معالم‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وحضارتنا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬التحسيس‭ ‬بخطورة‭ ‬مادة‭ ‬البوليسطير‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬البيئي‭ ‬والفضاء‭ ‬الإيكولوجي‭.‬

‭ ‬متى‭ ‬ظهرت‭ ‬موهبتك‭ ‬الشعرية‭. ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬قصيدة‭ ‬لك‭ ‬لازلت‭ ‬تحتفظ‭ ‬بحضورها‭ ‬الساحر‭ ‬في‭ ‬بهو‭ ‬الذاكرة؟

‭ ‬الشعر‭ ‬كالصاعقة‭ ‬قد‭ ‬تصيبك‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬أحيانا‭ ‬وقد‭ ‬أصابتني‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬مرة‭…‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مقتل‭. ‬ويمكن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ /‬القصيدة‭ ‬الخاطرة‭/ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تغطية‭ ‬بسيطة‭ ‬لي‭ ‬لمجلة‭ ‬الفنون‭ ‬سنة‭ ‬1975‭ ‬خلال‭ ‬ملحمة‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬كما‭ ‬أسلفت‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بداية‭ ‬وكان‭ ‬عنوانها‭ : ‬زغردي‭ ‬إن‭ ‬أنا‭ ‬عدت‭ ‬أماه‭ ..‬وزغردي‭ ‬إن‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬أعد‭.‬

قمت‭ ‬بتأليف‭ ‬وإخراج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭. ‬فما‭ ‬المسرحية‭ ‬الأقرب‭ ‬لقلبك؟

الإرهاصات‭ ‬عديدة‭ ‬ومتعددة‭ ‬والتجارب‭ ‬متنوعة‭ ‬منذ‭ ‬الملامح‭ ‬الأولى‭ ‬لمسرح‭ ‬الهواة‭ ‬الذي‭ ‬تلمسته‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬1972‭ ‬مرورا‭ ‬عبر‭ ‬فضاءات‭ ‬أكثر‭ ‬شساعة‭ ‬للممارسة‭. ‬بداية‭ ‬بمحترف‭ ‬نادي‭ ‬الأسرة‭ ‬بمسرح‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬أوائل‭ ‬الثمانينيات‭…‬وما‭ ‬تلا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬بين‭ ‬تشيخوف‭ ‬وموليير‭ ‬وشيكسبير‭ ‬ولعلج‭ ‬والصديقي‭ ‬وابسن‭ ‬وستانيسلافسكي‭ ‬وبيكيت‭…‬و‭…‬و‭…‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تأطير‭  ‬محترفات‭ ‬جامعية‭ ‬للتكوين‭ ‬المسرحي‭ ‬ومنها‭ ‬محترف‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالرباط‭ ‬ومحترف‭ ‬المدرسة‭ ‬العليا‭ ‬للأساتذة‭ ‬ومحترف‭ ‬رودياس‭ ‬لحركة‭ ‬الطفولة‭ ‬الشعبية‭ ‬بالرباط‭ ‬أيضا‭…‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬المحترفات‭ ‬أثمرت‭ ‬أعمالا‭ ‬مسرحية‭ ‬منها‭ /‬السكاتة‭/ ‬البتول‭ _ ‬أنتيكون‭/ ‬بغيت‭ ‬نكون‭ ‬وزير‭ ‬والتي‭ ‬شاهدها‭ ‬السيد‭ ‬أمزازي‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬قبل‭ ‬استوزاره‭/.‬

‭ ‬برأيك‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الإكراهات‭ ‬التي‭ ‬لازالت‭ ‬تواجه‭ ‬المسرح؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تجازوها؟

‭ ‬الإكراهات‭ ‬متعددة‭ ‬والمجال‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬مجالا‭ ‬لطرحها‭…‬والأمر‭ ‬برمته‭ ‬مرتبط‭ ‬برؤية‭ ‬الدولة‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬ومدى‭ ‬تفاعل‭ ‬أصحابه‭ ‬داخل‭ ‬رقعة‭ ‬الممارسة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التجاذبات‭ ‬النقابية‭ ‬والصراعات‭ ‬على‭ ‬الكراسي‭ ‬والامتيازات‭…‬فالبقاء‭ ‬هنا‭ ‬للأصلح‭…‬للعرض‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬رؤية‭ ‬الصحفي‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كورونا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬الشاعر‭ ‬والمسرحي‭ ‬لها؟

زمن‭ ‬كورونا‭  ‬قلب‭ ‬العالم‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬وأحدث‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬وفي‭ ‬المفاهيم،‭ ‬ولكل‭ ‬جنس‭ ‬أدبي‭ ‬أو‭ ‬فني‭ ‬أو‭ ‬إعلامي‭ ‬رؤيته‭ ‬للأمر‭ ‬وزاويته‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬يرى‭ ‬الوقائع‭.‬

‭ ‬أخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخرا‭  ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تقييمك‭ ‬للميدان‭ ‬الفني‭ ‬والأدبي‭ ‬في‭ ‬المغرب؟

بالنسبة‭ ‬لتقييمي‭ ‬للميدان‭ ‬الفني‭ ‬والأدبي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬تعمقنا‭ ‬في‭ ‬التفاهة‭ ‬لدرجة‭ ‬استحالة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬الوضع‭.‬‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭…‬وغيرهما‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭.‬

ختاما‭ ‬كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬لك‭.‬

بنظرة‭ ‬بانورامية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬أرجو‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬تافها‭ ‬كالعديد‭ ‬مما‭ ‬يسمى‭ ‬إبداعا،‭ ‬مع‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬ألا‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬والإبداع‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬طابور‭ ‬خامس‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬سري‭…‬فالثقافة‭ ‬رافعة‭ ‬قوية‭ ‬للتنمية‭ ‬والإبداع‭ ‬الحقيقي‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭..‬‭.‬فشتان‭ ‬بين‭ /‬القمر‭ ‬الأحمر‭  ‬مثلا‭ ‬وبين‭ ‬عندو‭ ‬الزين‭…/.‬وطورت‭ ‬علاقاتي‭. ‬والأهم‭ ‬أنني‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬الكبار‭ ‬المشاركين‭ ‬بهذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭ ‬كما‭ ‬ذكرت،‭ ‬وخبرتهم‭ ‬كانت‭ ‬تفوق‭ ‬خبرتي‭ ‬لأنني‭ ‬بطبيعتي‭ ‬دائماً‭ ‬أسعى‭ ‬لأتعلم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬ألتقي‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المهني‭ ‬والشخصي‭. ‬بالإضافة‭  ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الفنان‭ ‬أكثر‭ ‬وتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬جمهوره‭. ‬وطبعا‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬تتميز‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬كونها‭ ‬تجمع‭ ‬نجوم‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجنسيات‭ ‬وانتشارها‭ ‬يكون‭ ‬أكبر‭. ‬

حاورته: حسناء‭ ‬فرجاني


عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى