بالقرآن، والعلاج بالضوء، والتغذية المتوازنة عالجوا الاكتئاب

ذة. خولة: المكتئب يشعر دائما بالخوف، والقرآن يخفف هذا الخوف ويقضي عليه،.. كما أن الصوم يشعر الإنسان بالراحة النفسية

الاكتئاب كما سبق وذكرنا في العدد الماضي هو غضب بدون حماسة، والعديد من حالات الأسى هي عبارة عن غضب، ولكن إذا تربينا بشكل يجعلنا غير قادرين على التعبير عن غضبنا فقد نكظمه في قلبنا على شكل كآبة، وقد نكون مكتئبين لأننا لم نستطع أن نقول أو نفعل ما كنا نريد قوله أو فعله، كما يكتئب أناس كثيرون لأنهم يخونون أنفسهم.. وهنا قد نطرح السؤال هل نعيش حياة منسجمة مع ميولنا أو مع ما كنا قد خططنا له لمستقبلنا، وهل العمل الذي نقوم به يمنحنا فرصة التعبير عن مشاعرنا الحقيقية أم لا؟ في هذا العدد تقربنا ذ. خولة عيسان أكثر من أسباب الاكتئاب وكيفية علاجه.

 أولا، ما هو هرمون السيروتونين، وما هو دوره في التخفيف من الاكتئاب؟

يعرف هذا المكون بهرمون الفرح، لأنه من العناصر الكيميائية الأساسية الكيماوية التي تولد شعورا بالفرح فينا، وإذا كان لدينا الكثير من هذا العنصر فسوف نشعر بالتوازن والرضا.
والدور الأساسي أنه السيروتونين أنه يساعد على الاسترخاء والنوم العميق، فإذا لم يكن متوفرا في الدماغ بكمية كافية، سيصبح مزاجنا سيئا بسرعة كما أن النقص في هذا العنصر يؤدي إلى جعلنا عدوانيين.

ما دخل هذه الهرمونات في حدة الاكتئاب عند الرجل والمرأة؟

انخفاض السيروتونين لدى النساء يرتبط بالاكتئاب والضغط النفسي وانخفاض نفس الهرمون عند الرجال. بالإضافة إلى أن عدم وجود ما يكفي من هرمون الأستروجين عند النساء يجعل المرأة مكتئبة، في حين عدم وجود ما يكفي من هذا الهرمون هرمون عند الرجل يجعله هو الآخر مكتئبا..

 وما علاقة  هرمون الاستروجين في اكتئاب المرأة ؟ ماذا يؤثر في إنتاجه؟

إن انخفاض الاستروجين يعني انخفاض السيروتونين وتعكر المزاج والسبب أن الاستروجين يعيق تفكك السيروتونين، وهذا ما يشرح إلى حد كبير لماذا تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في فترة ما قبل الحيض وفي فترة ما بعد الولادة وفي فترة سن اليأس وما بعد تلك الفترة.

 يشاع أن للضوء علاقة بالاكتئاب، هل هذا صحيح؟

بالفعل، حيث ينشط الضوء إفراز الاستروجين، ولكن معظم الأشخاص لا يحصلون على ما يكفي من الضوء، فالفرق ما بين التعرض الخارجي للضوء والضوء الداخلي، فرق هائل وشاسع، وأغلبية النساء يمضين 23 ساعة أو أكثر داخل البيت، وهذا يعني أنهن يتعرض للضوء بمعدل قليل، وإذا قارنا ما بين الداخل والخارج لوجدنا أن الخارج يعرضهن في اليوم المشمس إلى 20.000 وحدة ضوئية وإلى 7000 وحدة ضوئية في اليوم الغائم.
والضغط النفسي يخفض معدل السيروتونين بشكل سريع، فإن استنزاف هذا الهرمون – أي السيروتونين – عند النساء يؤثر فيهن أكثر من الرجال الذين تفرز أجسامهم ذلك الهرمون بسرعة مضاعفة عنها عند النساء، والحقيقة أن هذا الأمر يسمح للرجال باسترجاع التوازن، وبذلك لا تطول لديهم مدة الاكتئاب شرط أن يكون في غذائهم كمية من التريبتوفان.

