لم تتصور قرية “سومته” الألمانية الصغيرة، أن خبر قدوم 1000 لاجئ إلى قريتهم الذي صدموا فيه قبل 6 أشهر من الآن، سيغير كثيرا في حياتهم. اليوم، يعم الحزن على أهالي القرية الصغيرة، الذين ألم بهم القلق قبل أشهر من الآن بقرار الحكومة إرسال لاجئين إليهم، بعد أن استطاع هؤلاء اللاجئون بث الحياة في القرية الهادئة وخلق فرص عمل فيها.
في بداية أكتوبر الماضي، استدعت سلطات الولاية، رئيسة البلدية غريت ريشتر، لتطلعها بخططها لإسكان 1000 لاجئ قادمين من سوريا وأفغانستان ودول أخرى في مبنى في قرية “سومته” بشكل مؤقت. لم تتخيل ريشتر آنذاك كيف سينجح الأمر.
القرية التي تفتقد لفرص العمل ووسائل النقل والمرافق العامة، والناس المتخوفون من القادمين الجدد، والذين تساءلوا بغضب خلال لقاء أهلي حينذاك عن إمكانية استقبالهم. كل ذلك تغير الآن، فقد زالت المخاوف وساهم القادمون الجدد بإنعاش القرية وخلق العشرات من فرص العمل لسكانها. ما زال في القرية 115 لاجئا ومهاجرا، ينتظرون الإقامة والعمل، من أصل 1000 بدأوا يغادرونها تباعا.
ويمتد عقد استئجار المركز حتى 31 أكتوبر 2016، ومن المتوقع أن يتم إغلاقه بعدها. وقال مدير الملجأ إلى أنه بعد وصول أوائل اللاجئين في نونبر 2015، وبعد قضاء أسابيع في تجهيز الملجأ، عين فيه قرابة 70 موظفا، 40 منهم من السكان المحليين.
وعبر العاملون فيه الآن من عمال إرشاد اجتماعي وعمال تنظيف وطباخين عن حزنهم لتوقف قدوم اللاجئين وعن رغبتهم بمواصلة العمل فيه. فتقول المرشدة الاجتماعية ماندي توماس لصحيفة “بيلد” الألمانية “أرغب في العمل لفترة أطول هنا، نحن فريق رائع”.
وأكدت زابينه شاك، التي تعمل في مجال الغسيل في الملجأ الذي يأوي اللاجئين، عن سعادتها للعمل مجددا بعد 18 شهرا قضتها في إجازة مرضية (حسب تعبيرها)، بعد أن فقدت عملها. وتقول شاك فيما يتعلق باستقبال اللاجئين إنه يجب على المرء تقبل التحدي وعدم حمل أحكام مسبقة. وما زالت السيدة الألمانية على تواصل مع عائلتين من اللاجئين تركوا الملجأ وانتقلوا إلى سكن دائم.
ولم تستفد القرية فقط من فرص عمل كعمال كهرباء وسمكريين وخبازين، الذين كانوا يأتون للملجأ بما يزيد عن 1000 قطعة خبز، بل تحسنت الخدمات أيضا. إذ يتمتع السكان بخدمات إنارة أفضل وعدد أكبر من رجال الشرطة ومرافق عامة أفضل يأملون في بقائها بعد انتهاء فترة وجود اللاجئين التي كانت قد حددت بعام واحد.
ويقول ديرك هامرز، الذي تعيش عائلته منذ 400 عام في “سومته” لصحيفة بيلد، إن “هناك أناسا كانوا من البداية ضد الملجأ، وما زالوا كذلك”، لكنه استدرك قائلا “بالنسبة للكثيرين تلاشى القلق، وما ثبت أنه: لم يحدث شيء”.