حوار – عبدالله عمر
أم ناصر .. سيدة اعمال متمكنة أسست خلال السنوات السابقة إسما أصيل في العالم العربي، وبنت قاعدة جماهيرية واسعة ضمت العرب من المشرق والمغرب.. تناور ضيوفها بذكاء وعفوية .. فأشرقت بإطلالات أنيقة عكست رقي أخلاقها وغنى ثقافتها..
فتحت لنا قلبها لتطلعنا عن تفاصيل حياتها الأنيقة ومشاريعها الواعدة..
هي صاحبة مشوار إنساني وإعلامي مشرف لكل سيدة عربية تتجه نحو العالمية، هي نموذج حي ومعاصر لتحدي الصعاب والعبور على اشواك الحياة بتحدياتها..
التواضع هو مفتاح نجاحها وسر حضورها القوي فهي كالاسفنجة، تستفيد وتكتسب من كل ما هو حولها، فباتت سيدة اعمال إنسانية، طبيعية ومتواضعة.
هندست أفكارها وأحلامها قبل أن تهندس مشاريعها المعمارية بفضل شخصيتها الاجتماعية التي قادتها إلى عالم مختلف عن العالم الذي رسمه والداها لها منذ صغرها، فأضحت اليوم نجمة يتابعها نحو مليون متابع من مختلف الجنسيات..
تؤمن أن الأحلام لا تقيدها الزمان والمكان وأن الفكرة الصغيرة ستكبر يوما عن يوم، ملتقى جمع نساء العالم من كل حد وصوب ليثبت أن امرأة واحدة كفيلة بالتغيير ونشر سعادة لا مثيل له..
حسٌ صادق يطلُ من عينين عربيتين واسعتين، وجاذبية فياضة ٌ باللطف، وعاطفة ٌ جياشة، ولسان ٌ لبق، وطموحٌ، وتطلعٌ نحو مجتمع ٍ عربي خالٍ من التشويش تمامًا كحضورها البهي…
من هي أم ناصر؟
أم ناصر هي شخصية ملهمة ومتعددة المواهب تتميز بمسيرة حياة غنية وإسهامات قيمة في مجموعة متنوعة من المجالات. تعتبر رائدة في تطوير الذات وريادة الأعمال، وتمتلك سجلا مشرفا في مجال ريادة الأعمال، حيث قامت بتأسيس وإدارة عدة مشاريع ناجحة. إنها نموذج للشباب الذين يتطلعون لبناء مستقبلهم من خلال العمل الحر وريادة الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، تقوم أم ناصر بتقديم تدريبات مهارات الطبخ وفنون الاتيكيت من خلال مركزها الخاص. وتدير شركات ناجحة في مجالات الخدمات والضيافة، وكذلك الاستشارات والخدمات. ليس ذلك فحسب، بل تعمل أيضًا كناشطة اجتماعية تناقش قضايا اجتماعية معاصرة عبر قناتها ‘أفكارنا’. بجانب ذلك، فهي خبيرة في تنمية الموارد البشرية وتطوير الذات. #
ما هي رسالتك في الحياة؟
“رسالتي الحياتية تكمن في إيماني بأن قوة الحضن الجماعي للحب والثقة والتعاون هي مفتاح بناء حياة تتسم بالنجاح والسعادة. نحن أقوى عندما نتحد ونعمل سوياً، وأؤمن أن هذه القيم تشكل أساسًا لتحقيق التقدم والتأثير الإيجابي في العالم.
ماذا تمثل لك غزة؟
“غزة، بكل تأكيد، تمثل نقطة محورية في القضية الفلسطينية ضد الكيان المحتل. هي جزء لا يتجزأ من التاريخ والصراع، حيث تظل قلباً نابضاً يجسد إصرار الشعب الفلسطيني على الصمود والتصدي للاحتلال. غزة ترمز إلى حق الشعب في تقرير مصيره، وتشهد على استمرار النضال والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون في سبيل تحقيق حقوقهم واستعادة أرضهم.”
بشكل عام، تمثل غزة رمزًا للصمود والإرادة في مواجهة التحديات، وتجسد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة في وطنهم.
ما هو سر نجاحك؟
“سر نجاحي يستند إلى توازن دقيق بين الجانب العلمي، الصبر، وتجربة الحياة التي اكتسبتها. إيماني بالعلم والمعرفة يمهد لي الطريق نحو اتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق أهداف ذات مغزى. الصبر، بالنسبة لي، هو القوة الدافعة التي تجعلني استمر في المضي قدماً حتى في وجه التحديات والصعوبات.