 بذكر التغذية، كيف نعالج الاكتئاب بها؟

يجب أن نحافظ على مستوى السكر في الدم، ويتم ذلك عبر تناول كميات قليلة من اللحوم والأطعمة غير المصنعة، بما فيها البروتينات والألياف في كل وجبة، وعبر أخذ مزيج من الفيتامينات المهمة للعلاج، وأخذ العناصر الغذائية الواعدة بتحسين المزاج، وهي:
أولا: فيتامين B3 عبر تناول الفشار لأنه يحفز خلايا المخ على إنتاج مادة السيروتونين المسؤولة عن الحفاظ على التوازن العضوي والنفسي للإنسان، خصوصا أن مادة السيروتونين مسؤولة عن توليد الشعور بالبهجة والسرور والإقبال على الحياة.
ثانيا: الفيتامين B12 المتواجد في الخضر التي تحتوي على حمض اللاكتيك، الحليب، منتوجات الحليب الرائب، الأسماك، البيض.
ثالثا: الفيتامين B9: (الاسيدفوليك).
رابعا: الفيتامين B6 المتواجد في الملفوف، الكراث، الفليفلة، حبوب الصوجا، الحبوب الكاملة، البطاطا، البندق، اللحم، السمك.
خامسا: الزنك،الحديد، النحاس والمغنزيوم.
ومن أهم الدهون المحسنة للمزاج الدهون الأساسية، دهون الأوميغا 6 المتواجدة في الذرة دوار الشمس، السمسم، الحبار، ودهون الأوميغا 3 المتواجدة في الجوز، السلمون، اليقطين، دسمك الأسقمري، السردين، الانشوفة، التونة، الطحالب البحرية، زريعة الكتان.
سادسا: فيتامين c المتواجد في الفاكهة الحمضية، التوت، الكيوي، الخضار، الفليفلة، الملفوف، السبانخ، البطاطس.
سابعا: شرب الزعفران الحر مع الشاي لأنه ينشط هرمون السعادة، وأخذ الأطعمة الغنية بالتريبتوفان بشكل خاص، لأنها تحسن المزاج بشكل ملفت للانتباه وقد نجدها في الدجاج، الفاصوليا، الشوفان (رقائق الشوفان)، بيض بلدي، الديك الرومي، وقد برهن العلماء أن تناول الحمض الأميني التربتوفان على شكل مكمل غذائي يحسن المزاج، فقد قام دونالد أكلستون في بريطانيا بخلاصة يقول فيها أن أخذ مكملات التريبتوفان يؤدي إلى زيادة تركيب السيروتونين في الدماغ، فيحسن بذلك المزاج وهذا شبيه بما تفعله بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.

وهل يمكن أن نعالج الاكتئاب بالقرآن الكريم؟

المكتئب يشعر دائما بالخوف، والقرآن يخفف هذا الخوف ويقضي عليه، مصداقا لقوله تعالى في سورة الرعد 98 «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب». فعلاج ما هو نفسي في الاكتئاب بالقرآن أمر مؤكد، قال تعالى في كتابه العزيز من سورة التوبة 26 «ثم  أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها…».
ومن سورة الفتح 4 قال تعالى: «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان عليما حكيما». وللإيمان بالله والقدر خيره وشره دور كبير في الرضى بما كتبه الله على المؤمنين.
كما جاء في سورة فاطر الآية  34 قوله تعالى: «وقالوا الحمد الله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور». واليأس أيضا يؤدي إلى الاكتئاب، وفي هذا الصدد قال تعالى في سورة يوسف: «ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون».
إضافة إلى الصوم فهو يشعر الإنسان بالراحة النفسية، كما أن اقتراح القرآن أحسن ما يمكن اقتراحه لعلاج العديد من الأمراض النفسية، وعندما نفكر ونقتنع أننا مسيرين في الحياة  فلن نحتمل مجرد احتمال أننا سنكتئب يوما.

 العلاج بالقرآن الكريم

أصبح العالم الآن يعاني من مشاكل صحية كثيرة، ولعل أخطرها تلك النفسية المعروفة بأمراض العصر، والتي احتار الأطباء في تسميتها، وحتى في إيجاد طرق ناجعة لفك خيوطها المتشعبة، وبين الوصفات الطبية والتمارين اليومية تجد المريض معلقا بين هاته وتلك، غافلا عن السبب الرئيسي الذي يجعل النفس معذبة وتعيش في خوف ويأس واكتئاب ألا وهو الابتعاد عن المنهج الرباني، المتمثل في الرجوع إلى المصدر الأول للتشريع في ديننا الإسلامي والذي هو القرآن الكريم الذي جعله الله أمنا وسكينة وطمأنينة للقلوب، والذي ضمت آياته الشريفة دواء وشفاء لكل داء، حيث قال تعالى: «وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين».