لا يختلف اثنان على أن الإسلام صار يشكل صحوة كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، فنسبة معتنقيه في ازدياد مستمر تفوق من يعتنقون أي دين آخر، وقد شملت مختلف أوساط المجتمع الغربي حتى طالت ذوي الشهرة والنجومية في مختلف المجالات، ومن ضمن هؤلاء هناك فنانين ومفكرين ورجال دين، حيث كان القرآن أحد أهم أسباب هدايتهم لما فيه من إعجاز علمي، وأيضا النظام المتكامل الموجود في الإسلام لقيادة البشرية نحو الكمال المنشود، هؤلاء لم يتأت اعتناقهم للإسلام اعتباطا بل من دراسة معمقة ودقيقة، وبعد بحث كل الاتجاهات الفكرية الأخرى.
أسطورة الملاكمة «محمد علي كلاي» وقصة إسلامه
كان قبل إسلامه يلقب نفسه بـ «الأعظم»، إذ كان أفضل ملاكمي عصره، فلم يعرف تاريخ الملاكمة ملاكما أسرع منه، كان يتراقص على الحلبة برشاقة ثم ينقض على خصمه ويلدغه بلكمة لا يملك منها هربا أو فكاكا، يسقط على إثرها صريعا ليعلو صوت البطل: «أنا الأعظم»، لكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب، إذ لم يعد ميالا للتعالي، وصار بسيطا بساطة الروح الإسلامية، إنه الملاكم العالمي «كاسيوس مارسلوس كلاي»، الذي عرفه العالم – في ما بعد – باسم «محمد علي كلاي»، ولد في «كونتر» بالولايات المتحدة الأميريكية، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي، واشتهرت أيضا بأبشع ألوان التفرقة العنصرية، فكان من الطبيعي أن يعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لونه الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزا لتعلمه الملاكمة، لكي يتمكن من الرد على كل من يسيء إليه من أقرانه البيض، ولأنه يملك قواما رياضيا وعضلات مفتولة، فقد وجد الطريق نحو هذه الرياضة ممهدا، ولم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى تمكن من تحقيق بطولة الوزن الثقيل، ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكن من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة «سوني ليستون» في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة، توج بعدها بطلا للعالم، وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقف ليعلن أمام ملايين المتفرجين – الذين اجتمعوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز- إسلامه، مرددا: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله»، لقد اعتنق الإسلام ولم يضع اهتماما لما سيحدث من تراجع لشعبيته، ولكن شعبيته وحب الناس له زاد واكتسح الآفاق، ولم يكن الدين عائقا بل كان من الأسباب الرئيسية لشهرته، إن اتجاهه نحو الإسلام كان أمرا طبيعيا يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعه إلى الفطرة الحق سنوات من التفكير الممعن، كانت بدايته عندما اصطحبه صديق مسلم إلى المسجد ليسمع شرحا عن الإسلام، إذ أحس وهو ينصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخله، وصاح صائح في أعماقه يدعوه إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق، ولقد استغرقت رحلته الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام والمسيحية، فوجد في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا، ولا يميز بين لون وجنس وعرق، فالكل متساو أمام الله – عز وجل – أفضلهم عند ربهم أتقاهم، فأدرك أنه أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر، وآمن أن الإسلام هو الأقرب إلى المنطق، ثم قرأ معاني القرآن الكريم مترجمة فما ازداد مع كل سطر إلا اقتناعا بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر، وعمد إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين، فلم يجد منهم سوى طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدها في تعامله مع النصارى الذين نظروا إلى لونه ولم ينظروا إلى جوهره.
مايك تايسون يسير على نهج كلاي..
ولد تايسون عام 1966، وعاش حياة قاسية منذ طفولته، فهو ابن إحدى الأسر الزنجية، ترك والده المنزل وهو لا يزال طفلا، وقد ساعدته عضلاته كثيرا في أن يصبح متميزا بين أقرانه، وكان يضرب كل من يخالفه حتى إن إدارة مدرسته اضطرت إلى فصله نهائيا خوفا من خطورته الكبيرة على بقية التلاميذ، وتم إيداعه إحدى دور رعاية الأحداث.