كمية التجارب التي اكتسبتها في رحلة الحياة هي مصدر ثراء لا يقدر بثمن. هذه التجارب علمتني الكثير، سواء من نجاحاتي أو فشلي، وأعطتني الحكمة والبصيرة التي تشكل أساس اتخاذ القرارات الصائبة. ببساطة، إن تلك العناصر المتراكمة تجعلني أفهم أن النجاح يحتاج إلى رؤية علمية، وقدرة على التحمل، واستمرارية في التعلم من تجارب الحياة.”
كيف استطعت تأسيس اكبر تجمع نسوى في العالم؟
تأسيس أكبر تجمع نسائي في العالم كان تحديا مثيرا حيث اندمجت بين فنون الطهي والإيتيكيت بتفرد وبأسلوب يعكس شخصية ام ناصر. في رحلتي، ركزت على البناء الرشيق لمجتمع يدور حول شغف النساء بالطهي والرغبة في اكتساب مهارات الإيتيكيت والتفاعل بروح إيجابية.
من خلال استخدام الكاريزما والقوة الداخلية، ألهمت النساء ليس فقط في المطبخ بل أيضًا في حياتهن اليومية. كان لدي رؤية واضحة للتجمع، وهي تقديم مساحة تعليمية وتحفيزية لتعزيز الصحة والرفاهية العائلية.
دمجت بين الطبخ والإيتيكيت بطريقة تسليط الضوء على القيم والأخلاقيات، مما جعل المجتمع ينعكس بروح الاحترام والتفاعل الإيجابي. ومع تحديات الحياة المتنوعة، توجهت نحو بناء مجتمع يدعم التفاعل الإيجابي ويقوي النساء على مواجهة التحديات بصلابة نفسية وتفاؤل.
استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بفعالية لتشجيع التفاعل وتوسيع نطاق الجمهور. بفضل هذا النهج المتكامل، تحققت رؤيتي في بناء تجمع قائم على التبادل الإيجابي وتعزيز مفهوم الطهي والإيتيكيت كأسلوب حياة.
ما هي أحلامك؟
أنا أسعى جاهدة لتحقيق التوازن المثلى في حياتي، حيث تتداخل أدواري كأم ورائدة أعمال. يكمن تحديي في السعي لتحقيق نجاح مهني وتحقيق الاستقلال المالي دون التخلي عن الأمور الشخصية الهامة. أتطلع إلى الوفاء بأدواري بشكل كامل، حيث يهمني جعل الحياة الأسرية والمهنية متناغمتين. يسعدني دعم الأسرة من خلال تحقيق الاستقلال المالي وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية على حد سواء. بالنسبة لي، ليس النجاح المهني هو الهدف الوحيد، بل أيضًا الرغبة في ترك بصمة إيجابية في المجتمع من خلال دوري كرائدة أعمال. أسعى لأن أكون ملهمة للآخرين وأسهم في تحفيز التغيير الإيجابي. من خلال هذه السعي والتوجيه نحو تحقيق الأهداف، أطمح إلى تحقيق توازن صحي في حياتي والاستمتاع بكل لحظة في رحلتي المهنية والشخصية.
في ساحة العمل والمسار المهني، أجد نفسي ما زلت في مرحلة البدايات، حيث يظهر أنني لم أحقق سوى ٪7 من تلك الطموحات التي كنت قد رسمتها. هذا الرقم يعكس تحديات تبقى أمامي تتعلق بتحقيق الأهداف والطموحات المهنية.
على الناحية الشخصية، يكمن السعادة في لحظات السلام النفسي وفي القدرة على الحفاظ على توازن الحياة. يشكل الكوخ الصغير الواقع في قلب الطبيعة ملاذًا هادئًا، حيث يمكنني الاستمتاع بفنجان من القهوة الدافئة وكتاب ملهم في أوقات الهدوء. تعتبر اللحظات البسيطة والتأمل جزءًا أساسيًا من روتين الحياة، حيث أجد السعادة في تلك اللحظات الهادئة برفقة أحبائي.
في هذه الرحلة، أدرك أن تحقيق التوازن المثلى بين الجوانب المهنية والشخصية يتطلب وعيًا وتوجيهًا. يتعين عليّ تحديد أهداف قابلة للتحقيق والسعي لتحسين مساري المهني بشكل دائم. يمكنني استغلال التحديات كفرص للتعلم وتطوير مهارات جديدة، وهذا يشكل جزءًا مهمًا من رحلتي الشخصية والمهنية.
