لي من الإخوة كثير لكنني لا أجدهم، ربما تلك هي الحياة تشغل كلا منا بأموره ويتناسى أخاه. راودني الكثير عن نفسي لكني أبية أعلم أنني لا يمكن أن ينالني أيد آثمة؛ لأنني إذا صرخت سأجد إخوتي يتجمعون لقطع تلك اليد.
مرت الأيام والسنين وإذا بي أُغتصب، ويُستباح دمي. وكلما صرخت أستنجد بإخوتي فلا يسمعون صريخي، ولا يريدون ذلك.
تركوني وحيدة دمائي وجراحي لا تُبرأ، كنت أحاول الصمود، أبنائي قتلوا أمام عيناي، صوت صراخ صغاري وهم يستغيثون، يبكون دماء، أُذناي لا تسمع سوى الصراخ والنحيب، جسدي النحيل وعيناي اللاتي ذبلتا، أكاد لا أرى شيء من شدة البكاء.
كلما أرسلت لإخوتي أتهموني بأنني من تركت العنان لنفسي وتركت جسدي يغري ذاك العابث! لا أعلم من هو؟ ومن أين أتى؟ غرة جمالي فما ذنبي أنا؟ لم أجد من يدافع عني.
ها أنا الآن أقف وحدي أمام المُغتصب، ليس لي من مُعين سوى الله؛ ثم أشبالي الصغار، تحمل أيديهم الصغيرة الحجارة يلقون بها من إستباح عرضي وروحي.
هم أبطالي الصغار.
لكني أستغرب كيف لإخوتي تركي هكذا؟ مالهم يقفون هكذا؟ والأدهى من ذلك يساعدون في اغتصابي، ويشجعون على ذلك، أصبح عدوي صديق إخوتي و حبيب مقرب له، ويُحتفي به ويعاونوه، يبرئونه ويتهموني أنا بالشذوذ إذا صرخت وحاولت الدفاع عن نفسي.
سأظل أدافع عن نفسي مهما طال الزمان، سأقف صامدة في وجه عدوي، سأجعل منه أُضحوكة للعالم.
وسيحدث هذا قريبًا جدًا، بيد أبنائي، و أبناء إخوتي أعلم بأنهم لن يتركوني وحيدة نعم أنا هي الصامدة، الآبية أنا فلسطين.
بقلم/همت داود