بدأت شهرته عندما أحرز بطولة العالم للوزن الثقيل عام 1985، لتتوالى انتصاراته بعد ذلك التاريخ، حيث استطاع تايسون أن يمتلك سجلا غنيا يضم 50 فوزا، منها 44 بالضربة القاضية، إضافة إلى مباراتين لم تحسما، محققا 37 فوزا متتاليا منذ إحراز بطولة العالم 1985م، وحتى عام 1990.
ساعد تايسون في التفكير الجدي في اعتناق الإسلام تمضية ثلاث سنوات في السجن، أي نصف مدة العقوبة التي حكم بها وهي ست سنوات في سجن إنديانا للشباب، حيث وجد في خلوة السجن فرصة سانحة في مراجعة مسار حياته داخل حلبة الملاكمة وخارجها، فصمم بعد دراسته للإسلام على أن هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في الحياة، وأخبر تايسون حراس السجن في عام 1993 أنه بصدد اعتناق الإسلام، وأنه في ذلك يتبع خطوات محمد علي كلاي، واختار مايك تايسون بعد اعتناقه الإسلام اسما جديدا لنفسه، وهو مالك عبد العزيز، ورغم نجاحه في تغيير دينه، إلا أنه لم ينجح في تغيير اسمه، إذ ظلت وسائل الإعلام المختلفة تناديه بمايك تايسون، حيث كان إسلام تايسون بالنسبة لوسائل الإعلام الأميركية المختلفة له نفس صدى إسلام محمد علي كلاي في الستينيات، ومن وقتها لاحظ كثيرون كيف أصبح تايسون حنونا وأكثر تواضعا واحتراما بعد اعتناقه الإسلام، فقد أخذ على نفسه عهدا بالحفاظ على الصلوات الخمس، والالتزام بأوامر الله ونواهيه، ليكون مسلما صادقا في إيمانه، ومخلصا في إسلامه ومطيعا لربه.
أنليكا وريبيري أول من أسلم بين نجوم العالم
بعيدا عن حلبات الملاكمة وداخل المربع الأخضر هذه المرة، تصدرت أنباء تواجد أنيلكا في السعودية لأداء مناسك العمرة كبرى الصحف العالمية والعربية بعد إعلانه إسلامه رسميا، وأنيلكا لمن لا يعرف هو أشهر من ارتدى ثوب المتمرد في كل الأندية التي لعب لها بداية من باريس سان جيرمان مرورا بريال مدريد وأرسنال الفرنسي ونهاية بمانشستر يونايتد، حيث انتقل إلى فنربخشة التركي في يناير 2005، الحدث وقتها لم يكن فقط مهما بل مثيرا من نوعه، حيث أعلن إسلامه هناك ثم انتقل إلى تشيلسي الإنجليزي، وفي السعودية عندما سأل كيف أسلمت؟ فقال حبي لسماع الآذان كان له دور في إسلامي في تركيا، فقد كنت غاضبا وثائرا على الدوام، سافرت إلى تركيا والكل يؤكد لي أني سأكتب نهايتي الكروية هناك، ولكني فوجئت بالهدوء النفسي، حيث كنت استمع إلى صوت المؤذن بإيمان شديد، وكان هذا الشعور ليس غريبا علي إذ أنني كنت أعيش في أجواء مماثلة في سنواتي الأولى بمرسيليا، فقررت بعدها الذهاب إلى أحد المساجد بالعاصمة اسطنبول سرا دون علم أسرتي، وطلبت من شيخ هناك ويدعى مصطفى يعلم الصغار القرآن أن يطلعني على القرآن الكريم ويفسر لي معاني مفرداته، وبعد إسلامه فضل كتمان الأمر عن أقرب المقربين منه حتى يكون أكثر إلماما بالدين، وأعلن إسلامه واختار لنفسه لقب بلال لأن أول ما جذبه للدين هو الآذان.