ما هى رسالتك لنساء العالم؟
“لكل امرأة قوة لا محدودة في قلبها وإرادة لا يمكن ترويضها. أنتِ ملكة التغيير، قادرة على نحت مستقبلكِ وتحديد مصيركِ. لا تنتظري النجاح، بل اسعي لتحقيقه بنفسك، ولا تعتمدي على أحد لتكوني سعيدة. انطلقي بقوة الإرادة والعزيمة، وصنعي حياتكِ بإيمان وإصرار. أنتِ تملكين القوة لتحقيق أحلامكِ وتغيير العالم حولكِ. كنِ مصدر الضوء في حياتكِ وفي حياة الآخرين، وامضي قدمًا نحو مستقبل يشع بالأمل والإيجابية. أنتِ تستحقين أن تكوني سعيدة، قوية، وملهمة للعالم. انطلقي وابني مملكتكِ الخاصة بكل فخر وثقة.”
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتيها في البدايات؟
“في بدايات رحلتي، واجهت تحديات كثيرة، منها نظرة بعض الأفراد في المجتمع العربي لدور المرأة. كانت هناك توقعات تقليلية تجاه قدرتي كامرأة على أن أكون رائدة أعمال ناجحة وعلى تحقيق توازن بين حياتي المهنية والعائلية.
واجهت التحديات التي أتت مع الهجمات غير المبررة على منصات التواصل الاجتماعي. هذه التحديات لا تشكل فقط عبئًا على الفرد، بل تعبر أيضًا عن تحديات تواجهها العديد من النساء اللواتي يسعين لتحقيق أهدافهن.
بينما كنت أواجه هذه التحديات، استمرت إصراري وإيماني بقدرتي على تحقيق النجاح في بيئة الأعمال كامرأة قوية ومؤثرة. الآن، بعد تجاوز تلك التحديات، أشعر بفخر بالتأثير الإيجابي الذي أحققه وبالدور الذي ألعبه في تحفيز المرأة لتحقيق طموحاتها.”
ما هي أبرز الأنشطة التي تقومون بها؟
أنا كاتبة ومفكرة في الأساس، تتسم حياتي بشغف القراءة واستكشاف مصادر العلم والفن. يشكل الكتب عالمًا لا يقاوم بالنسبة لي، حيث أستمتع بالتغذية على معلومات جديدة والغوص في عوالم متنوعة.
رغم أنني أقضي وقتًا كبيرًا في البحث والقراءة، إلا أنني أؤمن بأهمية التوازن في الحياة اليومية. لهذا السبب، أتخلى يومًا كاملًا عن استخدام الهاتف المحمول، حيث يُمكنني خلال هذا الوقت التفرغ للتأمل والابتعاد عن التشتت.
في جوانب حياتي الأخرى، أقضي فترات طويلة مع أطفالي، مُكرسة لرعاية تربيتهم ومشاركتهم لحظات سهر مميزة. هذه الفترات تمثل لي لحظات قيمة أنعم فيها بالوقت مع أحبائي وأستفيد من تجارب الأمومة والتربية.”
أنا أحب تنويع نشاطاتي والابتعاد عن الروتين. إحدى هذه النشاطات هي ركوب الخيل، حيث أجد في هذه الفعالية مصدرًا للسعادة والتواصل مع الطبيعة. أيضًا، أستمتع بممارسة رياضة الرماية، فهي ليست فقط نشاطًا رياضيًا بل تمثل تحدٍ وتركيزًا.
ما يميزني أيضًا هو عدم اهتمامي الكبير بالتليفونات ووسائل التواصل الاجتماعي. أجد الراحة في قضاء وقتي بعيدًا عن شاشات الهواتف، مما يمكنني من التركيز على اللحظات الحقيقية والتفاعل المباشر مع الأشخاص والأنشطة التي أمارسها.
في هذا السياق، يتجلى اهتمامي بأنشطة ملهمة وتيارات إيجابية تعزز من تجربتي الشخصية وتسهم في تنويع حياتي اليومية.
