تعتبر السينما الكندية من التجارب السينمائية الفريدة من نوعها التي تخاطب التجارب السينمائية الطامحة لإثبات وجودها و هويتها. فمن خلال هذا التكريم، سيمكن مهرجان مراكش متتبعيه ومحبيه من عشاق الفن السابع، المغاربة والأجانب ، من التمتع بجمالية هذه السينما و إبداعاتها الفكرية و الثقافية.
بدأت السينما الكندية أولى خطواتها سنة 1897، مباشرة بعد العرض الباريسي الأول للأخوين لوميير. وعلى الرغم من مجاورتها لهوليوود وتجذرها في ثقافة أمريكا الشمالية، فقد عرفت كيف تبني هوية خاصة بها بفضل التنوع اللغوي والعرقي للشعب الكندي، وكذا من خلال تطور سينمائي يعكسه بشكل خاص الفيلم الوثائقي.
اكتسبت السينما الكندية حظوتها بفضل مخرجين عرفوا كيف يستميلوا عشق جمهور دولي. حيث قدم أتوم إيكويان ببراعة، موضوعات تتحدث عن عزلة الفرد في علاقته بمجتمع جفائي من خلال أفلام “إكزوتيكا“، و “غد أفضل” و “رحلة فيليسيا“. وبرز دافيد كروننبرك (“الذبابة“، “كراش“، إكزيستينس“) كرائد لسينما النوع، قبل أن يوقع على أعمال رائعة تتحدث عن العنف في حضاراتنا (“تاريخ من العنف“، “وعود الظل“).
وأصبحجيمسكاميرونمخرج “تيتانيك” و“أفاتار“، اللذان حققا أكبر نجاحين في تاريخ السينما، نموذجا لحنكة المخرجين الكنديين ومدى قدرتهم على تأكيد أنفسهم لدى الجمهور العالمي. وعلى خطاه سار كل من بول هاكيس في فيلم “اصطدام“، وكوي مادين في “حذر” وسارة بولي في “خذ هذا الفالس” في صيغة أكثر حميمية، فأصبحوا بذلك أفضل واجهة لتمثيل السينما الكندية على الصعيد الدولي، كما صار ممثلون من قبيل جيم كاري، دونالد سودرلاند وريان كوسلينك من الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما العالمية.
وبعيدا عن التموقع في منزلة أدنى من جارتها الأنكلوفونية، عرفت السينما الكيبيكية كيف تؤكد نفسها ثقافيا، وأن تتبنى إيقاعا تصاعديا خلال “الثورة الهادئة“، فأصبح دينيس أركاند بمثابة الرقيب الحازم للعالم الفكري والأكاديمي الكيبيكي من خلال أفلام من قبيل “انحدار الإمبراطورية الأمريكية“، و” الغزوات البربرية“، الذي نال عنه جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 2003. كما أضحى عدد من المخرجين في الفترة الأخيرة – أمثال جون مارك فالي (الذي أخرج “أ.ح.م.ق “، جائزة لجنة التحكيم في دورة 2005 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و“نادي دالاس للمشترين“، و “وحشي“)، و دونيس فيلنوف مخرج “سجناء“، “سيكاريو” و كزافيي دولان الذي وقَّع على “مومي“- روادا لهذه السينما بفضل أعمال تشارك بشكل منتظم في كبريات المهرجانات في جميع أنحاء العالم.
وبمناسبة هذا التكريم، سيستضيف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش وفدا من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون اليوم أفضل مثال عن حيوية هذه السينما التي لا تتوقف عن التطور.
تكريم السينما العالمية بمهرجان مراكش منذ سنة 2004:
2004 المغرب
2005 إسبانيا
2006 إيطاليا
2007 مصر
2008 المملكة المتحدة
2009 كوريا الجنوبية
2010 فرنسا
2011 المكسيك
2012 الهند
2013 اسكندنافيا
2014 اليابان