يسدل الستار على فعاليات بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب بمواجهة مثيرة بين بطل أوروبا ريال مدريد وبطل أمريكا الجنوبية سان لورينزو الأرجنتيني. ويبدو ريال مدريد مرشحا فوق العادة لإحراز لقب البطولة لأول مرة في تاريخه.
تتوجه أنظار محبي كرة القدم في العالم عندالساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت المغرب يوم السبت (20 ديسمبر 2014) إلى الملعب الكبير بمدينة مراكش المغربية العريقة لمتابعة المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، في نسخته الحادية عشرة، بين فريق ريال مدريد الأسباني وسان لورنزو الأرجنتيني.
ورغم أن الفريق الأرجنتيني، بطل كأس ليبرتادوريس، قدم هدية إلى مشجعه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في عيد ميلاده الثامن والسبعين، بتأهله إلى المباراة النهائية للبطولة؛ إلا أن سان لورنزو تنتظره مهمة صعبة جدا في النهائي مع ريال مدريد قياسا على أداء لورنزو الضعيف أمام أوكلاند سيتي بطل نيوزلندا في الدور قبل النهائي وفوزه بصعوبة 2-1 بعد وقت إضافي. بينما حقق ريال مدريد في الدور قبل النهائي فوزا عريضا على كروز آزول المكسيكي بنتيجة 4- صفر، سجلها سيرجيو راموس (15) والفرنسي كريم بنزيمة (36) والويلزي غاريث بايل (50) وايسكو (72).
وعلى ملعب مراكش أيضا، وقبل هذا اللقاء مباشرة على الساعة الرابعة والنصف عصر السبت بتوقيت المغرب، يلتقي أوكلاند سيتي مع كروز آزول المكسيكي على المركز الثالث للبطولة. وكان المركز الخامس قد حصل عليه وفاق سطيف الجزائري، بطل أفريقيا، في أولى مشاركاته في البطولة بعدما تغلب بركلات الترجيح على ويسترن وونديررز الاسترالي بطل آسيا. أما المركز السابع والأخير من البطولة فكان من نصيب المغرب التطواني الذي ودع البطولة بعد مباراة واحدة خسرها أمام أوكلاند سيتي وفشل في تكرار إنجاز مواطنه الرجاء البيضاوي الذي شق طريقه نحو المباراة النهائية العام الماضي قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ.
بطولة فوائدها كثيرة للريال
كان لفوز ريال مدريد في نصف النهائي على كروز آزول المكسيكي يوم الثلاثاء (16 ديسمبر 2014) مذاقا ثأريا، بعد أن خسر حامل لقب دوري أبطال أوروبا مباراة تحديد المركز الثالث في مشاركته الوحيدة في مونديال الأندية في نسختها الأولى عام 2000 على يد نيكاكسا المكسيكي 3 / 4 بضربات الترجيح، وكانت مشاركته فيها باهته.
كما أن مدريد حقق بفوزه على آزول فوزه الحادي والعشرين على التوالي على مستوى جميع المسابقات ليصبح على بعد ثلاثة انتصارات فقط من معادلة الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية والمسجل باسم كوريتيبا البرازيلي برصيد 24 انتصارا متتاليا.
ومن فوائد هذه البطولة أيضا عودة الحارس المخضرم إيكر كاسياس، الملقب بالقديس، للتألق من جديد بعد فترة من الإخفاق خصوصا مع منتخب بلاده. وأنقذ كاسياس مرماه من هدف محقق في مباراة كروز آزول بإبعاده كرة عرضية من أمام المهاجم الأرجنتيني ماريانو بافوني إثر عرضية للإكوادوري جواو روخاس من الجهة اليمنى (9). كما تصدى القديس كاسياس لضربة جزاء سددها قائد كروز آزول خيراردو تورادو (40)، وتابع القديس تألقه بقطعه انفراد بافوني الذي استغل كرة خاطئة من اسيير يارامندي الى كاسياس بالذات (42). وركلة الجزاء أمام آزول هي الثانية التي يصدها كاسياس خلال 4 أيام بعد الأولى
مدريد متعطش للقلب ورونالد للتهديف
ويسعى ريال مدريد إلى لقبه الأول في المسابقة والوحيد الذي ينقص خزائنه المرصعة بالألقاب، وآخرها اللقب العاشر في مسابقة دوري أبطال أوروبا العريقة الموسم الماضي. والريال بفضل صفوفه المدججة بالنجوم هو المرشح الأوفر حظا لإحراز اللقب وإكمال السيطرة الأوروبية في السنوات الأخيرة، حيث أحرزت فرق القارة العجوز اللقب ست مرات في السنوات السبع الأخيرة في هذه البطولة. ومعلوم أن ريال مدريد لم يشارك في كأس العالم للأندية إلا مرة واحدة في أولى نسخها عام 2000 وحصل على المركز الرابع. ويخوض ريال مدريد البطولة بتشكيلته الكاملة باستثناء غياب لاعب وسطه الدولي الكرواتي لوكا مودريتش بسبب الإصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى مطلع العام المقبل، بينما تعافى نجم وسطه الكولومبي خاميس رودريغيز من الإصابة.
وتمثل البطولة والمباراة النهائية خصوصا أهمية كبرى للنجم البرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد وأفضل لاعب في العالم. ففي مباراة قبل النهائي أمام بطل المكسيك أهدر رونالدو فرصا للتسجيل واكتفى بدور صانع الألعاب. فصنع لزملائه فرصا كثيرة سانحة للتهديف، نجح غاريث بايل وايسكو في تسجيل الهدفين الثالث والرابع من اثنين منها. وبالتأكيد سيحاول رونالدو وبقوة العودة إلى دوره كهداف في مباراة لورنزو الأرجنتيني في النهائي ليكون سبب الفوز بكأس العالم للأندية كما كان، وبجدارة، مفتاح فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، عندما تألق بشكل رائع أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة الدور قبل النهائي والتي انتهت بهزيمة تاريخية لميونيخ على ملعبه.