أما ريبري فلم يكن معروفا كلاعب بل كان اسمه مجردا من النجومية، والبداية جزائرية ألمانية، وقتها تزوج ريبري من وهيبة الجزائرية، وطبيعي كما تعلن الشريعة الإسلامية أن يشهر إسلامه، وقتها أذاعت الصحف الفرنسية خبر إسلام أحد نجوم مرسيليا الشباب وتردده على أحد المساجد بالعاصمة الفرنسية، دون الإشارة إلى اسم ريبيري، واستمر نفس التجاهل حتى اختير ريبيري لتمثيل المنتخب في كأس العالم للمرة في تاريخه، وخلاله لفت الأنظار بتألقه اللافت في الدور الأول قبل أن يصبح حديث المونديال بإحرازه هدف مهم في مرمى المنتخب الإسباني، وعقب نهاية اللقاء فوجئ الملايين بالنجم الشاب يركع على الأرض ويسجد لله.
صدق أو لا تصدق.. في النهاية أسلم!!
لم يصدق نجوم المنتخب البرازيلي ومدربهم كارلوس البرتو باريرا أنفسهم عندما شاهدوا النجم فريد يسجد لله شكرا بعد إحرازه هدفا بمرمى المنتخب الأسترالي في كأس العالم بألمانيا، وقبل اللقاء قال إنه لا يعلم ماذا سيفعل إذا أحرز هدفا في كأس العالم، وشاءت الأقدار أن يشارك النجم فريد في آخر عشر دقائق ويحرز هدفا ليخرج عن هدوئه ويعلن هويته الدينية، كان هذا كفيلا بفتح الديانة التي ينتمي إليها النجم البرازيلي، وقصة إسلامه تعود في المقام الأول إلى أحد أقارب والدته ذات الأصل اللبناني أعلن إسلامه وغير اسمه إلى صلاح الدين، وقتها أعلنت العائلة مقاطعته، إلا أن فريد حرص على عدم مقاطعته وعبرها بدأت اهتمامات النجم إلى الإسلام من خلال مكتبة قريبه التي تضم 300 كتاب مؤلف عن الإسلام، هنا اطمئن لإسلامه وحافظ على ذلك الاهتمام بعد انتقاله إلى ليون الفرنسي، وبدأ يتردد على المساجد بصحبة صديقه المالي وزميله بالفريق ديارا، ويقال إنه اعتنق الإسلام في شتنبر 2005 أثناء مباراة منتخب البرازيل مع نظيره الإماراتي في أحد المراكز الدينية هناك، والمثير أن فريد لم يغير اسمه بعد الإسلام لعلمه بتمتع اسمه بشعبيه كبيرة في المجتمع الإسلامي.
فان بيرسي اعتنق الإسلام وهو في بداية شبابه
البداية كانت لا أخلاقية، فبعدما اتجهت أنظار عشاق الكرة إلى هولندا بعد الإعلان عن القبض على رفائيل فان بيرسي نجم الأرسنال والمنتخب الهولندي، بتهمة التحرش بفتاة ومحاولة اغتصابها بعد تقدم الأخيرة بشكوى إلى المحكمة ووجهت الاتهامات إلى النجم الشاب الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر على الفور، وهاجمته الصحف في بلاده وهناك من أصدر حكم مبدئي يطالب بضرورة حبسه أكثر من 10 سنوات وكان مفترضا أن تمر العقوبة مرور الكرام لولا نظرية المؤامرة التي غطت جوانب القضية، حتى تعلن المحكمة براءة بيرسي وعدم تعرضه للفتاة لتعترف بعدها أنها تريد الشهرة والتعويض المالي، فتلك التهمة صاحبت فان بيرسي بعد أسبوعين من إشهاره إسلامه وزواجه من مغربية عقد قرانه عليها في العاصمة مراكش بمجرد الحصول على إجازته السنوية من ناديه الأرسنال، قبلها كان فان بيرسي قد اعتنق الإسلام بعد 6 أشهر من خضوعه لدراسات إسلامية لدى شيخ مغربي يدعى سالم يقيم بلندن، ومن الإنصاف أن نقول إن استحالة زواج بيرسي من الفتاه المغربية هو السبب الأول الذي جعل فان بيرسي يفكر في اعتناق الإسلام، قبل أن يشهره على الورق من أجل إتمام زفافه، وخلال الستة أشهر حفظ فان بيرسي ما يزيد على 4 أجزاء من القرآن، وكما يقول عنه زملاءه أنه فضل إعلان إسلامه بعد نهاية الموسم حتى لا يتحول إلى حديث الساعة ويرفض إلى الآن الحديث عن قصة إسلامه بسبب خشيته من هجوم الجاليات اليهودية واسعة الانتشار بهولندا.
