بعدوبة النيل وسحر الأهرامات ونسيم الريف العطر، انبتقت كبرعم الياسمين من أرض معطاء تألقت في فن الرقص الشرقي كنجمة كبيرة، وبرعت في فن الدراما بشكل مثير.. إنها الفنانة فيفي عبده التي تميزت بحضور تلفزيوني حاضر بكل تجلياته، ظهرت للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم «الرسالة» بدور الراقصة سنة 1976، ثم توالت أدوارها، وفي السنوات الأخيرة ظهرت على الشاشات العربية بشكل مكثف، وكانت لها تكريمات عديدة، آخرها بمهرجان الدار البيضاء في دوته الثامنة، «أسرة مغربية» انتهزت فرصة تواجدها بالمهرجان وكان لنا معها الحوار التالي..
بداية، مرحبا بك في بلدك الثاني المغرب، ما سبب زيارتك للمغرب؟
أولا، أنا مدعوة من طرف مهرجان الدار البيضاء، وهنا أود أن أنتهز الفرصة لأشكر رئيس المهرجان محمد المشتري على دعوته لي إلى هذا الحدث الذي يعطي بريقا خاصا للسينما المغربية والمصرية معا، كما أنها فرصة للتلاحم الثقافي والفكري بين الدولتين، باعتبار أن الفن هو القوة الناعمة القادرة على تقريب الأفكار بين الدول، وأنا بدوري أحب المغرب كثيرا لأنه بلد الدوق والمعرفة.
نعود بك إلى الوراء، وتحديدا إلى بداياتك الفنية، كيف كانت بداية فيفي عبده؟
في سن الثانية عشر من عمري، برزت موهبتي الفنية من خلال حفلات شعبية بسيطة، لتتطور بعد ذلك ويزيد عشقي لها، وأشتهر شيئا فشيئا في منطقتي.. فحبي لهذه المهنة فطري من ثم ظهرت للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم «الرسالة» بدور الراقصة، ثم توالت أدواري بشكل تدريجي في عدة أفلام، زد عن ذلك أدائي دور البطولة في عدة أعمال منها «الحقيقة والسراب»..
كيف استطاعت فيفي عبده أن تخرج عن نطاق الرقص لتلج إلى عالم التمثيل، وذلك بحضور وآداء قوي؟
بدايتي كانت أكيد بمهنة الرقص، لكن هذا لم يمنعني أن أبتعد عنه، لكن بما أنني دخلت إلى عالم الأضواء انتهزت الفرصة في التمثيل، والحمد لله، حصدت كما هائلا من العجبين، وأصبحت فنانة يدرج اسمها ضمن قائمة الممثلين المعروفين في الساحة الفنية العربية.
قدمت مجموعة من الأعمال المميزة «كالرسالة» و «الحقيقة والسراب» والعديد من المسلسلات والأفلام الناجحة جدا.. من بين كل تلك الأعمال ما هو الأقرب إلى فيفي عبده؟
دائما، أي عمل يقدمه الفنان يراه جميلا.. ولكن تبقى ذكرى أول عمل تصويري في البال دائما، ففيلم «الرسالة» هو من أوصلني للجمهور، وأعتبره الجوهرة الأولى في قائمة أعمالي الفنية، لأنه أول فيلم في مشواري الفني..
لديك ثلات بنات، هل تشجيعهن على مهنتك واتخاد نفس النهج؟
أنا لا أتدخل في ميولاتهن، لكن ابنتي البكر عزة ولجت عالم التمثيل، وأنا أشجعها على ذلك..
كم تزوجت فيفي من مرة، ومن هو زوجها حاليا؟
تزوجت خمس مرات، وزواجي الآن من رجل أعمال فلسطيني هو محمد الديراوي، والذي أنجبت معه طفلتي هنادي الصغرى..
ماذا عن أدوار فيفي عبده؟
اقتبست عدة أدوار، كنت شريرة في بعضها وطيبة في بعضها الآخر، مثل «زنقة الستات» و «امرأة وخمسة رجال».. كما ظهرت في فيلم «امرأة واحدة لا تكفي» والذي هو من إخراج إيناس الدغيدي بمظهر المرأة القوية «الجدعة» بنت البلد.. كما قدمت مسرحية استعراضية باسم «روايح» والتي حازت على حضور جماهري واسع..
ماجديدك الفني؟
جديدي هو مشاركتي في فيلم «قدارة» والذي عرض في المهرجان الدولي بمدينة الدار البيضاء رفقة الفنان العظيم يوسف شعبان.
ما رأيك بالمسلسلات التركية التي غزت شاشاتنا العربية، هل كان لها أثر على الدراما المصرية؟
الزمن الجميل والبداية العظيمة فهي للدراما المصرية, ولا توجد علاقة هنا بالمنافسة، فالجمهور دائما يبقى متعطشا للأصل والجذور..
لك شعبية كبيرة، فما السر في ذلك؟
لا أعرف، لكن هذا راجع لحب الجمهور لي، وما أقدمه من فن ودراما ..
كلمة أخيرة للجمهور المغربي؟
كل الكلمات لا تساوي شيئا في حق هذا البلد الجميل وشعبه المضياف, فأنا أحب أهله وضيافته والسياحة الجميلة به..