ما هو اساس النجاح لوصولك للعالمية ؟
في حياتي، أتبنى نهجًا عالميًا للانتماء والتفكير. أنا مؤمن بفكرة المواطنة العالمية، حيث يكمن طموحي في إحداث تأثير وتغيير على مستوى عالمي، متجاوزًا حدود الجغرافيا. يعكس تجربتي في الغربة وسنوات عيشي في بيئات مختلفة إيماني بجمال التحديات والبدايات الجديدة.
أرى الوطن حيثما أكون حرًا وقادرًا على التعبير بحرية. تجلى ذلك في استعدادي لاستكشاف فرص جديدة في أماكن غير مألوفة، وفي رغبتي في التفاعل مع ثقافات مختلفة لتعزيز التفاهم العالمي والتنمية الشخصية. يتسم توجهي بالطموح والابتكار، حيث أرى العقلية المبدعة والتفكير الحر كأدوات أساسية لتحقيق طموحاتي.
في هذه الرحلة، أجد الجمال في التنوع والتحديات، وأتطلع إلى أن أكون جزءًا من تطور ورقي المجتمعات التي أعيش فيها.
ما هو سر حضورك ومحبة الناس لك؟
لطالما تجنبت الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي لأنها لا تعكس صورتي ولم أكن موافقة عليها. إنها تنشر صورة سلبية عن المرأة العربية، وذلك بسبب الجهات الصهيونية والإسرائيلية التي تقف وراء هذه الوسائل. أرى أنها دائمًا تشجع على التفاهة والانحطاط الأخلاقي والرذيلة، وتصوّر المرأة العربية بصورة غير صحيحة، معتبرة إياها استهلاكية وتافهة، ومركزة على المظاهر دون فائدة تذكر.
وكان فريقي الذي يدير حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولًا عن الجوانب الفكرية وله علاقة في شؤون العمل. كان يُقدم لي جميع التعليقات التي تصلني في حساباتي بحكم أنني لا أقوم بقراءتها.
ولكن،بكوني مؤمنة بأهمية التوعية، أقوم بتسجيل موضوعات بصوتي فقط في كل مرة يتاح لي ذلك وأقوم بنشرها في قناتي على اليوتيوب تحت اسم “أفكارنا”.
موضوع غزة كان له أهمية خاصة، حيث كان عليّ أن أثبت مواقفي وأوجّهها بطابع شخصي. انتظرت لمدة تقارب عشرة أيام، متوقعة ظهور خطاب “قلبٌ بارد” الذي لم يأتِ. هذا دفعني للخروج بوجهي وصوتي، حتى وإن كان ذلك ضد إرادتي. أُدرِجت أفكاري ووجهي للمرة الأولى على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما في قناة “أفكارنا”. كل ذلك كان بفضل موضوع غزة الذي يعد مهمًا للغاية ويتصل بالجميع. في هذا الوقت، يتعين على الفرد تأكيد موقفه وتوجيهه في هذا السياق المهم.
تأكيد حضوري على وسائل التواصل الاجتماعي جاء نتيجةً لإيماني القوي بأهمية التعبير عن الرأي في القضايا التي تمس قلوبنا. بعد هذا التواصل، شعرت براحة عظيمة لأن رسالتي قد وصلت إلى الكثيرين. يؤكد تفاعل المتابعين ومحبتهم أن صوتي قد وصل بكل صدق، وأنهم يفهمون صدق مشاعري وآرائي.
مستمرةً في التعبير بشفافية وصدق، أطمح أن تظل رسالتي مصدر إلهام وتواصل فعّال في مواضيع تهمنا جميعًا.”
ما رأيك في المرأة الفلسطينية؟
أنا ممتنة لقوة وإرادة المرأة الفلسطينية، التي تظل تقف بكل شموخ وكرامة في وجه التحديات. إن تفانيها في تربية أطفالها وتقديم أفضل ما لديها لأسرتها يعكس روح العطاء والتضحية. تكون المرأة الفلسطينية، في رؤيتي، رمزًا للشجاعة والصمود، حيث تخوض رحلة الحياة بكل إصرار، وتربي أولادها ليكونوا محاربين يدافعون عن أرضهم وكرامتهم.
إن هذه النساء يعبرن عن القيم العميقة للحرية والكرامة، وتتجسد قوتهن في تحملهن للمسؤوليات ومواجهتهن للصعوبات بكل جدارة. أقف تقديرًا واحترامًا أمام تلك النساء البارعات اللواتي يمثلن رمزًا حيًا للإصرار والإنسانية، وأؤمن أن إرثهن سيظل ملهمًا للأجيال القادمة.