رجال دين أيضا اعتنقوا الإسلام..
من أشهر القساوسة الذين أشهروا إسلامهم القس يوسف إستس، الذي ولد في عام 1944 لعائلة شديدة الالتزام بالنصرانية تعيش في الغرب الأوسط لأمريكا، حتى إن آباءه وأجداده لم يبنوا الكنائس والمدارس فحسب، بل وهبوا أنفسهم لخدمة النصرانية، كذلك كان يوسف مجتهدا في البحث في هذه الديانة، كما درس الهندوسية واليهودية والبوذية، وعلى مدى 30 سنة لاحقة، عمل هو وأبوه معا في مشاريع تجارية كثيرة، حصل على شهادة ماجستير في الفنون سنة 1974، وشهادة الدكتوراه في علم اللاهوت، بعد تعامله مع شخص مسلم مصري اسمه محمد اعتنق الإسلام سنة 1991، هو وزوجته ووالده ووالدته، ثم تعلم بعدها اللغة العربية والدراسات الإسلامية من سنة 1991 إلى سنة 1998 في مصر والمغرب وتركيا، بعد ذلك أصبح داعية إلى الإسلام يقوم بزيارة الدول الإسلامية وغيرها في سبيل الدعوة التي أصبحت من واجبه كمسلم، وذلك بعدما تعلم اللغة العربية، وله كذلك إصدارات عديدة من برامج تلفزيونية دعوية، وتسجيلات كاسيت توضح الصورة الشفافة وأثر الدين الإسلامي في نفوس البشرية، وقد ذهب إلى الكويت بدعوة من لجنة التعريف بالإسلام، وألقى عدة محاضرات دينية حول الدين الإسلامي وموقفه من الأديان الأخرى وعلاقته بها، وسجل برنامج «مواقف مع القرآن للتليفزيون الكويتي»، أسلم على يدي الشيخ يوسف أربعون شخصا وذلك بعد إلقاء محاضرة دينية في المركز الإسلامي بالمكسيك، وقد اهتزت أرجاء المركز وتزلزلت عندما ردد هؤلاء الشهادة ترديدا جماعيا.
كذلك الحال بالنسبة للقس الكندي جاري ميلر، حيث كان من كبار الدعاة إلى المسيحية في كندا، وفي أحد الأيام، أراد أن يقرأ القرآن الكريم عله يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته المسلمين إلى الدخول في المسيحية، وكان يتوقع أن يجد القرآن الذي أنزل منذ حوالي أربعة عشر قرنا كتابا بدائيا يتحدث عن القبائل والصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذهل عندما وجد فيه معلومات كثيرة لا توجد في أي كتاب آخر، وكان يتوقع أن يجد فيه ذكرا لبعض الأحداث العصيبة التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها في الوقت الذي كان في أشد الحاجة إليها، ومثل وفاة أغلب أطفاله في حياته القاسم وعبد الله وإبراهيم ورقية وأم كلثوم، ولكنه لم يجد شيئا من ذلك.
