أظهرت دراسة نشرت حديثا أن طريقة عمل الدماغ تختلف من شخص لآخر، وهو ما يفسر لماذا يبدي البعض حالة من اللامبالاة ومن الكسل، فيما يظهر آخرون نشاطا أكبر. ويرى علماء ان السبب قد يكون بيولوجيا ولا يتعلق بسلوك أو بموقف.
اعتمد العلماء في هذه الإستنتاجات على صور جهاز الرنين المغناطيسي حيث لوحظ نشاط في أدمغة 40 من المتطوعين الأصحاء خلال تفكيرهم ببذل جهد او بعدم بذله مقابل مكافأة.
وكشفت الصور عن وجود اختلاف في ادمغة الاشخاص الذين حصلوا في وقت سابق على علامات متدنية في استبيان لمعرفة درجة اندفاعهم للقيام بعمل ما.
ضوء يسطع
وقال باحثون في بيان إن الشخص عندما يقرر فعل شيء ما يضيء اللحاء الدماغي لديه قبل أن يظهر نشاطا في مناطق أخرى من الدماغ تكون مسؤولة عن الحركة.
وما يثير الإستغراب هو ان التفكير باتخاذ قرار بفعل شيء ما أو بعدم فعله، يؤدي الى ظهور ضوء اكثر قوة لدى الأشخاص اللامبالين مقارنة بالنشطين.
اتصالات
ولاحظ العلماء ان الاتصالات التي تجري داخل الدماغ والمسؤولة عن الانتقال من القرار الى الفعل تبدو اقل فعالية لدى اللامبالين.
ويعني هذا ان على ادمغتهم بذل جهد اكبر لجعلهم يخرجون من حالة الخمول.
وقال الباحث في مجال الأعصاب مسعود حسين، وهو أحد المشاركين في فريق الباحثين الذي أجرى الدراسة في جامعة اوكسفورد، “اللامبالون يصرفون طاقة كبيرة للتخطيط لفعل شيء ما، ولذا من الصعب ان يجدوا الطاقة الكافية لإنجاز أي عمل “، ثم اضاف “ستحتاج أدمغتهم الى بذل جهد اكبر”.
وكانت دراسة منفصلة أجريت في العام 2012 أظهرت ان مستويات الدوبامين في الدماغ قد يكون لها تأثير على الاندفاع والنشاط.
ونبه الباحثون الى أن هذه النتائج الجديدة التي نشرتها مجلة “اللحاء الدماغي” لا تفسر جميع حالات اللامبالاة او الكسل ولكنها قد تسهم في علاج الحالات المتطرفة.