أحيت إندونيسيا ومعها عدة دول آسيوية الذكرى العاشرة لموجات المد البحري العملاقة المعروفة باسم “تسونامي” والتي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص. وسادت أجواء من الحزن والدموع مراسم إحياء هذه المناسبة.
سادت أجواء حزينة إقليم أتشيه الإندونيسي اليوم الجمعة (26 ديسمبر 2014) حيث قام السكان بإحياء ذكرى مرور عشر سنوات منذ كارثة موجات المد البحري العاتية (تسونامي) في المحيط الهندي والتي دمرت إقليمهم. وردد رجال ونساء النشيد الوطني الاندونيسي في بداية المراسم في حديقة تمتد على مساحة 20 هكتارا في باندا اتشيه أقرب المدن إلى مركز الزلزال الذي سبب أمواجا بلغ ارتفاعها 35 مترا.
وقال محمد أنور في مدينة باندا أتشيه عاصمة الإقليم والتي يبلغ عدد سكانها 260 ألف نسمة “تظهر كارثة تسونامي أننا يمكن أن ننجو من أحلك الأيام بمساعدة بعضنا البعض”. وأضاف “آمل ألا تتكررالكارثة وأن يزدهر إقليم اتشيه”.
واحتشد السكان في مختلف أنحاء الإقليم في المساجد وأمام المقابر الجماعية للصلاة على أرواح الضحايا الذين لقوا حتفهم في تسونامي. كما نظمت صلوات وزيارات رسمية إلى مقابر جماعية في عدة دول آسيوية في بداية مراسم إحياء ذكرى مرور عشر سنوات على التسونامي الذي أدى إلى مقتل أو فقدان 220 ألف شخص في 14 بلدا في آسيا.
وقال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا أمام حشد ضم سبعة آلاف شخص كان عدد منهم يبكون أن “آلاف الجثث انتشرت هنا”. وأضاف أن “الدموع التي انهمرت نجمت عن مشاعر حزن وخوف وألم”. وتابع كالا “صلينا ثم طلبنا المساعدة وحصلنا عليها بشكل رائع”، معبرا عن شكره للمانحين المحليين والأجانب.
وتم جمع أكثر من أحد عشر مليار يورو للمساعدة الإنسانية وإعادة الإعمار في مبادرات سخية غير مسبوقة في العالم بعد أسوأ كارثة في تاريخ العالم الحديث. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء الاسترالي السابق جون هاورد أن “قوة ورمزية المساعدات للتخفيف من تأثير التسونامي ساهمت إلى حد كبير في تحسين العلاقات” بين البلدين.
ويشار إلى أنه وقع في السادس والعشرين من ديسمبر 2004 زلزال قوته 9,3 درجات هو الأقوى في العالم منذ 1960، قبالة سواحل جزيرة سومطرة الاندونيسية وأدى إلى أمواج هائلة على سواحل عدد من البلدان بينها سريلانكا وتايلاند، وحتى إفريقيا. وكان بين الضحايا آلاف السياح الأجانب الذين يمضون عطل نهاية العام على شواطئ