واحتار عندما وجد سورة كاملة في القرآن سورة مريم فيها تشريف لها عليها السلام لا يوجد له مثيل في كتب النصارى ولا في أناجيلهم، وفي المقابل لم يجد سورة واحدة باسم عائشة، رضي الله عنها، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا باسم ابنته فاطمة، رضي الله عنها، واحتار أكثر عندما وجد اسم النبي عيسى عليه السلام ذكر خمسا وعشرين مرة في القرآن بينما لم يذكر فيه اسم محمد صلى الله عليه وسلم إلا أربع مرات فقط.
جاكسون، كات ستيفنز، وويل سميث.. للفنانين أيضا نصيب..
والبداية ستكون مع إسلام المغني الأمريكي وعازف الغيتار الشهير جيرمين جاكسون والذي يعد فردا من عائلة جاكسون الغنائية، واشتهرت هذه العائلة بالغناء والموسيقى، فقد كون جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة مع أبنائه، وكانت فرقتهم من أنجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولايات المتحدة الأميركية، وذاع صيتها في السبعينيات، وحصلت على شهرة عالمية واسعة، وقد بدأ جيرمين رحلته الإيمانية التي قادته إلى اعتناق الإسلام من رحلة فنية من خلال زيارته إلى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط في عام 1989، وانجذب إلى هذا الدين عندما تحدث مع أطفال في البحرين وشدة افتخارهم الشديد بكونهم مسلمين، ثم تحدث إلى علماء مسلمين وبدأ في التعرف أكثر على هذا الدين السماوي، ومن ثم اعتنق الإسلام واختار اسم محمد عبد العزيز، لكن اسم جيرمين بقي هو الأشهر عالميا.. أما مطرب البوب الإنجليزي «كات ستيفنز» وهو من أكثر النجوم إثارة للدهشة فقد حقق شهرة طاغية وسط المعجبين في أوائل السبعينيات، ولكنه سرعان ما مر بأزمة صحية جعلته يراجع تاريخه الإنساني ويطلع على نسخة مترجمة من معاني القرآن الكريم قدمها له أخوه كهدية فعكف على قراءتها واستمر في رحلة البحث عن الحقيقة حتى هداه الله إلى الإسلام، وغير اسمه إلى «يوسف إسلام» ورفض العمل تماما في مجال الموسيقى حتى إنه باع آلاته الموسيقية.
ومن المشاهير الذين دخلوا الإسلام أيضا الممثل الأمريكي ويل سميث فبعد رحلة طويلة قرر اعتناق الإسلام، وكان مما أثار فضول الممثل العالمي للبحث في الدين الإسلامي هو تمثيله لفيلم «علي»، الذي يحكي قصة حياة لاعب الملاكمة الأمريكي المسلم «محمد علي كلاي»، فعندما قرأ قصة حياة محمد علي، بدأ يتساءل حول ماهية هذه الديانة العظيمة، وبدأ يبحث في أسرارها وكيف تزداد قوة يوما بعد يوم، وكيف يزداد كذلك عدد معتنقيها، وخاصة في الولايات المتحدة أكثر منها في أي بلد آخر، واكتشف ويل سميث بعد قراءة الكثير عن الإسلام الحقيقة التي تؤكد أن هذا الدين هو الطريق الصواب الذي يجب إتباعه في هذه الحياة، وقال الممثل العالمي إنه سوف يواصل الدراسة والبحث حول الإسلام لكي يستطيع أن يطبقه كما ينبغي أن يكون. أما الفنان المسرحي الإيطالي جينو لو كابوتو فقد أعلن إسلامه في العاصمة الأردنية عمان على يد صديقه الدكتور سلطان العويضة الملحق الثقافي السعودي بعمان، وعرف الفنان الإيطالي جينو لو كابوتو بحبه الكبير للعرب ولاسيما المسلمين منهم، واهتمامه الشديد بعاداتهم وتقاليدهم المشابهة جدا لعادات وتقاليد مدينة كونفر سانو الإيطالية، وهي نفسها مدينة الفنان الواقعة جنوب إيطاليا، وزار جينو عددا من العواصم العربية تعبيرا عن المحبة الكامنة في قلبه تجاه العرب مثل بغداد وتونس ودمشق ومراكش، ويرأس الفنان الإيطالي مهرجان البحر الأبيض المتوسط في مدينة بيشيله الإيطالية منذ عام 1996، وله اهتمامات عدة في المسرح والسينما والشعر، وكذلك في ثقافة الأطفال، وفنونهم بالإضافة إلى كونه رائد المهرجان الدولي شعر _موسيقي _ مسرح الذي يقام في مدينة كونفر سانو بجنوب إيطاليا.
ومن الغناء والشهرة والمال إلى السجود والصلاة والصيام، واحد من أشهر مطربي أمريكا المغني لون الذي اشتهر في فرقة bad boys ، بعد أن اعتنق ودخل دين الإسلام غير اسمه إلى أمير، لم تقف الشهرة الواسعة التي كانت ملازمة له في المجتمع الأمريكي، ولم تقف الثروة المالية الهائلة التي كان يتحصل عليها من ممارسة الغناء، لم يقف كل ذلك عائقا أمام نطقه الشهادتين، مضحيا بماله وشهرته في سبيل الالتزام بالدين الحق، فبعد زيارته العاصمة الإماراتية أبو ظبي تأثر بثقافة المسلمين العرب، وكان يسمع الآذان ويرى الناس يذهبون لأداء الصلاة في المساجد وهم متمسكون بالأخلاق الحسنة والتعامل الطيب، وهنا بدأ يسأل عن حقيقة هذا الدين، وهل هو خاص بالعرب فقط، حتى وجد أنه دين يعم الجميع دون اختلاف بين جنسية وأخرى، وبعد تفكير عميق أشهر إسلامه وأدى أول صلاة له بعد عودته إلى مقر إقامته في نيويورك، وهناك تغيرت حياته بالكامل بعد أن ترك الغناء وانعزل تماما عن تلك البيئة التي عاش في أجوائها قرابة 17 عاما، حيث شعر بالراحة النفسية والطمأنينة التي كان ينشدها لسنوات طويلة، خاصة بعد أن أشهرت زوجته وابنه إسلامهما أيضا، وزاد حماسه للتعرف على الإسلام ودعوة الآخرين إليه بعد انضمامه إلى الجمعية الدعوية الكندية، ولديه الآن مشروع دعوي في هذا المجال، وهو دعوة مشاهير الغناء والفن إلى التعرف على الإسلام ومبادئه السمحة.
مفكرو الغرب: من الإلحاد إلى الإسلام
أستاذ الفلسفة المادية البارز والفيلسوف الفرنسي الماركسي سابقا البروفيسور روجيه غارودي اعتنق الإسلام بعد أن قرأ الديانات كلها، كان غارودي شيوعيا ملحدا، لكنه طرد من الحزب الشيوعي، وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، هذا الأديب والمفكر شغل منصب رئيس المجلس الوطني الفرنسي من 1956-1958، أسلم غارودي في رمضان 1402 هـ وبدل اسمه إلى رجاء، وأحدث إسلامه ضجة كبيرة في الغرب، ويقول غارودي عن اعتناقه الإسلام أنه وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده إلا في هذا الدين العظيم، غارودي ظل ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق، وحين أعلن إسلامه قال: «أنا لم أعلن إسلامي إعجابا بما قدم هذا الدين للناس في ما سبق من الزمان، بل بالأمل العظيم الذي يمكن أن يقدمه للإنسان في مستقبله، حينما يريد أن يتعايش بسلام على هذه الأرض». نعم فغارودي نظر إلى الموضوع بشكل مختلف، وهو أننا نحمل بعض القيم الإنسانية ولا نعرف قيمتها جيدا، وهذه الأخوة والمساواة وعدم احتقار الناس في أعراقهم ولغاتهم وأجناسهم إنها نعمة كبرى، هذا شيء كبير يفتقده الناس الآن في العالم، نفس الشيء بالنسبة للمفكر السويسري روجيه دوباكييه الذي تأثر بالفلسفة الحديثة، ولاسيما الفلسفة الوجودية، فقد كان يعتقد أن الأديان معتقدات خرافية وعندما اشتغل بالصحافة بدأ يسافر إلى أكثر من بلد فسافر إلى السويد، وعمل بها مراسلا صحفيا في نهاية الحرب العالمية الثانية لأكثر من خمس سنوات، لكنه اكتشف أن الناس تعساء برغم التقدم والرخاء الذي يعيشون فيه، وكان يسأل نفسه دائما لماذا يشعر المسلمون بسعادة تغمر حياتهم برغم فقرهم وتخلفهم؟! ولماذا يشعر السويديون بالتعاسة والضيق برغم سعة العيش والرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه؟! حتى بلده سويسرا كان يشعر فيه بنفس ما شعر به في السويد، وأمام هذا كله وجد نفسه في حاجة لأن يدرس ديانات الشرق، وبدأ بدراسة الديانة الهندوسية فلم يقتنع كثيرا بها، حتى بدأ يدرس الدين الإسلامي فشده إليه أنه لا يتعارض مع الديانات الأخرى، بل إنه يتسع لها جميعا، وهذه حقيقة كانت تزداد يقينا عنده باتساع قراءاته، حتى رسخت في ذهنه تماما بعد ما اطلع على مؤلفات الفيلسوف الفرنسي المعاصر «رينيه جينو» الذي اعتنق الإسلام هو أيضا، واكتشف كما اكتشف الكثيرون ممن تأثروا بكتابات الفيلسوف الفرنسي أن الإسلام يعطي معنى للحياة، على عكس الحضارة الغربية التي تسيطر عليها المادية ولا تؤمن بالآخرة وإنما تؤمن بهذه الدنيا فقط، ولم يجد روجيه دوباكييه مناصا من أن يعلن إسلامه أمام الملأ، فلما عاد إلى سويسرا نشر مقالات كثيرة عن الإسلام في صحيفة «journale de Genève» وهي صحيفة غير إسلامية، كما ترجم بعض الكتب التي تتناول موضوعات إسلامية ودافع في كتاباته كلها عن قضايا الإسلام كمسلم وجد طريقه.
مالكوم إكس من الشخصيات الهامة التي كان لها فضل كبير في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية، في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال، ولد مالكوم إكس لأب كان قسيسا في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قتل والده على أيدي البيض، فبدأت أحوال أسرة مالكوم تتردى بسرعة ماديا ومعنويا وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها، ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع هذا الأخير وأخواته الثمانية مرارة فقدان الأب والأم معا، وأصبحوا أطفالا تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة، في هذه الأثناء التحق مالكوم بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد، كان ذكيا تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما جعلهم يحطمونه نفسيا ومعنويا ويسخرون منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون، وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج، من نادل في مطعم إلى ماسح أحذية في المراقص، حتى أصبح راقصا مشهورا، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع بدأ يشرب الخمر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها ومن ثم سرقة المنازل والسيارات، كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد، حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة فأصدروا بحقه حكما مبالغا فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات، وفي السجن انقطع مالكوم عن التدخين وعكف على القراءة إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته، خلال ذلك الوقت اعتنق جميع إخوة مالكوم إكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط، وسعوا لإقناع مالكوم بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام، حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن، استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية فكان ساعدا لا يمل، وذراعا لا تكل من القوة والنشاط والعنفوان حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة، رغب مالكوم أكس في تأدية الحج وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه الحاج مالك الشباز، وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم، وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة ويدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية، وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق، فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ستة عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل، وعندها كان الختام ولنعم الختام.